أمل رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون أن يقوم النواب الجدد بعملهم كاملاً لجهة مراقبة عمل الحكومة والقيام بالتشريع اللازم لوضع لبنان على درب التعافي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية يكمل خارطة الطريق التي وضعها والكفيلة بإنهاء الوضع الصعب الذي يعيشه البلد.
واعتبر عون في حديث الى وكالة الانباء القطرية أن "حل الأزمة الاقتصادية يتطلّب برنامجًا إصلاحيًا شاملاً لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والمالي من خلال إرساء سياسات فعّالة وإعادة بناء الثقة ودعم جميع الأطراف والاعتراف بالخسائر في النظام المالي".
وأصاف "هناك مرتكبون لكنهم يتلقون الحماية من نافذين وسأعمل خلال ما تبقى من ولايتي الرئاسية على تحقيق ما ناديت به وفي حال لم يتسع الوقت أكون قد تركت خريطة طريق لمن سيخلفني".
عون اعتبر أن اللبنانيين لا يعرفون اليأس وهم ليسوا بوارد التعرّف إليه حاليًا وهم يملكون قرارهم بأنفسهم، مشيرًا إلى أن الانتخابات النيابية للبنانيين في دول الانتشار التي جرت يومي الجمعة والأحد الماضيين أظهرت أمرين مهمين: الأول سقوط الادعاءات والاتهامات الزائفة التي وجهت إلينا بالعمل على تعطيل أو عرقلة إجراء الانتخابات النيابية، علمًا أنني حرصت شخصيًا ومنذ تسلمي مهامي الرئاسية، على تذليل كل الصعوبات أمام الاستحقاقات الانتخابية وكنت الأكثر إصرارًا على احترام مواعيدها الدستورية.
أما الأمر الثاني فكان حماسة اللبنانيين المنتشرين في الخارج للمشاركة في هذا الاستحقاق الدستوري، ورغبتهم في إسماع صوتهم للجميع بأنهم لم ينسوا بلدهم ويرغبون في المشاركة في نهوضه واستعادة عافيته وحضوره.
الرئيس اللبناني قال إن بلاده بصدد التحرّك بشكل فاعل ومكثف دوليًا من أجل إثارة موضوع النزوح السوري، لافتًا إلى أنه يرفض تهديد مصير لبنان إرضاءا لأحد.
وأضاف "الإسرائيلي يعلم أن خسارته ستكون كبيرة إذا اعتدى على لبنان علمًا أن لبنان ملتزم بالقرارات الدولية وهو انطلق من عدم التنازل عن حقه في النفط والغاز وعدم التطبيع مع إسرائيل حتى من خلال تقاسم الحقول النفطية".
ورأى ان "معالجة قضية الاستراتيجية الدفاعية تتطلب توافقاً شاملاً من قبل كل الأطراف وسبق ودعوت إلى لقاء وطني شامل لبحث هذا الأمر بعد بحث الوضعين الاقتصادي والمالي".
وقال: "لا لبنان يجد نفسه بعيدًا من محيطه العربي ولا العرب بمقدورهم الاستغناء عنه ما يجعل تعزيز العلاقات بينه وبين الدول العربية ضرورة أساسية لاستقراره السياسي والاقتصادي"، وأضاف، "للبنان علاقات صداقة مع روسيا وأوكرانيا ولا يرغب في التفريط بعلاقاته مع أحد، بل يشجع استمرار المفاوضات بين البلدين لأنها الطريق الوحيد للسلام".
كذلك ثمّن رئيس الجمهورية وقوف دولة قطر الدائم إلى جانب لبنان في المراحل الصعبة التي مرّ بها، والتي كانت بدورها ترى فيه الشقيق الذي يقدّر ويحفظ لها مواقفها، مبينا أن هذه العلاقة توطدت على صعيد القيادات في البلدين والشعبين الشقيقين على مر الزمن.