ليست المرة الأولى، التي تلجأ فيها يد الغدر والارهاب في العراق، إلى أسلوب القتل والتهديد. إذ يشهد محيط المنطقة الخضراء التي تضم مقر اقامة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، تظاهرات واعتصامات منذ اسبوعين تقريباً، لمناصري الفصائل الموالية لإيران ومناصري الحشد الشعبي، رفضاً لنتائج الانتخابات النيابية التي جرت في أكتوبر/تشرين الاول.
فداء للعراق
نجا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، من محاولة اغتيال فاشلة استهدفت مقر اقامته في بغداد، الأحد، بواسطة "طائرة مسيرة". وفي أول تصريح له عقب محاولة اغتياله، طمأن الكاظمي الجميع انه بصحة جيدة، داعياً الى "التهدئة وضبط النفس"، وقال "كنت وما زلت مشروع فداء للعراق وشعب العراق، صواريخ الغدر لن تثبط عزيمة المؤمنين". هذا و ندد المجتمع الدولي والعربي بعملية الاغتيال ووصفها البعض بـ ان محاولة "النكراء" على اعتبار انها تضرب عرض الحائط كل للانجازات الاقتصادية والسياسية والامنية لحكومة الكاظمي.
لم تتبننّ "الهجوم الإرهابي" أي جهة في الحال، اذ تتعرض هذه المنطقة المحصنة في وسط العاصمة العراقية، أحيانا للقصف بالصواريخ، في هجمات لا يتبناها أي طرف، لكن غالبا ما تتهم فصائل موالية لإيران بالمسؤولية عنها.
واكتفى المسؤول الأمني في كتائب حزب الله العراقي المدعوم من ايران، بنفي كل الاتهامات الموجهة للحزب هازئا بما وصفه البعض بـ"محاولة اغتيال". وقال المسؤول الأمني، أبو علي العسكري: "إن ممارسة دور الضحية اصبح من الاساليب البالية التي اكل عليها الدهر وشرب، ووفق معلوماتنا المؤكدة ان لا احد في العراق لديه حتى الرغبة لخسارة طائرة مسيرة على منزل رئيس وزراء سابق".
استهداف الدولة
أكد المحلل السياسي والخبير القانوني أمير الدعمي، في حديث خاص لـ "جسور"، أن "استهداف رئيس الحكومة العراقية، هو اعتداء على الدولة العراقية ورسالة واضحة لكل عراقي انه ليس في أمان، فمن يملك السلاح يستطيع ان يصل الى منزل رئيس الحكومة والى اي سياسي او مواطن في اي لحظة واي دقيقة".
وتباع "لقد حذنا ونحذز من السلاح المتفلت الذي يهدد الدولة ورمز الدولة الرئيس الكاظمي وبالتالي لا حد في مأمن في ظل سطوة هذا السلاح".
وعن المواقف الدولية المنددة بعملية اغتيال الكاظمي، اعتبر الدعمي ان المجتمع الدولي يرفض هذه الاعمال ويدينها، الا انه اليوم امام تحدٍ في منع نقل التجربة اليمنية الى العراق. إذ قال: "هناك من يحاول يكرر حال صنعاء في بغداد اضافة الى مساعٍ لـِ لبننت (اي لبنان) العراق سياسيًا"، وأضاف "لبننت العراق من خلال تقاسم المواقع السياسية طائفيًا بات واقع الحال في البلاد الا اننا نخشى اليوم نقل الوضع الأمني في صنعاء الى بغداد".
حرب الشرعية
واشار الدعمي لـ "جسور"، إلى أن "الدولة العراقية بمعزل عن الشخص رئيس الوزراء يمثل الدولة العراقية والشرعية وعندما ادان المجتمع الدولي والعربي عملية الاغتيال الفاشلة ادان استهداف الدولة ككل، لما يمثل الرئيس الكاظمي، فاستهداف منزل رئيس الحكومة ايا كان الاسم هو استهداف للعراقيين وللعراق".
وأوضح "مسألة اختيار الرئيس الكاظمي لولاية ثانية قد تكون مسألة داخلية على الرغم من التوافق الدولي على شخص الكاظمي، الا ان الاستنكار ينبع من اهانة الدولة العراقية في الاعتداء الامس على منزل رئيس الحكومة".
