بالعوائق الحديدية والاجراءات المشددة، تحاول المصارف حماية نفسها من شرّ المودعين الذين ضاقوا ذرعاً من واقع مالي تعيس يزداد سوءا يوماً بعد يوم.
الاقفال المتقطع زاد من وتيرة عمليات اقتحام المصارف في لبنان وينتظر لبنان أسبوعا فاصلا واستحقاقات مصيريّة فكيف للمصارف أن تستعيد ثقة المودع في بلد لا محاسبة فيه وكل متّهم بالدولة يتصرّف وكأنه الضحية؟ وما هو المسار الذي يُفترض أن يسلكه هذا القطاع للبدء في الحلّ والحدّ من الانهيار؟
فصل المسار والمصير
ترى أستاذة القانون المتخصّصة في الشأن المصرفي سابين الكيك في حديث لـ"جسور" ان كل الحلول، والاقفال وقرارات الجمعيات والخطط الحكومية، فضلًا عن قرارات المجلس المركزي بمصرف لبنان كلها حلول شموليّة عامة، نموذجيّة ونمطيّة لا تتناسب مع هذا الملفّ.
وتقول: "استعادة الثقة بالقطاع المصرفي ما في"، وتوضح ان "القطاع المصرفي ليس هو محلّ الثقة بالأساس,وكل مصرف هو اسم تجاري مُختلف تماما عن الاسم الآخر وعلى النزعة التنافسة بين المصارف أن تعود كما هي بين المصارف العالمية، وعليه يجب فصل المسار والمصير كخطوة أولى في الاتجاه الصحيح والمصارف التي لديها القدرات والامكانيات والنوايا ستبدأ بسلوك المسار الصحيح فحين تبدأ بفصل مسارها عن باقي المصارف تستطيع تحجيم الأزمة على مقاسها والبدء بخطة تصحيحية".
وتتابع: "المسار التصحيحي مبني على نقطتين: الحوكمة والشفافيّة، والاثنان يتطلبان حتما مُحاسبة". اما عن عمليّة جمع الودائع ودين الدولة وما للمصارف في المصرف المركزي وتقسيمه يُترجم كأزمة جديدة يتمّ خلقها بدليل الذي وصلنا اليه اليوم وبدليل أن الدين مع الدولة وليتم تقسيمه بالشراكة أوصلنا الى اقفال المصارف كلها وسيوصلنا في المستقبل الى خلافات ويحول دون ابطال القرارات والاحتكارات. "
هيكليّة الحلّ
وترى الكيك ان "كل هذا المسار بالتوازي، يجب أن يترافق مع مسار إصلاحي وحوكمة وشفافيّة وأجهزة رقابة إدارية جديدة داخل مصرف لبنان، هكذا تبدأ الحلول بهيكلية الحلّ في حين أن التفاصيل بالأرقام تقوم على كل مصرف بما لديه من توظيفات في مصرف لبنان من قيمة الودائع لديه والى أي مدى لدى كبار المساهمين الاستعداد ان يعيدوا تصحيح ويتوصّلوا الى حلّ توافقي مقبول مع المودعين بمعزل عن كل المصارف.
وتختم: هكذا يبدأ الحلّ." وكل من يقول أن لديه حلّا واحدا وكل جمعيّة تستفرد بقرارها وتلزم به المصارف وكل حكومة تضع حلا واحدا على قاعدة المودع الصغير والكبير يعني أننا ماضون الى مكان جديد بالانهيار".