يبدو أن مسلسل الترهيب والتهويل السياسي الذي يمارس في العراق، يشق طريقه بقوة في الفترة الأخيرة، عبر استهداف مقرات أحزاب وشخصيات سياسية، ويرى متابعون أنّ المرحلة الحالية قد تكون الأخطر في العراق ما بعد 2003، في حال فرضت قوى السلاح إرادتها على العملية السياسية في البلاد، كونها ستدخل العراقيين في نفق مظلم. وجديد هذه الهجمات، استهداف مقر إقامة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، في محافظة الأنبار، بأربعة صواريخ تسبّبت بجرح عراقيّين اثنين، أحدهما طفل. فماذا يعني استهداف الحلبوسي سياسيا وأمنيا؟
مساء الثلاثاء، تعرض قضاء الكرمة في محافظة الأنبار لقصف بثلاثة صواريخ أطلقها مجهولون، سقط أحدها على مقربة من مقر إقامة الحلبوسي، وأدى القصف إلى إصابة ثلاثة مدنيين بينهم طفل إصابته خطرة.
ولاحقا، أعلنت الشرطة العراقية عن إصابة طفلين جراء الهجوم، تم نقلهما إلى مستشفى الكرمة.
وسقط أحد الصواريخ خلف منزل الحلبوسي الذي يقيم فيه والده وأشقاؤه في الوقت الحالي، بمنطقة الحلابسة ضمن مدينة الكرمة شرقي الأنبار، بينما سقط صاروخان آخران في منطقة مجاورة، أحدهما في شارع رئيس بالمدينة، تسبب بإصابات بين المواطنين جراء الشظايا وحطام زجاج النوافذ.
وأكد مسؤولان عراقيان في محافظة الأنبار غربي البلاد، أن الهجوم انطلق من منطقة ذراع دجلة، المجاورة لمدينة الكرمة، والخاضعة لنفوذ جماعة "كتائب حزب الله" العراقية، مستبعدين أن يكون اعتداءً إرهابياً لتنظيم "داعش".
ولاحقا، أعلنت الشرطة العراقية عن إصابة طفلين جراء الهجوم، تم نقلهما إلى مستشفى الكرمة.
وسقط أحد الصواريخ خلف منزل الحلبوسي الذي يقيم فيه والده وأشقاؤه في الوقت الحالي، بمنطقة الحلابسة ضمن مدينة الكرمة شرقي الأنبار، بينما سقط صاروخان آخران في منطقة مجاورة، أحدهما في شارع رئيس بالمدينة، تسبب بإصابات بين المواطنين جراء الشظايا وحطام زجاج النوافذ.
وأكد مسؤولان عراقيان في محافظة الأنبار غربي البلاد، أن الهجوم انطلق من منطقة ذراع دجلة، المجاورة لمدينة الكرمة، والخاضعة لنفوذ جماعة "كتائب حزب الله" العراقية، مستبعدين أن يكون اعتداءً إرهابياً لتنظيم "داعش".
التحقيقات الأولية
وفي حديث لـ"جسور"، كشف مصدر أمني عراقي، فضّل عدم الكشف عن إسمه، انّ التحقيقات الحالية تؤكد أنّ الهجوم نُفذ بواسطة صواريخ "كاتيوشا، مؤكداً أنّ "الحلبوسي لم يكن في المنزل ساعة الهجوم، بل في مكتبه في بغداد، لكن والده وأشقاءه كانوا فيه لحظة الهجوم، وجرى نقلهم إلى مكان آخر تحسباً".
وبيّن أنّ "الهجوم نُفذ من منطقة ذراع دجلة الواقعة على الحدود الإدارية بين الأنبار ومدينة سامراء، وهي خاضعة لنفوذ جماعة كتائب حزب الله، وتُعدّ من ضمن المناطق منزوعة السكان، حيث تسيطر عليها الفصائل المسلحة، وتمنع نحو 230 عائلة من العودة إلى مناطقها ومزارعها منذ سنوات".
وبيّن أنّ "الهجوم نُفذ من منطقة ذراع دجلة الواقعة على الحدود الإدارية بين الأنبار ومدينة سامراء، وهي خاضعة لنفوذ جماعة كتائب حزب الله، وتُعدّ من ضمن المناطق منزوعة السكان، حيث تسيطر عليها الفصائل المسلحة، وتمنع نحو 230 عائلة من العودة إلى مناطقها ومزارعها منذ سنوات".
ضغط سياسي!
وتعليقا على الإستهداف، رأى رئيس قسم الصحافة في جامعة أهل البيت، الدكتور غالب الدعمي، أنّ هذه الهجمات تندرج ضمن التهديدات التي أطلقت من جهات سياسية تم إبعادها وفق نظام الأغلبية من المشاركة في الحكومة، لافتا في إتصال مع "جسور" إلى أنّ هذه الجهات لا تريد ترك السلطة من دون أن تحدث صدامات ومشاكل.
أما سياسيا، فيبّن الدعمي أنّ هذا الإستهداف لن يؤثر على مسار المشاورات السياسية بين الكتل والأحزاب، لأن الجهات التي اتفقت على تشكيل حكومة أغلبية وطنية ستمضي في برنامجها من دون أي تراجع، مضيفا أنّ الصواريخ التي أطلقت على الحلبوسي ستزيد من شعبيته وبالتالي ستزداد نقمة الشعب على الجهات التي تُتهم بهذا الفعل.
بدوره، أوضح الكاتب والمحلل السياسي، علي البيدر، أن إستهداف مقر الحلبوسي هو عمل سياسي بامتياز ويأتي في إطار الضغط السياسي الذي تمارسه الجماعات المسلحة على بعض الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي لثنيها عن اتخاذ الكثير من القرارات وتخويفها وإرهابها كي تكون عبرة للاخرين.
