لا زال مسلسل "الاختيار 3 - القرار" يثير الجدل بأحداثه وبنشره لفيديوهات مسرّبة تطاول شخصيات أثرت في السياسة الإقليمية، وبكشفه كواليس المرحلة الأصعب والأهم في تاريخ مصر، وهي فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين للبلاد بين عامي 2012 و2013. حوادث وشخصيات المسلسل الذي يزعم أنها "واقعيّة"، تفاوتت آراء المشاهدين بشأن دقّتها وتمثيلها للتاريخ القريب لمصر.
وكان لافتاً في الحلقة 13 من "الاختيار 3"، عرضُ جانب من كواليس ما اعتُبر "خطة جماعة الإخوان بتكوين حرس ثوري في مصر وجماعات مسلحة تابعة له"، وفقاً لما طرحه المسلسل والتحليلات التي أعقبت عرض الحلقة. حيث تمّ الربط بين شخصية قدّمها المسلسل لأحد ضباط الاستخبارات الأجنبية ويُدعى "يامن عدنان" الذي دخل إلى مصر حاملاً جواز سفر مزيف، مما أثار انتباه الأجهزة الأمنية.
التقى الضابط مع أحد قيادات الجماعة المصنّفة إرهابية في مصر، مستشار الرئيس المعزول محمد مرسي للعلاقات الخارجية "عصام الحداد"، الذي سلّمه ملفا هاما ووعده بمده بأي معلومات يريدها خصوصاً عن الجيش.
وبعد انتهاء الحلقة، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بتحليلات ربطت بين شخصية ضابط المخابرات يامن عدنان الذي ظهر في المسلسل، وقائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي اغتيل في غارة أميركية بطائرة بدون طيار في العراق مطلع 2020، وأُشيع وفق تقارير إعلامية أنه جاء إلى مصر في فترة حكم الجماعة للبلاد، من دون أن تقدّم الجهات الرسمية الإيرانية أي توضيح بهذا الشأن.
أحداث واقعية؟
الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية والإرهاب الدولي، منير أديب، أشار إلى أن "أدوار قاسم سليماني كانت كثيرة في الدول العربية، وكان رجلاً استخباراتيّاً أراد تجنيد أتباع لإيران في هذه الدول، وإدارة معارك عسكرية فيها لإسقاطها، لتتمكن إيران من السيطرة عليها"، على حد تعبيره.
واعتبر أديب، في حديث لـ"جسور"، أن "سليماني تلاقت أهدافه مع أهداف الإخوان المسلمين، الذين كانوا يريدون إنشاء حرس ثوري في مصر على غرار الحرس الثوري الإيراني، وإيران كانت تريد اختراق البلاد، إلّا أنها لم تجد فرصة إلّا في وجود الإخوان المسلمين".
في سياق آخر، لفت أديب إلى أن "مسلسل الاختيار من أهم المسلسلات التي عُرضت في رمضان هذا العام، واعتباره مسلسلاً وطنياً أو تاريخياً يعود إلى الحوادث التي يتناولها، وهي حوادث عصيبة مرت على القاهرة خلال السنوات القليلة الماضية وكادت أن توقع البلاد في الإرهاب والتطرف، إلّا أن المصريين ثاروا على الوضع في 30 يونيو/حزيران من العام 2013، إضافة إلى دور أجهزة الأمن المصرية التي أدّته في حفظ الأمن القومي، حتى عادت البلاد إلى ما كانت عليه من قبل".
وأشار إلى أن "الحوادث التي تناولها المسلسل منذ جزئه الأول هي حقيقية وواقعية، ولكنها كانت تحتاج إلى نوع من التوثيق وهذا ما وفّره المسلسل في جزئه الثالث، حيثُ استعان ببعض المشاهد الحقيقية".
"العائدون" أيضاً
واعتبر أديب أن "مسلسلاً آخر تميّز هذا العام وهو "العائدون" الذي يروي قصة "داعش"، والدور الذي لعبته الأجهزة الأمنية في مواجهة هذه التنظيمات الإرهابية".
وختم قائلاً: "لا شك أن الأعمال الفنية والدرامية في رمضان هي أعمال متميزة، ويقوم بعضها بترسيخ مفاهيم وحقائق عديدة، وقد يخضع بعضها للنقد الفني ونجد من يرفضها أو يناقشها، ولكننا قد نجد الذين يهاجمون أي عمل فني بالمطلق ويريدون الفتنة، كالأخوان والمتعاطفين معهم".
وتفاوت آراء المشاهدين في مصر والعام العربي من المسلسلَين الذين أثارا الجدل ويُعرضان في شهر رمضان لهذا العام، ضمن باقة من الإنتاجات العربية.
سليماني في مصر؟
قبل عامين، ومن دون توضيح أو نفي إيراني رسمي، زعمت وسائل إعلام عربية أن قاسم سليماني دخل مصر متسللاً ومنتحلاً هوية سائح إيراني ضمن أفواج سياحية إيرانية، سُمح بها في عهد الإخوان لزيارة العتبات المقدسة، وخلال تلك الزيارات التقى بقيادات الإخوان وعلى رأسها خيرت الشاطر، نائب مرشد الجماعة، للتنسيق والإعداد لتأسيس حرس ثوري في مصر.
التقارير الإعلامية حينها، لفتت إلى أن سليماني قد زار مصر خلال العام 2013، والتقى بقيادات الإخوان في أماكن عدة، منها لقاءات مع خيرت الشاطر في مدينة نصر ومنطقة التجمع شرق القاهرة، والأقصر جنوب مصر. ودارت هذه اللقاءات وفقاً للتقارير، حول كيفية تشكيل حرس ثوري تابع للرئاسة المصرية، بقيادة مرسي، يكون بديلاً للأجهزة الأمنية المصرية وموالياً للإخوان.
