يؤكد "سجاد" وهو يسحب دخان نرجيلته "لا مستقبل لي" في البصرة، لكن معالم حاضره أيضاً مبهمة بينما يكافح وسط الصعوبات الشديدة التي تعيشها مناطق جنوب العراق، حيث لا شيئ سوى النفط والمعاناة، بحسب قوله.
وتطفو مدينة البصرة مركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، على النفط والغاز، وهي تعد أكبر مدينة نفطية في العالم وتنتج ما نسبته 73% من نفط العراق وبمعدل 3 ملايين برميل يوميا تقريبا، وتستحوذ على 4 حقول نفطية من أصل 6 عملاقة بالعالم، ويقدر احتياطها النفطي بأكثر من 93 مليار برميل، لكن سكان أقصى الجنوب العراقي "لا يتلمسون طعمها"، كما قال أحدهم، مفضلاً عدم الكشف عن هويته.
بلد غني
ويقول الخبير الاقتصادي العراقي، بارق شبّر، أن البصرة تنتج نحو سبعين بالمئة من الخام العراقي، لكن البطالة فيها تطال بين 20 إلى 25% من السكان في سن العمل، وتصل حتى 30% بين الشباب، موضحا أن تلك مجرّد تقديرات في ظل غياب أي بيانات رسمية.
ويطغى التلوث الناجم عن تنقيب الموارد النفطية على شوارع المدينة، أما مشاكل التزود بالكهرباء والمياه في البصرة فلا حدود لها، ما يجعل حياة سكانها وسكان المحافظة البالغ عددهم أربعة ملايين، تغصّ بالمشقّات.
ينم حديث سجاد البالغ من العمر 17 عاماً وصديقه جواد 16 عاماً وملامحهما، عن يأس، فسجاد عاطل من العمل بينما يعمل جواد بين "سبع ساعات و13 ساعة في مطعم مقابل سبعة آلاف دينار (نحو 4,5 دولار) في اليوم"، وهو مبلغ ضئيل جداً.
ويروي سجاد فيما جلس على ضفة شط العرب حيث يتقاطع نهرا دجلة والفرات، "لا أرى مستقبلاً لي هنا، أريد المغادرة، أريد الذهاب إلى بغداد".
ويطغى التلوث الناجم عن تنقيب الموارد النفطية على شوارع المدينة، أما مشاكل التزود بالكهرباء والمياه في البصرة فلا حدود لها، ما يجعل حياة سكانها وسكان المحافظة البالغ عددهم أربعة ملايين، تغصّ بالمشقّات.
ينم حديث سجاد البالغ من العمر 17 عاماً وصديقه جواد 16 عاماً وملامحهما، عن يأس، فسجاد عاطل من العمل بينما يعمل جواد بين "سبع ساعات و13 ساعة في مطعم مقابل سبعة آلاف دينار (نحو 4,5 دولار) في اليوم"، وهو مبلغ ضئيل جداً.
ويروي سجاد فيما جلس على ضفة شط العرب حيث يتقاطع نهرا دجلة والفرات، "لا أرى مستقبلاً لي هنا، أريد المغادرة، أريد الذهاب إلى بغداد".
علاقات
وبعد ثلاث سنوات من التظاهرات التي هزت البصرة وسنتين على الحراك الاحتجاجي الذي اجتاح العراق في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، "لم يتغير الشيئ الكثير"، كما يقول مرتضى الذي يؤمن قوته اليومي من أعمال صغيرة بأجر بسيط ويأمل بالحصول يوما ما "على وظيفة في الدولة".
في البصرة كما في سائر أرجاء العراق، يُنظر إلى الحصول على وظيفة في قطاع النفط كقارب نجاة لأن ذلك يؤمن بعض الاستقرار.
ويقول المدير التنفيذي لمركز الدراسات الإقليمية والدولية في إقليم كردستان، ماك سكيلتون، إن "الزبائنية" تهيمن على فرص التوظيف بقطاع النفط في البصرة.
ويضيف أن "الأحزاب الشيعية الكبرى تتنازع في ما بينها على شركة النفط في البصرة، لا سيما على المناصب الأمنية في الحقول النفطية، وكمية فرص العمل المرتبطة بها"، لافتا إلى أنه لا حاجة للراغبين في التوظف بالقطاع أن يكونوا أعضاء في أحد الأحزاب، لكن "العلاقات" تكفي للوصول إلى تلك المؤسسات.
في البصرة كما في سائر أرجاء العراق، يُنظر إلى الحصول على وظيفة في قطاع النفط كقارب نجاة لأن ذلك يؤمن بعض الاستقرار.
ويقول المدير التنفيذي لمركز الدراسات الإقليمية والدولية في إقليم كردستان، ماك سكيلتون، إن "الزبائنية" تهيمن على فرص التوظيف بقطاع النفط في البصرة.
