بعدما فشلت المفاوضات والتدخلات الدولية وآخرها المبادرة التركية بوقف نزيف الحرب، وصل وفد وزاري عربي رفيع المستوى إلى روسيا الاثنين، ويتوجّه إلى بولندا الثلاثاء، لبحث آفاق وسبل التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وتقريب وجهات النظر سنداً إلى مبادئ القانون الدولي. ويضم الوفد وزراء خارجية الجزائر ومصر والأردن والسودان، إضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، فما هي حظوظ الدبلوماسية العربيّة في حل النزاع وأي دوافع حملت الوزراء العرب إلى أوروبا؟
يأخذ المشهد الأوكراني الحيّز الأكبر من اهتمامات العالم، وتحتل التحليلات والتوقعات لما ستؤول إليه التطورات العسكرية الميدانية هامشا واسعا عند المتابعين والمناظرين. في هذا السياق، يأتي لقاء المسؤولين العرب مع وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا، وذلك بعد نحو شهر من توصية مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين، بتشكيل مجموعة اتصال عربية على المستوى الوزاري كي تتولى متابعة وإجراء المشاورات والاتصالات اللازمة مع الأطراف المعنية بهدف المساهمة في إيجاد حل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية.
في هذا الإطار، رأى مدير المركز المصري الروسي للدراسات، أشرف كمال، في حديث لـ"جسور"، أنّ "الاجتماع المرتقب سيتناول سبل تسوية الأزمة الأوكرانية، والتحالف العربي جاء بناء على رغبة مجلس جامعة الدول العربية في الاجتماع الطارئ الذي دعت إليه مصر عند بداية الأزمة، وانتهى الاجتماع وقتها بتشكيل لجنة عربية وزارية خاصة بمتابعة تطورات الحرب الروسية – الأوكرانية".
تداعيات خطيرة!
وشدّد كمال على الجهد العربي الذي يُبذل لوقف القتال، كون الأزمة الأوكرانية ترخي بثقلها على الاقتصاد العربي، وبالتالي فإن الدول العربية معنيّة بشكل مباشر بوقف نزيف هذه الحرب اقتصاديا وعسكريا إقليميا ودوليا.
وفي السياق، بيّن كمال أنّ "مشاركة الدول العربية في هذه المحادثات تأتي في إطار المصلحة العربية في وقف الاقتتال الضاري ووقف التداعيات السلبية التي بدأت دول الشرق الأوسط تتأثر بها، من خلال ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ووقف سلاسل إمدادات السلع الضرورية إلى العالم"، فضلا عن "ارتفاع أسعار النفط عالميا، الأمر الذي له تداعيات سلبية على الوضع الاقتصادي في بعض الدول العربية التي تعاني أصلا من أزمات كثيرة منذ سنوات مضت وتحديدا بعد اندلاع ما يعرف بالربيع العربي".
دور محوري
ويقول مدير المركز المصري الروسي للدراسات لـ"جسور"، إنّ التحالف العربي في الأزمة الأوكرانية "سيكون له الدور المحوري للحد من التداعيات السلبية الخطيرة لهذا القتال، في وقت تسعى مصر مع دول عربية أخرى لاستضافة وفود روسية وأوكرانية"، مشددا على أنّ "القاهرة هي التي دعت لعقد الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية المجلس الوزراء العربي على مستوى المندوبين، ثم على مستوى وزراء الخارجية، لمناقشة الأزمة وتداعياتها على المنطقة العربية فضلا عن محاولة إثبات وجود الدول العربية في ما يتعلق بالحوادث العسكرية التي تؤثر بشكل أو بآخر على المنطقة".
وأضاف كمال، أنّ الجهد العربي والمباحثات التي تجريها لجنة الاتصال العربية هي "مرحلة أولى تبدأ بالاستماع إلى وجهة نظر طرفي النزاع (روسيا وأوكرانيا)، وبالتالي لا يمكن التعويل بشكل سريع على أن تفضي هذه المحادثات إلى اتفاق معين لوقف القتال وإنهاء الحرب".