وعن الرابح في ظل التصادم الداخلي بين قوى الأمر الواقع والشرعية في العراق، يعتقد الدعمي، "أن الرابح في هذه المعركة هم "العقلاء" اذ ان الاشتباك بين قوى الامر الواقع والشرعية اذ حصل سيخسر الجميع، "سلاحهم يوازي سلاح الدولة ان لم يكن حتى اقوى منه وصولنا الى التصادم يعني وصولنا الى نقطة الا عودة وسيكون العراقيون وقود نار لهذه الحرب".
الرسالة واضحة
يؤكد الباحث في الشأن السياسي والاقتصادي نبيل جبار العلي، لـ "جسور"، ان "محاولة اغتيال رئيس الحكومة العراقية هي من تداعيات التصعيد الذي حصل في الايام الماضية في المنطقة الخضراء والرسالة واضحة لا ولاية ثانية للكاظمي".
وتابع العلي "قد تكون الرسالة ايضا من قبل المعترضين على نتائج الانتخابات وهم بطبيعة الحال معترضين على الرئيس الكاظمي والذين لم يتبنوا هذه العملية ووصفوها بالكاذبة ان يتم البحث جديًا بمطالبهم واتخاذ اجراءات تعيد ماء الوجه لهذه القوة".
واعتبر العلي ان "البيانات الدولية هي بيانات مساندة للحكومة والدولة العراقية ورافضة لكل الممارسات العنفية اذ تمثل التوجهات العامة للحكومة وشخص الرئيس الكاظمي الا ان البيانات الخارجية لا تحل فعليًا اي ازمة في الداخل والحل دائما سياسي عراقي".
وأشار العلي، الى أن "احتمال تورط مجموعة منفردة في عملية محاولة اغتيال رئيس الحكومة. اذ تنقسم القوى الرافضة الى عدة اطراف على الرغم من اجماعها حول رفض نتتائج الانتخابات الا ان رؤيتهم للامور مختلفة، وقد يكون هذا العمل تعنى به مجموعة غير منضبطة من صفوفهم".
وكانت الفصائل الموالية لإيران، ومناصرو الحشد الشعبي، صعّدت في الايام الأخيرة في بغداد، اعتراضا على نتائج الانتخابات النيابية التي اظهرت تراجعهم بشكل كبير لهم، مما أثار حفيظة أنصارهم، فعمد البعض إلى إطلاق التهديد والوعيد، فضلا عن اتهام السلطات المعنية بتزوير النتائج. أمام هذا التصعيد والتشرذم الداخلي الحاد في العراق تبقى البلاد والمواطنون امام سيناريوهات عدة عسى ان لا تكون دموية.
فداء للعراق
نجا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، من محاولة اغتيال فاشلة استهدفت مقر اقامته في بغداد، الأحد، بواسطة "طائرة مسيرة". وفي أول تصريح له عقب محاولة اغتياله، طمأن الكاظمي الجميع انه بصحة جيدة، داعياً الى "التهدئة وضبط النفس"، وقال "كنت وما زلت مشروع فداء للعراق وشعب العراق، صواريخ الغدر لن تثبط عزيمة المؤمنين". هذا و ندد المجتمع الدولي والعربي بعملية الاغتيال ووصفها البعض بـ ان محاولة "النكراء" على اعتبار انها تضرب عرض الحائط كل للانجازات الاقتصادية والسياسية والامنية لحكومة الكاظمي.
لم تتبننّ "الهجوم الإرهابي" أي جهة في الحال، اذ تتعرض هذه المنطقة المحصنة في وسط العاصمة العراقية، أحيانا للقصف بالصواريخ، في هجمات لا يتبناها أي طرف، لكن غالبا ما تتهم فصائل موالية لإيران بالمسؤولية عنها.
واكتفى المسؤول الأمني في كتائب حزب الله العراقي المدعوم من ايران، بنفي كل الاتهامات الموجهة للحزب هازئا بما وصفه البعض بـ"محاولة اغتيال". وقال المسؤول الأمني، أبو علي العسكري: "إن ممارسة دور الضحية اصبح من الاساليب البالية التي اكل عليها الدهر وشرب، ووفق معلوماتنا المؤكدة ان لا احد في العراق لديه حتى الرغبة لخسارة طائرة مسيرة على منزل رئيس وزراء سابق".
استهداف الدولة
أكد المحلل السياسي والخبير القانوني أمير الدعمي، في حديث خاص لـ "جسور"، أن "استهداف رئيس الحكومة العراقية، هو اعتداء على الدولة العراقية ورسالة واضحة لكل عراقي انه ليس في أمان، فمن يملك السلاح يستطيع ان يصل الى منزل رئيس الحكومة والى اي سياسي او مواطن في اي لحظة واي دقيقة".
