بعد سلسلة من الهجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة، شنها الحوثيون لسنوات، على مناطق سعودية، تم التصدي لها وإحباطها، أعلن "التحالف العربي" بقيادة المملكة العربية السعودية، تنفيذ 31 عملية استهداف لآليات وعناصر ميليشيا الحوثي في الجوبة والكسارة خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية ما اسفر عن مقتل 92 حوثياً
.
وجاءت العملية الجوية استجابة للتهديد وتحييد خطر الهجمات الوشيكة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة المفخخة عن المنشآت المدنية في المملكة العربية السعودية.
كما توعد المتحدث باسم التحالف، تركي المالكي، في بيان، الحوثيين قائلاً: "في حال استمرار وتمادي المليشيا الحوثية ومواصلة انتهاكاتها الجسيمة فعليها الاستعداد لما هو أوسع وأشمل" وأضاف أنه تم تنفيذ هذه العملية "لحماية المدنيين والمنشآت غير العسكرية، من هذه الانتهاكات الجسيمة للحوثيين.
وأكد المعلمي دعم المملكة جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن للوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار وبدء عملية سياسية شاملة.
حق السعودية بصد الهجمات
الهجوم جاء غداة إدانة السفير السعودي عبد الله المعلمي لهجمات الحوثيين المتكررة، مُهيبا بمجلس الأمن أن يتخذ الخطوات الحازمة لردع الحوثيين ومؤكداً حق بلاده في اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية أمن واستقرار أراضيها وفقا لالتزاماتها بالقانون الدولي.
انفجارات هزت صنعاء
في المقابل، أكدت جماعة الحوثي مقتل وإصابة ستة مواطنين بغارات جوية للتحالف العربي، استهدفت مخازن أدوية في العاصمة صنعاء.
وأفادت قناة "المسيرة" الفضائية الناطقة باسم الحوثيين، أن التحالف شن أربع غارات جوية على مخازن الأدوية في حي سعوان جوار المدينة السياحية بصنعاء، "أدت إلى مقتل ثلاثة مواطنين وجرح ثلاثة آخرين".
وأعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في بيان أن قواتهم الصاروخية تمكنت من تنفيذ عملية نوعية استهدفت معسكر قوات الواجب ومخازن الأسلحة ومرابض طائرات الأباتشي، بجازان، جنوب غربي السعودية، يوم الأربعاء، بخمسة صواريخ باليستية، وأسفرت عن مصرع وإصابة أكثر من 35 سعودياً، بينهم ضباط وطيارون للطائرات الأباتشي.
قرارات مجلس الامن
وكان مجلس الأمن الدولي قد أعرب الأربعاء عن قلقه الشديد إزاء الحالة الإنسانية المتردية في اليمن، بما فيها الجوع وتزايد خطر حدوث مجاعة واسعة النطاق، مجددا دعوته إلى وقف التصعيد بما في ذلك تصعيدُ الحوثيين في مأرب.
كما دان مجلس الأمن الدولي هجمات الحوثيين على السعودية عبر الحدود وأشار إلى أن العدد المتزايد للهجمات على السفن المدنية والتجارية يشكّل خطرا كبيرا على الأمن البحري للسفن في خليج عدن والبحر الأحمر.
وكان مجلس الأمن طالب، في بيان لأعضائه، بوقف فوري لإطلاق النار في اليمن، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2565 (2021)، ووجه انتقادات حادة للانقلابيين الحوثيين لارتكابهم انتهاكات جسيمة خلال المواجهات المسلحة مع القوات الحكومية.
وللعام السابع، يشهد اليمن حرباً بين القوات الموالية للحكومة والمدعومة من تحالف عربي بقيادة الجارة السعودية، ومسلحي الحوثيين المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات بينها صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.
وقد أودت الحرب بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 في المئة من سكانه، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.