لحظة حكومية وضعت مصير الحلف الصامد منذ سنوات بين حزب الله والتيار الوطني الحر على المحك.
فمع دخول لبنان في شغور رئاسي، بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شكلت دعوة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى جلسة حكومية وتأمين حزب الله النصاب القانوني لانعقادها ما يشبه الانهزام للتيار الوطني الحر الذي اعتبر ما حصل استفزازا قويا له من قبل حليفه الأساسي فكان رد ناري أصاب بشظاياه الحزب.
اختلاف طبع العلاقة
هي ليست المرّة الأولى التي يصل فيها التيار إلى هذا الإختلاف مع حزب الله، لكنها من أكثر المرّات توتراً في العلاقة، فأي مصير ينتظر العلاقة؟ هل يغامر باسيل في التصويب على الحزب؟ وهل سحب الغطاء المسيحي من تحت حزب الله؟
يقلل متابعون من وطأة التطورات الاخيرة على مصير العلاقة بين الحلفيني التيار والحزب ولو أن مواقف باسيل وصفت بالأعنف تجاه حليفه الأساسي "حزب الله" والتفاهم القائم بينهما منذ عام 2006 مؤكدا فيها أن لا شرعية لأي سلطة تناقض العيش المشترك، ولا قيمة ولا قيامة لأي تفاهم وطني يناقض الشراكة الوطنية".
ويبدو أن حزب الله يمضي على قاعدة تفهّم غضب رئيس التيار، لأنه وبحسب البعض يدرك تماماً استحالة التضحية بتفاهم سياسي كانت له نتائج كبيرة على المستوى الوطني وأمن للحزب الغطاء المسيحي وهو ما عكسه بيان صادر عن العلاقات في حزب الله واللقاء الذي عقد في مجلس النواب على هامش الجلسة الانتخابية التاسعة.
بيان نادر للحزب
وفي حديثِ لـ"جسور" وتعليقاً على تصريحات باسيل لفت المستشار "قاسم حدرج" "الى اختلاف بوجهات النظر بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ لكن الاختلافات لا تفسد الود ولا تؤثر على جو التفاهم وهذا ما أثبته البيان الرسمي الصادر عن حزب الله الذي نادراً ما يعلّق على مواقف سياسيّة في بيانات رسميّة لكن لحرصه على التفاهم بين الطرفين أتى هذا البيان لتوضيح الأمور.
وبالحديث عن تأمين حزب الله النصاب القانوني لانعقاد جلسة مجلس الوزراء، أكدّ حدرج أن حزب الله تدخل بالشأن الحكومي من باب حرصه على مصلحة البلاد. "ففي جوهر الأمر ليس هناك أي استهداف ورسائل سياسيّة من خلال حضور الجلسة، كما أوضح البيان أن ما يربطنا بالتيار هو صداقة وكانت غيمة ومضت.
وبالنسبة لتفاهم مار ميخايل فلا الرئيس ميشال عون لديه النيّة بإنهاء اتفاق مار مخائيل ولا حزب الله. فهو "حريص كل الحرص" على هذا التفاهم قال حدرج.
وهنا تكثر التساؤلات من البعض حول صدور بيان مليء بالعبارات الرنانة وتكرار عبارة "أصدقائنا وحلفائنا" للتيار الوطني الحر بعدما كانت في الآونة الأخيرة خطابات الحزب مليئة بالرسائل مشفرّة والتهديدات.
الضرر يلحق بالتيار
وإذا كان الانفصال وفكّ التفاهم مضراً بحزب الله، فإن باسيل يدرك ايضا أن الضرر على التيار سيكون كبيراً أيضاً.
وعليه، يبدو أن الطرفين محكومان بالتفاهم ، وتقول منسقة الإعلام والاتصال في التيار الوطني الحر "مايا كنعان" "الوزير جبران باسيل كان واضحاً بكلامه، فدائماً كانت هناك اختلافات، فنحن لسنا حزب واحد ولكن للآن نواجه خلاف كبير حول موضوع الحكومة."
وبالحديث عن مدى تأثير هذا الخلاف على فتح باب التناغم بين التيار الوطني الحرّ مع الكتل الأخرى، أكّدت "التيار لا ينتظر الخلافات للانقتاح على باقي الكتل. فالتيار يقوم بجولات على الجميع والهدف هو الاتفاء لانتخاب رئيس للجمهوريّة."
يبقى ان البعض رأى أن باسيل استفاد من حجة "عدم ميثاقية" جلسة مجلس الوزراء، للرشق على "حزب الله"، الذي فضّل الوزير السابق سليمان فرنجية عليه، فالحزب وبعد خيبة أماله في دعمه لعهد التيار فمن غير الوارد تكرار التجربة الفاشلة.