ورجّح كمال أنّ يتبلور موقف عربي أو رؤية عربية، أو ما يمكن أن يوصف بمبادرة عربية لتسوية الأزمة بناء على ما ستفضي إليه الاجتماعات من خلال الاستماع إلى وجهتي النظر في الأزمة مع مراعاة مصلحة الدول العربية، لافتا إلى أن "مصر تقود هذه المفاوضات بحكم دورها الإقليمي الفعّال وبحكم أنها أكبر دولة عربية في المنطقة ومتأثرة بشكل واضح من الناحية الاقتصادية بهذه الحرب كونها أكبر مستورد للقمح من الجارتين المتخاصمتين". وأمل كمال أن يفضي الدور العربي إلى جهد ملموس ربما يساهم بوقف نزيف الحرب في كييف.
وساطة عربية
وكان وزيـر الخـارجـيـة المصري، سامح شكري، توجه إلى موسكو، ومنها لاحقا إلى وارسو، في إطار زيارة لمجموعة الاتصال العربية على المستوى الوزاري، تنفيذا لمُخرجات مجلس الجامعة العربية بإجراء المشاورات والاتصالات اللازمة مع الأطراف المعنية بهدف المساهمة في إيجاد حل دبلوماسي للأزمة في أوكرانيا.
وبحسب الأمانة العامة للجامعة العربية، يجري الوفد اليوم مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وتليها مباشرة زيارة إلى بولندا يوم غد الثلاثاء لإجراء مباحثات مع وزير الخارجية الأوكراني، ديمتري كوليبا.
ويمثّل نائب رئيس الوزراء الأردني وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الأردن في مجموعة الاتصال العربية على المستوى الوزاري بشأن الأزمة الأوكرانية، والتي تشكّلت بقرارٍ من مجلس جامعة الدول العربية في دورته الحالية 157.
وتتولى اللجنة، وفق قرار الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، متابعة وإجراء المشاورات والاتصالات اللازمة مع الأطراف المعنية بالأزمة الأوكرانية، وذلك بهدف المساهمة في إيجاد حلٍ دبلوماسيٍ لها.
وتتكون اللجنة، في عضويتها، من كل من؛ الأردن، الجزائر، السودان، العراق، مصر، والإمارات بصفتها دولة عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية.
يأخذ المشهد الأوكراني الحيّز الأكبر من اهتمامات العالم، وتحتل التحليلات والتوقعات لما ستؤول إليه التطورات العسكرية الميدانية هامشا واسعا عند المتابعين والمناظرين. في هذا السياق، يأتي لقاء المسؤولين العرب مع وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا، وذلك بعد نحو شهر من توصية مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين، بتشكيل مجموعة اتصال عربية على المستوى الوزاري كي تتولى متابعة وإجراء المشاورات والاتصالات اللازمة مع الأطراف المعنية بهدف المساهمة في إيجاد حل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية.
في هذا الإطار، رأى مدير المركز المصري الروسي للدراسات، أشرف كمال، في حديث لـ"جسور"، أنّ "الاجتماع المرتقب سيتناول سبل تسوية الأزمة الأوكرانية، والتحالف العربي جاء بناء على رغبة مجلس جامعة الدول العربية في الاجتماع الطارئ الذي دعت إليه مصر عند بداية الأزمة، وانتهى الاجتماع وقتها بتشكيل لجنة عربية وزارية خاصة بمتابعة تطورات الحرب الروسية – الأوكرانية".
تداعيات خطيرة!
وشدّد كمال على الجهد العربي الذي يُبذل لوقف القتال، كون الأزمة الأوكرانية ترخي بثقلها على الاقتصاد العربي، وبالتالي فإن الدول العربية معنيّة بشكل مباشر بوقف نزيف هذه الحرب اقتصاديا وعسكريا إقليميا ودوليا.