ويضيف أن "الأحزاب الشيعية الكبرى تتنازع في ما بينها على شركة النفط في البصرة، لا سيما على المناصب الأمنية في الحقول النفطية، وكمية فرص العمل المرتبطة بها"، لافتا إلى أنه لا حاجة للراغبين في التوظف بالقطاع أن يكونوا أعضاء في أحد الأحزاب، لكن "العلاقات" تكفي للوصول إلى تلك المؤسسات.
نفوذ إيران
ولا يوجّه مرتضى (27 عاما) سخطه ضد الحكومة، بل ضد السلطات المحلية، ويروي أنه قبل جائحة كورونا، كان يملك كشك مثلجات "مخالف".
ويضيف متنهدا "قامت السلطات بعد ذلك بإزالة المخالفات ومنها كشكي"، وقد فضل عدم كشف اسم عائلته خشية تداعيات "من بعض الأشخاص".
وأعطى الشاب صوته لمرشح مستقل غير مرتبط بالأحزاب الكبيرة في الانتخابات التشريعية المبكرة التي عقدت الشهر الماضي، موضحا أنه فعل ذلك "لإيمانه أن بإمكانه إحداث تغيير".
وشهد صيف 2018 تظاهرات هائلة في البصرة، ندد فيها المتظاهرون بالفساد المزمن والمستشري، والتدهور الحاد في البنى التحتية، لكن أكثر ما أطلقوا الهتافات ضده، كان النفوذ المتزايد لإيران، التي أحرقت قنصلية لها في المدينة.
ويضيف متنهدا "قامت السلطات بعد ذلك بإزالة المخالفات ومنها كشكي"، وقد فضل عدم كشف اسم عائلته خشية تداعيات "من بعض الأشخاص".
وأعطى الشاب صوته لمرشح مستقل غير مرتبط بالأحزاب الكبيرة في الانتخابات التشريعية المبكرة التي عقدت الشهر الماضي، موضحا أنه فعل ذلك "لإيمانه أن بإمكانه إحداث تغيير".
وشهد صيف 2018 تظاهرات هائلة في البصرة، ندد فيها المتظاهرون بالفساد المزمن والمستشري، والتدهور الحاد في البنى التحتية، لكن أكثر ما أطلقوا الهتافات ضده، كان النفوذ المتزايد لإيران، التي أحرقت قنصلية لها في المدينة.
مخاطر المشاريع النفطية
ويُحذّر خبراء النفط من الآثار السلبية من زيادة المشاريع النفطية التي ستغدو البصرة بسببها منطقة صحراوية خلال السنوات الـ15 أو الـ20 المقبلة، بالإضافة إلى الزحف السُكاني الذي يُحوّل المزيد من الأراضي الزراعية والبساتين إلى أراض سكنية باستمرار الإستراتيجية العراقية لزيادة الإنتاج النفطي.
ومع استمرار عمليات حفر الآبار النفطية لزيادة الإنتاجية، يترتب على ذلك إنتاج غاز مصاحب ملوث للبيئة بحيث ينتج كل برميل من حقول البصرة نحو 700 قدم مكعب من الغاز الذي يؤدي بدوره إلى تلوث الهواء، بالإضافة إلى تلوث التربة من حقن مخلفات العمليات النفطية في الأرض وحقن المياه المختلطة مع النفط أثناء فصلها.
وامام هذا الواقع، يؤكد الخبراء أن المحافظة باتت بحاجة ماسة ليس للأراضي الزراعية فحسب، وإنما للأراضي السكنية أيضا في ظل غياب إستراتيجية واضحة للقطاع الزراعي، بالإضافة إلى درجة الملوحة العالية في شط العرب حول مزارع كبيرة، مما قد يحوّلها إلى صحراء جرداء نتج عنها زيادة الغبار والملوثات الكبيرة في ظل غياب مساحات خضراء يمكن أن تقلل من هذه الأضرار.
ومع استمرار عمليات حفر الآبار النفطية لزيادة الإنتاجية، يترتب على ذلك إنتاج غاز مصاحب ملوث للبيئة بحيث ينتج كل برميل من حقول البصرة نحو 700 قدم مكعب من الغاز الذي يؤدي بدوره إلى تلوث الهواء، بالإضافة إلى تلوث التربة من حقن مخلفات العمليات النفطية في الأرض وحقن المياه المختلطة مع النفط أثناء فصلها.
وامام هذا الواقع، يؤكد الخبراء أن المحافظة باتت بحاجة ماسة ليس للأراضي الزراعية فحسب، وإنما للأراضي السكنية أيضا في ظل غياب إستراتيجية واضحة للقطاع الزراعي، بالإضافة إلى درجة الملوحة العالية في شط العرب حول مزارع كبيرة، مما قد يحوّلها إلى صحراء جرداء نتج عنها زيادة الغبار والملوثات الكبيرة في ظل غياب مساحات خضراء يمكن أن تقلل من هذه الأضرار.