التشهير بالليرة اللبنانية، الخرق الاجتماعي للمواطن، أجندات سياسية، كلّها تعابير تترجم الواقع غير القانوني وغير المبرّر لارتفاع سعر صرف الدولار الجنوني في لبنان. وبما أن الدولة غائبة عن السمع، وأكثر، فهي لا تجتمع بحكم سياسة المقاطعة لوزراء "حزب الله" غير الموافق على مسار التحقيقات في ملف انفجار مرفأ بيروت، ليبقى المواطن محاصرا ومغلوبا على أمره أمام فشل الحكومة وانعدام مسؤولية الدولة.
ومع اقتراب فصل الشتاء وارتفاع أسعار النفط وتلاعب سعر صرف الدولار، وبغياب قرار حاسم من الوزارات التي تقع عليها مسؤولية هذا التلاعب، هل يكون قطع الإنترنت هو الحلّ؟
الجبهة
اعتبر الخبير الاقتصادي د. جاسم عجاقة، في حديث مع "جسور" أن عامل ارتفاع سعر صرف الدولار "ليس بالضرورة أن يكون اقتصاديا وحده باعتبار أنه من أسبوع الى اليوم لا زلنا في نفس الوضع المزري". وإذ ذكّر أن "السوق السوداء سوق مخالفة للقانون"، أكّد أن "المستفيدين هم المحتكرون والذين لديهم أجندات سياسية لينفذّوا أمورا معينة مما يساهم في ارتفاع وهبوط سعر صرف الدولار بشكل غير منطقي".
أوقفوا الإنترنت
كما أشار الخبير الاقتصادي إلى أنه "عندما يريدون جمع الدولارات يخفضون سعره على التطبيقات وبعد حين يشترونها ليعودوا ويبعوها على سعر مرتفع"، مؤكدا أن "هذا الأمر مؤسف جداً ومحزن بألا يكون للسلطة القدرة على توقيف هذه التطبيقات".
ولفت عجاقة إلى أنه من "الممكن ألا يكون لها القدرة التقنية لتوقف التطبيقات ولكن أقله يمكنها أن تستأجر خدمات شركة ليتم قرصنتها أو بكل بساطة اذا لزم الأمر أن توقف الانترنت لأن ما يحصل هو خرق للأمن الاجتماعي للمواطن نتيجة تطبيقات لا نعرف من يحرّكها."
ولفت عجاقة إلى أنه من "الممكن ألا يكون لها القدرة التقنية لتوقف التطبيقات ولكن أقله يمكنها أن تستأجر خدمات شركة ليتم قرصنتها أو بكل بساطة اذا لزم الأمر أن توقف الانترنت لأن ما يحصل هو خرق للأمن الاجتماعي للمواطن نتيجة تطبيقات لا نعرف من يحرّكها."
القرار
وشدّد على أن هذا الموضوع "شائك وبحاجة لقرار سياسي وهذا القرار غير موجود سواء على صعيد الحكومة أو على صعيد الوزارات وعلى رأسها المالية والاقتصاد والدفاع والداخلية باعتبار أنه خرق للأمن الاجتماعي، ومصرف لبنان ليس وحده المعني وعلى الحكومة أن تجتمع لاتخاذ قرارات حاسمة على هذا الصعيد."
المحروقات
بموضوع ارتفاع سعر المحروقات، أوضح الخبير الاقتصادي أن "سعر المحروقات متعلّق بثلاثة أسعار أساسية وهي سعر النفط العالمي، سعر صرف الدولار بالسوق السوداء وجعالة التجار."، وأضاف أن "هناك عوامل سياسية أخرى تؤثر على ارتفاعه وهي عمليات التهريب وعنصر بيئي وهو الطقس ونحن على أبواب الشتاء ومن هذا المنطلق سيرفعون الأسعار تباعاً ولن يتوقف ذلك لأن ليس هناك أي حدود." وقال: "اذا سألنا لماذا ارتفع سعر المحروقات يتحجّجون بسعر صرف الدولار المرتفع وكأنهم يحاولون اقناع الناس بأن ليس لدى عملتهم أي قيمة بعد الآن".
تشهير بالليرة
وقال عجاقة: "المادة 319 من قانون العقوبات واضحة وعملية (رفع سعر المحروقات) تشهير بالليرة ولو كانت الحكومة فعّالة لكانت قادرة على ملاحقة المسؤولين عن هذا التلاعب لأنه غير مبرر"، مؤكداً أن "سيكون له ضرر على الوضع المعيشي لدى المواطن، وخصوصا أننا على أبواب الشتاء وبالتالي سيترجم هذا الأمر بالمآسي فالناس لن يسطيعوا تأمين التدفئة خلال الموسم وهذا مضرّ جدا للأطفال والكبار بالسن"،
آملاً في أن تتمّ حلحلة هذه الأزمة لأنها لا تحتمل، وختم قائلاً: "كلمة السوق أقوى من كلمة الجميع".