وتباع "لقد حذنا ونحذز من السلاح المتفلت الذي يهدد الدولة ورمز الدولة الرئيس الكاظمي وبالتالي لا حد في مأمن في ظل سطوة هذا السلاح".
وعن المواقف الدولية المنددة بعملية اغتيال الكاظمي، اعتبر الدعمي ان المجتمع الدولي يرفض هذه الاعمال ويدينها، الا انه اليوم امام تحدٍ في منع نقل التجربة اليمنية الى العراق. إذ قال: "هناك من يحاول يكرر حال صنعاء في بغداد اضافة الى مساعٍ لـِ لبننت (اي لبنان) العراق سياسيًا"، وأضاف "لبننت العراق من خلال تقاسم المواقع السياسية طائفيًا بات واقع الحال في البلاد الا اننا نخشى اليوم نقل الوضع الأمني في صنعاء الى بغداد".
حرب الشرعية
واشار الدعمي لـ "جسور"، إلى أن "الدولة العراقية بمعزل عن الشخص رئيس الوزراء يمثل الدولة العراقية والشرعية وعندما ادان المجتمع الدولي والعربي عملية الاغتيال الفاشلة ادان استهداف الدولة ككل، لما يمثل الرئيس الكاظمي، فاستهداف منزل رئيس الحكومة ايا كان الاسم هو استهداف للعراقيين وللعراق".
وأوضح "مسألة اختيار الرئيس الكاظمي لولاية ثانية قد تكون مسألة داخلية على الرغم من التوافق الدولي على شخص الكاظمي، الا ان الاستنكار ينبع من اهانة الدولة العراقية في الاعتداء الامس على منزل رئيس الحكومة".
وعن الرابح في ظل التصادم الداخلي بين قوى الأمر الواقع والشرعية في العراق، يعتقد الدعمي، "أن الرابح في هذه المعركة هم "العقلاء" اذ ان الاشتباك بين قوى الامر الواقع والشرعية اذ حصل سيخسر الجميع، "سلاحهم يوازي سلاح الدولة ان لم يكن حتى اقوى منه وصولنا الى التصادم يعني وصولنا الى نقطة الا عودة وسيكون العراقيون وقود نار لهذه الحرب".
الرسالة واضحة
يؤكد الباحث في الشأن السياسي والاقتصادي نبيل جبار العلي، لـ "جسور"، ان "محاولة اغتيال رئيس الحكومة العراقية هي من تداعيات التصعيد الذي حصل في الايام الماضية في المنطقة الخضراء والرسالة واضحة لا ولاية ثانية للكاظمي".
وتابع العلي "قد تكون الرسالة ايضا من قبل المعترضين على نتائج الانتخابات وهم بطبيعة الحال معترضين على الرئيس الكاظمي والذين لم يتبنوا هذه العملية ووصفوها بالكاذبة ان يتم البحث جديًا بمطالبهم واتخاذ اجراءات تعيد ماء الوجه لهذه القوة".
واعتبر العلي ان "البيانات الدولية هي بيانات مساندة للحكومة والدولة العراقية ورافضة لكل الممارسات العنفية اذ تمثل التوجهات العامة للحكومة وشخص الرئيس الكاظمي الا ان البيانات الخارجية لا تحل فعليًا اي ازمة في الداخل والحل دائما سياسي عراقي".
وأشار العلي، الى أن "احتمال تورط مجموعة منفردة في عملية محاولة اغتيال رئيس الحكومة. اذ تنقسم القوى الرافضة الى عدة اطراف على الرغم من اجماعها حول رفض نتتائج الانتخابات الا ان رؤيتهم للامور مختلفة، وقد يكون هذا العمل تعنى به مجموعة غير منضبطة من صفوفهم".
وكانت الفصائل الموالية لإيران، ومناصرو الحشد الشعبي، صعّدت في الايام الأخيرة في بغداد، اعتراضا على نتائج الانتخابات النيابية التي اظهرت تراجعهم بشكل كبير لهم، مما أثار حفيظة أنصارهم، فعمد البعض إلى إطلاق التهديد والوعيد، فضلا عن اتهام السلطات المعنية بتزوير النتائج. أمام هذا التصعيد والتشرذم الداخلي الحاد في العراق تبقى البلاد والمواطنون امام سيناريوهات عدة عسى ان لا تكون دموية.