وفي السياق، بيّن كمال أنّ "مشاركة الدول العربية في هذه المحادثات تأتي في إطار المصلحة العربية في وقف الاقتتال الضاري ووقف التداعيات السلبية التي بدأت دول الشرق الأوسط تتأثر بها، من خلال ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ووقف سلاسل إمدادات السلع الضرورية إلى العالم"، فضلا عن "ارتفاع أسعار النفط عالميا، الأمر الذي له تداعيات سلبية على الوضع الاقتصادي في بعض الدول العربية التي تعاني أصلا من أزمات كثيرة منذ سنوات مضت وتحديدا بعد اندلاع ما يعرف بالربيع العربي".
دور محوري
ويقول مدير المركز المصري الروسي للدراسات لـ"جسور"، إنّ التحالف العربي في الأزمة الأوكرانية "سيكون له الدور المحوري للحد من التداعيات السلبية الخطيرة لهذا القتال، في وقت تسعى مصر مع دول عربية أخرى لاستضافة وفود روسية وأوكرانية"، مشددا على أنّ "القاهرة هي التي دعت لعقد الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية المجلس الوزراء العربي على مستوى المندوبين، ثم على مستوى وزراء الخارجية، لمناقشة الأزمة وتداعياتها على المنطقة العربية فضلا عن محاولة إثبات وجود الدول العربية في ما يتعلق بالحوادث العسكرية التي تؤثر بشكل أو بآخر على المنطقة".
وأضاف كمال، أنّ الجهد العربي والمباحثات التي تجريها لجنة الاتصال العربية هي "مرحلة أولى تبدأ بالاستماع إلى وجهة نظر طرفي النزاع (روسيا وأوكرانيا)، وبالتالي لا يمكن التعويل بشكل سريع على أن تفضي هذه المحادثات إلى اتفاق معين لوقف القتال وإنهاء الحرب".
ورجّح كمال أنّ يتبلور موقف عربي أو رؤية عربية، أو ما يمكن أن يوصف بمبادرة عربية لتسوية الأزمة بناء على ما ستفضي إليه الاجتماعات من خلال الاستماع إلى وجهتي النظر في الأزمة مع مراعاة مصلحة الدول العربية، لافتا إلى أن "مصر تقود هذه المفاوضات بحكم دورها الإقليمي الفعّال وبحكم أنها أكبر دولة عربية في المنطقة ومتأثرة بشكل واضح من الناحية الاقتصادية بهذه الحرب كونها أكبر مستورد للقمح من الجارتين المتخاصمتين". وأمل كمال أن يفضي الدور العربي إلى جهد ملموس ربما يساهم بوقف نزيف الحرب في كييف.
وساطة عربية
وكان وزيـر الخـارجـيـة المصري، سامح شكري، توجه إلى موسكو، ومنها لاحقا إلى وارسو، في إطار زيارة لمجموعة الاتصال العربية على المستوى الوزاري، تنفيذا لمُخرجات مجلس الجامعة العربية بإجراء المشاورات والاتصالات اللازمة مع الأطراف المعنية بهدف المساهمة في إيجاد حل دبلوماسي للأزمة في أوكرانيا.
وبحسب الأمانة العامة للجامعة العربية، يجري الوفد اليوم مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وتليها مباشرة زيارة إلى بولندا يوم غد الثلاثاء لإجراء مباحثات مع وزير الخارجية الأوكراني، ديمتري كوليبا.
ويمثّل نائب رئيس الوزراء الأردني وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الأردن في مجموعة الاتصال العربية على المستوى الوزاري بشأن الأزمة الأوكرانية، والتي تشكّلت بقرارٍ من مجلس جامعة الدول العربية في دورته الحالية 157.
وتتولى اللجنة، وفق قرار الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، متابعة وإجراء المشاورات والاتصالات اللازمة مع الأطراف المعنية بالأزمة الأوكرانية، وذلك بهدف المساهمة في إيجاد حلٍ دبلوماسيٍ لها.
وتتكون اللجنة، في عضويتها، من كل من؛ الأردن، الجزائر، السودان، العراق، مصر، والإمارات بصفتها دولة عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية.