يبدو أن المشهد السياسي السوداني وصل مرحلة متقدمة من التعقيد، ففي خطوة كانت متوقعة، بحسب العديد من الخبراء، قدّم رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، استقالته في خطاب متلفز وجهه للسودانيين، بعد ما يقارب العشرة أيام، من التكهنات، بشأن استقالته التي من المؤكد أنها ستضع الأزمة في الخرطوم على مفترق طرق كما يقول بعض المراقبين، الذين إعتبروا أن استقالة حمدوك من منصبه، كانت بمثابة الأمر الحتمي، رغم الجهود التي بذلتها أطراف محلية ودولية، لثنيه عن ذلك.
وقد تختلف الأحزاب والأطراف والنخب السودانية في رؤيتها للأوضاع ونظرتها في مقاربة الأزمة في البلاد عقب استقالة حمدوك، ولكن الكثير منها يتفق على أن ما حدث سوف يزيد من تعقيدات المشهد السياسي المعقد أصلا، وإن كان البعض اعتبره بداية لانفراج الأزمة المستعصية، وهذا ما أكده فعلا الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب في تصريحه لـ"ـجسور"، مضيفا أن الإستقالة كانت الحل الوحيد أمام حمدوك عندما تعقّد المشهد السياسي في الداخل السوداني.
وقد تختلف الأحزاب والأطراف والنخب السودانية في رؤيتها للأوضاع ونظرتها في مقاربة الأزمة في البلاد عقب استقالة حمدوك، ولكن الكثير منها يتفق على أن ما حدث سوف يزيد من تعقيدات المشهد السياسي المعقد أصلا، وإن كان البعض اعتبره بداية لانفراج الأزمة المستعصية، وهذا ما أكده فعلا الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب في تصريحه لـ"ـجسور"، مضيفا أن الإستقالة كانت الحل الوحيد أمام حمدوك عندما تعقّد المشهد السياسي في الداخل السوداني.
مشهد معقّد
وفي السياق، شرح أديب أنّ المقصود بتعقيد المشهد هو إمكانية الوصول إلى حلول عملية تجمع المكوّن المدني والمكوّن العسكري، لذلك عندما ألقى حمدوك كلمته على مسامع السودانيين قال إنه كان يأمل من خلال عودته إلى رئاسة الوزراء التوصل إلى إتفاق يجمع المكونين المدني والعسكري، ففوجىء بهوة سحيقة وبالتظاهرات التي إشتعلت أكثر كما فوجئ أيضا بممارسات ربما تدفع إلى زيادة حدة وهوة الإختلاف.
وقال أديب: "أعتقد أن تقديم الإستقالة ربما يزيد الأمور إشتعالا في الشارع السوداني وربما يدفع إلى مزيد من الإحتجاجات، وسوف يكون بمثابة ضغط على المكوّن العسكري خصوصا وأن هناك مطالب من الشارع بضرورة تسليم الحكم إلى المكوّن المدني كما تم الإتفاق ربما ما بين المكونين في البداية بعد ذهاب الرئيس السوداني المعزول عمر البشير".
وهذه الإستقالة بحسب أديب، ربما تؤكد للأحزاب المدنية إستحالة أن تجتمع مع المكوّن العسكري على كلمة سواء، وهذا ربما يكون وقود إشتعال الشارع، ويضيف أديب لـ"جسور" أنّ الأمر يحتاج إلى مزيد من التعقّل لدى المكوّن المدني والعسكري لأن الخاسر الوحيد في النهاية هو السودان.
وتابع الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي قائلا: "لا بد أن يجلس المكوّن العسكري مع المدني ويَستمع له ويستجيب لمطالبه ولا بد للمكوّن المدني بدوره أن لا يرفض المكوّن العسكري لأنه من المستحيل أن تسير الأمور وأن تأخد السودان خطوات إلى الأمام بالمكوّن المدني من دون العسكري، خصوصا وأنّ السودان حاليا بلا رئيس وزراء وبلا رئيس للدولة وهذا قد يكون الحل لإنقاذ الخرطوم بعد تقديم حمدوك إستقالته.
وقال أديب: "أعتقد أن تقديم الإستقالة ربما يزيد الأمور إشتعالا في الشارع السوداني وربما يدفع إلى مزيد من الإحتجاجات، وسوف يكون بمثابة ضغط على المكوّن العسكري خصوصا وأن هناك مطالب من الشارع بضرورة تسليم الحكم إلى المكوّن المدني كما تم الإتفاق ربما ما بين المكونين في البداية بعد ذهاب الرئيس السوداني المعزول عمر البشير".
وهذه الإستقالة بحسب أديب، ربما تؤكد للأحزاب المدنية إستحالة أن تجتمع مع المكوّن العسكري على كلمة سواء، وهذا ربما يكون وقود إشتعال الشارع، ويضيف أديب لـ"جسور" أنّ الأمر يحتاج إلى مزيد من التعقّل لدى المكوّن المدني والعسكري لأن الخاسر الوحيد في النهاية هو السودان.
