غادر الرئيس اللبناني ميشال عون بيروت متوجهاً إلى الفاتيكان بعد يوم على ذهاب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى القاهرة في زيارة تستمر عدة أيام. وفي اتصال هاتفي بين لبنان ومصر، عرض الرئيس اللبناني، قبل سفره، زيارته للفاتيكان على البطريرك الراعي الذي تمنى له التوفيق في لقائه مع قداسة البابا.
وترأس الرئيس ميشال عون وفداً يضم وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، على أن يلتقي البابا فرنسيس بعد غد الاثنين.
مبادرة رئاسية
مصدر مطلع على العلاقة بين الفاتيكان ولبنان، أشار لـ"جسور" الى أن الزيارة جاءت بناء على طلب الرئيس اللبناني خلال مجيء وزير خارجية الفاتيكان إلى لبنان، شارحاً أن المسؤولين الدوليين يقومون بالمبادرة عادة وليس العكس، وأضاف المصدر أن الرئيس اللبناني سيبدأ لقاءاته مع مسؤولين في الفاتيكان من بينهم أمين السر ليختتمها بلقاء الحبر الاعظم.
وعن توقيت الزيارة خصوصاً أنها جاءت قبل حوالى شهرين من موعد إجراء الانتخابات النيابية في لبنان، لم ينف المصدر احتمال أن يكون ملف الانتخابات حاضراً في اللقاءات، مضيفاً أن الرئيس عون ربما اختار هذا التوقيت أيضاً لتبييض صفحة عهده، وطرح موضوع الأقليات في لبنان من زاوية تفاهم مار مخايل وأهميته وهو الاتفاق الذي وقعه بالاشتراك مع حزب الله.
غير أن المصدر، أوضح من جهة أخرى، أن الفاتيكان لا يملك تأثيراً كبيراً على مجريات الأحداث في لبنان والأهم أنه يتواصل مع فرنسا المقربة من إيران وليس مع أميركا الأكثر صلابة، ما يعتبره نقطة ضعف للبنان. كما أشار إلى أن الخط السيادي اللبناني يقوده البطريرك الراعي بينما الفاتيكان يبقى على مسافة بعيدة.
وإذ اعتبر أن الصورة تتضح أكثر في الأيام المقبلة مع تصريحات رئيس الجمهورية من الفاتيكان، رأى المصدر أن كل انفتاح لبناني على الخارج له أثر إيجابي.
زيارة رعوية
أما عن زيارة البطريرك الراعي إلى مصر، فأكد المصدر أنها زيارة رعوية يجريها رأس الكنيسة المارونية كل سنتين تقريباً إلى الرعية المارونية الموجودة في بلاد النيل، مشيراً، الى أن البطريرك، وقبل توجهه إلى مصر، حدد جدول مواعيده واقتصره على لقاءات مع مسؤولين كنسيين من دون إشارة لأي لقاءات مع مسؤولين رسميين مصريين.
أما الاتصال بين الرئيس اللبناني ورأس الكنيسة فيأتي ضمن التقاليد المتعارف عليها، إذ قبل كل زيارة للرئيس إلى الفاتيكان، يتواصل مع رأس الكنيسة المارونية.
وكان البطريرك الراعي ألقى عظة الجمعة في مناسبة عيد القديس يوسف كرر في خلالها الهجوم على العهد حيث قال :"إذ ندعو الدول الشقيقة والصديقة إلى الإهتمام بلبنان والعودة إليه حتى يشعر اللبنانيون بقوة علاقاتهم العربية والدولية، على الدولة أن تخرج من العزلة التي وضعت نفسها فيها، خلافا لتاريخ هذه الأمة الذي كان دائما تاريخ انفتاح وتضامن وتفاعل".