وكان لافتاً في الحلقة 13 من "الاختيار 3"، عرضُ جانب من كواليس ما اعتُبر "خطة جماعة الإخوان بتكوين حرس ثوري في مصر وجماعات مسلحة تابعة له"، وفقاً لما طرحه المسلسل والتحليلات التي أعقبت عرض الحلقة. حيث تمّ الربط بين شخصية قدّمها المسلسل لأحد ضباط الاستخبارات الأجنبية ويُدعى "يامن عدنان" الذي دخل إلى مصر حاملاً جواز سفر مزيف، مما أثار انتباه الأجهزة الأمنية.
التقى الضابط مع أحد قيادات الجماعة المصنّفة إرهابية في مصر، مستشار الرئيس المعزول محمد مرسي للعلاقات الخارجية "عصام الحداد"، الذي سلّمه ملفا هاما ووعده بمده بأي معلومات يريدها خصوصاً عن الجيش.
وبعد انتهاء الحلقة، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بتحليلات ربطت بين شخصية ضابط المخابرات يامن عدنان الذي ظهر في المسلسل، وقائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي اغتيل في غارة أميركية بطائرة بدون طيار في العراق مطلع 2020، وأُشيع وفق تقارير إعلامية أنه جاء إلى مصر في فترة حكم الجماعة للبلاد، من دون أن تقدّم الجهات الرسمية الإيرانية أي توضيح بهذا الشأن.
أحداث واقعية؟
الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية والإرهاب الدولي، منير أديب، أشار إلى أن "أدوار قاسم سليماني كانت كثيرة في الدول العربية، وكان رجلاً استخباراتيّاً أراد تجنيد أتباع لإيران في هذه الدول، وإدارة معارك عسكرية فيها لإسقاطها، لتتمكن إيران من السيطرة عليها"، على حد تعبيره.
واعتبر أديب، في حديث لـ"جسور"، أن "سليماني تلاقت أهدافه مع أهداف الإخوان المسلمين، الذين كانوا يريدون إنشاء حرس ثوري في مصر على غرار الحرس الثوري الإيراني، وإيران كانت تريد اختراق البلاد، إلّا أنها لم تجد فرصة إلّا في وجود الإخوان المسلمين".
في سياق آخر، لفت أديب إلى أن "مسلسل الاختيار من أهم المسلسلات التي عُرضت في رمضان هذا العام، واعتباره مسلسلاً وطنياً أو تاريخياً يعود إلى الحوادث التي يتناولها، وهي حوادث عصيبة مرت على القاهرة خلال السنوات القليلة الماضية وكادت أن توقع البلاد في الإرهاب والتطرف، إلّا أن المصريين ثاروا على الوضع في 30 يونيو/حزيران من العام 2013، إضافة إلى دور أجهزة الأمن المصرية التي أدّته في حفظ الأمن القومي، حتى عادت البلاد إلى ما كانت عليه من قبل".
وأشار إلى أن "الحوادث التي تناولها المسلسل منذ جزئه الأول هي حقيقية وواقعية، ولكنها كانت تحتاج إلى نوع من التوثيق وهذا ما وفّره المسلسل في جزئه الثالث، حيثُ استعان ببعض المشاهد الحقيقية".
"العائدون" أيضاً
واعتبر أديب أن "مسلسلاً آخر تميّز هذا العام وهو "العائدون" الذي يروي قصة "داعش"، والدور الذي لعبته الأجهزة الأمنية في مواجهة هذه التنظيمات الإرهابية".
وختم قائلاً: "لا شك أن الأعمال الفنية والدرامية في رمضان هي أعمال متميزة، ويقوم بعضها بترسيخ مفاهيم وحقائق عديدة، وقد يخضع بعضها للنقد الفني ونجد من يرفضها أو يناقشها، ولكننا قد نجد الذين يهاجمون أي عمل فني بالمطلق ويريدون الفتنة، كالأخوان والمتعاطفين معهم".
وتفاوت آراء المشاهدين في مصر والعام العربي من المسلسلَين الذين أثارا الجدل ويُعرضان في شهر رمضان لهذا العام، ضمن باقة من الإنتاجات العربية.
سليماني في مصر؟
قبل عامين، ومن دون توضيح أو نفي إيراني رسمي، زعمت وسائل إعلام عربية أن قاسم سليماني دخل مصر متسللاً ومنتحلاً هوية سائح إيراني ضمن أفواج سياحية إيرانية، سُمح بها في عهد الإخوان لزيارة العتبات المقدسة، وخلال تلك الزيارات التقى بقيادات الإخوان وعلى رأسها خيرت الشاطر، نائب مرشد الجماعة، للتنسيق والإعداد لتأسيس حرس ثوري في مصر.
التقارير الإعلامية حينها، لفتت إلى أن سليماني قد زار مصر خلال العام 2013، والتقى بقيادات الإخوان في أماكن عدة، منها لقاءات مع خيرت الشاطر في مدينة نصر ومنطقة التجمع شرق القاهرة، والأقصر جنوب مصر. ودارت هذه اللقاءات وفقاً للتقارير، حول كيفية تشكيل حرس ثوري تابع للرئاسة المصرية، بقيادة مرسي، يكون بديلاً للأجهزة الأمنية المصرية وموالياً للإخوان.