وتابع الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي قائلا: "لا بد أن يجلس المكوّن العسكري مع المدني ويَستمع له ويستجيب لمطالبه ولا بد للمكوّن المدني بدوره أن لا يرفض المكوّن العسكري لأنه من المستحيل أن تسير الأمور وأن تأخد السودان خطوات إلى الأمام بالمكوّن المدني من دون العسكري، خصوصا وأنّ السودان حاليا بلا رئيس وزراء وبلا رئيس للدولة وهذا قد يكون الحل لإنقاذ الخرطوم بعد تقديم حمدوك إستقالته.
سيناريو مرعب
وعن السيناريوهات المتوقعة للمرحلة المقبلة، كشف أديب أنها تبدو مرعبة إذا ما تخيّلنا أن المكون العسكري تمسّك بوجهة نظره ورأيه وتمسّك بدوره المكوّن المدني بالشارع والتظاهرات مع زيادة أعداد القتلى في هذه الإحتجاجات أو توقع إعتقالات ستحدث في المستقبل.
لذلك يقول أديب:" قد ينجح أحد الطرفين في تحقيق ذلك وهو إستبعاد الطرف الثاني، ولكن سيحمل في طياته أيضا إشتعال الشارع وهذا ليس من مصلحة السودان"، موضحا أنّ السيناريو الوحيد الذي قد يأخذ البلاد للأمام هو أن يلتقي الطرفان على طاولة واحدة وأن يتفقا اتفاقا يرضي الشارع أولا والمكونين المدني والعسكري ثانيا، وما دون ذلك كل طرف سيسعى إلى إقصاء الطرف الآخر، ومع هذا السيناريو المتوقع والذي يسير فيه كل من المكونين سيسبب أزمة حقيقية تثير الفوضى في الداخل السوداني، وبالتالي سيؤثر بطبيعة الحال سلبا على إستقرار السودان وربما يؤدي إلى إستمرار الأزمة لسنوات طويلة يختم أديب.
لذلك يقول أديب:" قد ينجح أحد الطرفين في تحقيق ذلك وهو إستبعاد الطرف الثاني، ولكن سيحمل في طياته أيضا إشتعال الشارع وهذا ليس من مصلحة السودان"، موضحا أنّ السيناريو الوحيد الذي قد يأخذ البلاد للأمام هو أن يلتقي الطرفان على طاولة واحدة وأن يتفقا اتفاقا يرضي الشارع أولا والمكونين المدني والعسكري ثانيا، وما دون ذلك كل طرف سيسعى إلى إقصاء الطرف الآخر، ومع هذا السيناريو المتوقع والذي يسير فيه كل من المكونين سيسبب أزمة حقيقية تثير الفوضى في الداخل السوداني، وبالتالي سيؤثر بطبيعة الحال سلبا على إستقرار السودان وربما يؤدي إلى إستمرار الأزمة لسنوات طويلة يختم أديب.
إحتقان الشارع
ونزل آلاف السودانيين إلى الشوارع مرةً أخرى، "احتجاجاً على الانقلاب العسكري وسيطرة مجلس السيادة على السلطة"، فيما انتشرت قوات الأمن بكثافةٍ في الخرطوم والمدن المجاورة.
وأطلقت قوات الأمن السودانية قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، عندما تجمّعوا بالقرب من قصر الرئاسة في وسط العاصمة.
وبعد يومين من استقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، هتف المتظاهرون في الخرطوم "لا لحكم العسكر"، ودعوا إلى إسقاط المجلس السيادي الذي يترأسه الجنرال عبد الفتاح البرهان.
ويكثّف ناشطون سودانيون مناهضون لسيطرة الجيش على السلطة دعواتهم للاحتجاج، بعد تصاعد العنف من قبل الأمن تجاه المتظاهرين، ما أسفر حتى الآن عن مقتل 57 متظاهراً وسقوط مئات الجرحى.
ورغم تعهّد البرهان بإجراء انتخاباتٍ عامَّةٍ في منتصف العام 2023، استمرّت الاحتجاجات على الانقلاب وعلى الاتفاق الذي وافق بموجبه حمدوك على العودة الى منصبه في 21 تشرين الثاني/نوفمبر، حيث اعتبره المتظاهرون بأنَّه "خيانة".
ومساء الأحد، أعلن حمدوك استقالته مؤكِّداً أنَّه حاول إيجاد توافقاتٍ لكنه فشل، وحذّر من أن البلاد تواجه "منعطفاً خطيراً قد يهدد بقاءها"، وأنه كان يسعى إلى تجنّب "انزلاق السودان نحو الهاوية".