البيدر، وفي تصريح لـ"جسور"، أضاف أن هذا الهجوم هو محاولة إستعراضية تأتي في إطار منع تشخيص ماهية الكتلة الأكبر في البرلمان، وشدّد البيدر على ضرورة أن تتخذ المؤسسات الأمنية في البلاد تدابير أمنية احترازية والقيام بعمليات استباقية لمنع حدوث مثل هكذا عمليات، كاشفا أنّ الوضع الأمني بدأ بالتشنّج في البلاد، فمن جهة هناك خطر وتحركات من قبل تنظيم داعش الإرهابي في العراق، يقابله ضغط أمني بدوافع سياسية.
أما سياسيا، فيبّن الدعمي أنّ هذا الإستهداف لن يؤثر على مسار المشاورات السياسية بين الكتل والأحزاب، لأن الجهات التي اتفقت على تشكيل حكومة أغلبية وطنية ستمضي في برنامجها من دون أي تراجع، مضيفا أنّ الصواريخ التي أطلقت على الحلبوسي ستزيد من شعبيته وبالتالي ستزداد نقمة الشعب على الجهات التي تُتهم بهذا الفعل.
بدوره، أوضح الكاتب والمحلل السياسي، علي البيدر، أن إستهداف مقر الحلبوسي هو عمل سياسي بامتياز ويأتي في إطار الضغط السياسي الذي تمارسه الجماعات المسلحة على بعض الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي لثنيها عن اتخاذ الكثير من القرارات وتخويفها وإرهابها كي تكون عبرة للاخرين.
البيدر، وفي تصريح لـ"جسور"، أضاف أن هذا الهجوم هو محاولة إستعراضية تأتي في إطار منع تشخيص ماهية الكتلة الأكبر في البرلمان، وشدّد البيدر على ضرورة أن تتخذ المؤسسات الأمنية في البلاد تدابير أمنية احترازية والقيام بعمليات استباقية لمنع حدوث مثل هكذا عمليات، كاشفا أنّ الوضع الأمني بدأ بالتشنّج في البلاد، فمن جهة هناك خطر وتحركات من قبل تنظيم داعش الإرهابي في العراق، يقابله ضغط أمني بدوافع سياسية.
عمل إرهابي مستنكر
من جهته، اعتبر الرئيس العراقي، برهم صالح، أن توقيت الهجوم على مقر رئيس مجلس النواب يستهدف استحقاقات وطنية ودستورية، مؤكدا أنه عمل إرهابي مستنكر.
وأضاف في تغريدة عبر تويتر، أن الهجوم الذي طال مقر رئيس مجلس النواب في الأنبار "عمل إرهابي مُستنكر"، مؤكداً على وجوب رصّ الصف الوطني والتكاتف لحماية السلم الأهلي ومنع المتربصين، ومواصلة الطريق نحو تشكيل حكومة عراقية تحمي المصالح العليا للبلد وتستجيب لتطلعات الشعب، وفق تعبيره.
وأضاف في تغريدة عبر تويتر، أن الهجوم الذي طال مقر رئيس مجلس النواب في الأنبار "عمل إرهابي مُستنكر"، مؤكداً على وجوب رصّ الصف الوطني والتكاتف لحماية السلم الأهلي ومنع المتربصين، ومواصلة الطريق نحو تشكيل حكومة عراقية تحمي المصالح العليا للبلد وتستجيب لتطلعات الشعب، وفق تعبيره.
الهجوم الذي طال مقر رئيس مجلس النواب في الانبار واسفر عن إصابة مدنيين، عمل إرهابي مُستنكر،وتوقيته يستهدف استحقاقات وطنية ودستورية. يجب رص الصف الوطني والتكاتف لحماية السلم الأهلي ومنع المتربصين، ومواصلة الطريق نحو تشكيل حكومة عراقية تحمي المصالح العليا للبلد وتستجيب لتطلعات شعبنا
— Barham Salih (@BarhamSalih) January 25, 2022
وفي الإطار، نشر الحلبوسي تغريدة على "تويتر"، أرفقها بصورة طفل، وقال: "ابني، أعتذر منك وأعدك سنستمر بقضيتنا ليتحقق الأمل في دولة يسودها العدل ويزول عنها الظلم وتندحر فيها قوى الإرهاب واللا دولة، كي تنعموا بالسلام والأمان".
يشار إلى أنه أعيد انتخاب الحلبوسي زعيم تحالف "تقدم" السني (37 مقعداً) والبالغ 41 عاماً، رئيساً للبرلمان، وكان يترأس البرلمان الأسبق منذ العام 2018ابني، أعتذر منك وأعدك سنستمر بقضيتنا ليتحقق الأمل في دولة يسودها العدل ويزول عنها الظلم وتندحر فيها قوى الإرهاب واللا دولة، كي تنعموا بالسلام والأمان. pic.twitter.com/MAWqFK7OaC
— محمد الحلبوسي (@AlHaLboosii) January 25, 2022
نسف مقر الحلبوسي
وقبل 10 أيام تعرض مقر حزب الحلبوسي، لهجوم بعبوات ناسفة، ما أدى إلى إصابة حارسين، وفق ما ذكرت وسائل إعلام عراقية وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.وبحسب المعلومات فإن تفجيراً استهدف مقر "حزب تقدم" الذي يتزعمه الحلبوسي في منطقة الأعظمية، بالعاصمة العراقية بغداد.
كما تعرض منزل النائب العراقي عبد الكريم عبطان لهجمات قبل أن يتلقى النائب تهديدات.