وأطلقت قوات الأمن السودانية قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، عندما تجمّعوا بالقرب من قصر الرئاسة في وسط العاصمة.
وبعد يومين من استقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، هتف المتظاهرون في الخرطوم "لا لحكم العسكر"، ودعوا إلى إسقاط المجلس السيادي الذي يترأسه الجنرال عبد الفتاح البرهان.
ويكثّف ناشطون سودانيون مناهضون لسيطرة الجيش على السلطة دعواتهم للاحتجاج، بعد تصاعد العنف من قبل الأمن تجاه المتظاهرين، ما أسفر حتى الآن عن مقتل 57 متظاهراً وسقوط مئات الجرحى.
ورغم تعهّد البرهان بإجراء انتخاباتٍ عامَّةٍ في منتصف العام 2023، استمرّت الاحتجاجات على الانقلاب وعلى الاتفاق الذي وافق بموجبه حمدوك على العودة الى منصبه في 21 تشرين الثاني/نوفمبر، حيث اعتبره المتظاهرون بأنَّه "خيانة".
ومساء الأحد، أعلن حمدوك استقالته مؤكِّداً أنَّه حاول إيجاد توافقاتٍ لكنه فشل، وحذّر من أن البلاد تواجه "منعطفاً خطيراً قد يهدد بقاءها"، وأنه كان يسعى إلى تجنّب "انزلاق السودان نحو الهاوية".
تداعيات الإستقالة
ويرى محللون أن الأخطار الناجمة عن استقالة حمدوك، ربما تفوق ما يراه البعض كإيجابيات من وجهة نظر ضيقة، ويعتبر هؤلاء أن خروج حمدوك من المشهد، سيدفع إلى تفرد المجموعة الانقلابية بالسلطة، وفرض الأمر الواقع، ولا يستبعد هؤلاء أن يتزايد الاحتقان في الشارع السوداني، بما قد يؤدي إلى انفلات للعنف في البلاد في ظل ضعف قبضة الحكومة.
وتتحدث تقارير عن أن خروج حمدوك من المشهد السياسي، في اللحظة الراهنة، يمثل شهادة وفاة للاتفاق الموقع بينه وبين البرهان، وأن المشهد في السودان ربما يتحول في الأيام المقبلة، إلى مواجهة مباشرة بين المكون العسكري بكل قوته من جانب، والشارع السوداني الجامح والقوى التي تقود حراكه من جانب آخر، في ظل مؤشرات تدل على أن أيا من الطرفين لا يريد التراجع عن مواقفه.
وتتحدث تقارير عن أن خروج حمدوك من المشهد السياسي، في اللحظة الراهنة، يمثل شهادة وفاة للاتفاق الموقع بينه وبين البرهان، وأن المشهد في السودان ربما يتحول في الأيام المقبلة، إلى مواجهة مباشرة بين المكون العسكري بكل قوته من جانب، والشارع السوداني الجامح والقوى التي تقود حراكه من جانب آخر، في ظل مؤشرات تدل على أن أيا من الطرفين لا يريد التراجع عن مواقفه.
الجامعة "تحترم" والأمم "تأسف"
وأكد الأمين العام للجامعة العريية أحمد أبو الغيط، أنه "يحترم قرار رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، بالاستقالة"، داعياً إلى "العمل على وجه السرعة من أجل الحفاظ على المكتسبات المهمة التي تحققت خلال العامين الماضيين".
من جهته، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن أسفه "لعدم التوصّل إلى تفاهمٍ سياسيٍّ يُتيح التقدّم إلى الأمام، رغم خطورة الوضع في السودان"، بحسب الناطق باسمه ستيفان دوجاريك.
من جهته، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن أسفه "لعدم التوصّل إلى تفاهمٍ سياسيٍّ يُتيح التقدّم إلى الأمام، رغم خطورة الوضع في السودان"، بحسب الناطق باسمه ستيفان دوجاريك.
انقلاب
ويشهد السودان احتجاجات على "انقلاب" قاده قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتصاعدت قبل أيام لمواجهات بين عناصر الأمن والمحتجين أدت إلى إصابة العشرات.
ويحتج السودانيون على قرارات الجيش التي أدت إلى وضع حمدوك في الإقامة الجبرية، وكذلك على الاتفاقية بين رئيس الوزراء السوداني والجيش التي أعادت حمدوك إلى منصبه.
ويقول الجيش إن الانقلاب كان من أجل "تصحيح المسار" والإعداد لانتخابات يفترض أن تنظم في 2023.
ويحتج السودانيون على قرارات الجيش التي أدت إلى وضع حمدوك في الإقامة الجبرية، وكذلك على الاتفاقية بين رئيس الوزراء السوداني والجيش التي أعادت حمدوك إلى منصبه.
ويقول الجيش إن الانقلاب كان من أجل "تصحيح المسار" والإعداد لانتخابات يفترض أن تنظم في 2023.