دعوات التهدئة ومبادرات الوساطة تتوالى تباعا في العراق بعد اقتحام مناصرين للتيار الصدري مبنى البرلمان داخل المنطقة الخضراء المحصنة في وسط بغداد السبت، معلنين اعتصاماً مفتوحاً في حرمه، وذلك احتجاجاً على ترشيح "الإطار التنسيقي"، الموالي لإيران، محمد شياع السوداني، لمنصب رئيس الوزراء.
تسارع الأحداث في العراق قلب الطاولة على تحالف "الإطار التنسيقي" الذي يضم قوى حليفة لإيران، والذي سعى أخيرا لتشكيل الحكومة باعتباره "الكتلة البرلمانية الكبرى" التي يحق لها دستوريا تشكيل الحكومة، بعد استقالة نواب التيار الصدري. فقد واصل أنصار التيار الصدري، اعتصامهم داخل أروقة مبنى مجلس النواب، لليوم الثاني على التوالي، مطالبين بعدم ترشيح محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الحكومة.
ونتيجة للتطورات السياسية، دعا رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، في بيان موجه إلى القوات الأمنية، لـ"حماية المتظاهرين.. والمتظاهرين إلى التزام السلمية في حراكهم"، كما دعا رئيس الجمهورية، برهم صالح، إلى عقد حوار وطني بين الفرقاء السياسيين وتغليب لغة العقل وتقديم المصلحة الوطنية.
من حهته، أطلق رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، الأحد، مبادرة للحل داعياً لعقد حوار سياسي بين الأطراف العراقية تستضيفه أربيل.
تعطّل سياسي
وتعليقا على الاحتجاجات المستمرة والتصعيد المحتمل في العاصمة العراقية بغداد، أكد رئيس مركز آسيا للدراسات الاستراتيجية، الدكتور قاسم بلشان التميمي، أنّ "الأزمة السياسية في العراق تزداد تعقيداً مع هذه التطورات، فبعد 10 أشهر على الانتخابات التشريعية المبكرة في أكتوبر/تشرين الأول 2021، تشهد البلاد شللاً سياسياً تاماً في ظل العجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة".
وفي الإطار، بيّن التميمي، في تصريح لـ"جسور" أن "اقتحام المنطقة الخضراء من قبل أنصار الصدر ودخول مجلس النواب هو خطوة متوقعة مع انسحاب الصدر من العملية السياسية بشكل رسمي، واتجاهه إلى المعارضة الشعبية، لكنّ اللافت أن عملية الدخول كانت من دون أي مقاومة تذكر من قبل القوات الأمنية المنتشرة".
ورجّح التميمي، أن تثمر الدعوات الأممية والإقليمية للتهدئة والحوار نتائج ملموسة وذلك بعد مباحثات سريّة بين زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، وبعض الأحزاب والكتل السياسية.
مرحلة "اللعب في النار"!
من جهته، حذّر الكاتب والمحلل السياسي علي البيدر، في اتصال مع "جسور" من خطورة الوضع في البلاد، مشيرا إلى أن العراق دخل مرحلة اللعب في النار.
وبيّن البيدر، أن المشهد العراقي "وصل إلى نقطة مخيفة تجعل البلاد تقترب من أتون الحرب الأهلية والصراعات الداخلية كون طرفي الأزمة أي (الإطار التنسيقي والتيار الصدري) يمتلكان موارد بشرية وجماعات مسلحة، مشددا في الوقت عينه، على أهمية اللجوء إلى الحوار".
وفي هذا السياق، أثنى البيدر، على "المباردة التي قدّمها رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، لحل الأزمة السياسية في البلاد، والتي دعا خلالها الأطراف السياسية للقدوم إلى أربيل والبدء بحوار مفتوح جامع واتفاق قائم على المصالح العليا للبلد، باعتبار أنها أتت من طرف محايد ومن شخصية مقبولة، وكون الحوار سيكون بشكل مفتوح فهذا بطبيعة الحال سيتيح للجميع أن يطرح ملاحظاته ومواقفه بعيدا من الضغوطات".
وتابع البيدر، ان الحل الأنسب للخروج من هذا الانسداد السياسي، يكون عبر "حلول مرضية تطرحها المبادرات الجديدة قد تجعل "الإطار التنسيقي" يشكّل الحكومة، وفي الوقت نفسه تجرى انتخابات مبكرة، وهذا ما يحقّق رغبة الطرفين على حد سواء". مضيفا، أن "الوضع الحالي في العراق، وتفجر الصراع بهذه الصورة، بين التيار الصدري من جانب، والإطار التنسيقي من جانب آخر، يؤكد على أن الأوان قد فات لرأب الصدع، بين الطرفين السياسيين، وأن تراكمات من الخلافات خلال الفترة الماضية، أدت إلى تفجرها بهذه الصورة، وسط مخاوف من انتقال الصراع بين الطرفين إلى الشارع، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من الفوضى والدماء".
تحذير من "تسونامي"
وضمن دعوات الحوار في العراق وردود الفعل الدولية على المظاهرات الأخيرة، كان دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، جميع الأطراف العراقية الفاعلة لاتخاذ خطوات فاعلة للتهدئة وتجنب العنف، مشدداً على أهمية الارتقاء فوق الخلافات وتشكيل حكومة وطنية فعالة.
وتشارك الاتحاد الأوروبي الأمم المتحدة هذا القلق، داعيا جميع الأطراف إلى "ممارسة ضبط النفس لمنع المزيد من العنف"، ومطالباً القوى السياسية بـ"حل القضايا من خلال حوار سياسي بناء في الإطار الدستوري".
كما أكد المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، الدكتور أنور بن محمد قرقاش، أن استقرار العراق هو استقرار للمنطقة وتعزيز لأمنها، مشددا على أن استقرار هذا البلد محل اهتمام عربي وإقليمي مثلما يشكل أولوية للمواطن العراقي.
وعلى خط تلك المبادرات، دعا البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، الأقطاب السياسية والمرجعيات الدينية إلى تدارك انسداد الأفق السياسي قبل حدوث "تسونامي" قد يجرف الجميع، مشددا على ضرورة اعتراف السياسيين بفشل نهج الطائفية والمحاصصة الذي جلب الفساد والظلم.
تسارع الأحداث في العراق قلب الطاولة على تحالف "الإطار التنسيقي" الذي يضم قوى حليفة لإيران، والذي سعى أخيرا لتشكيل الحكومة باعتباره "الكتلة البرلمانية الكبرى" التي يحق لها دستوريا تشكيل الحكومة، بعد استقالة نواب التيار الصدري. فقد واصل أنصار التيار الصدري، اعتصامهم داخل أروقة مبنى مجلس النواب، لليوم الثاني على التوالي، مطالبين بعدم ترشيح محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الحكومة.
ونتيجة للتطورات السياسية، دعا رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، في بيان موجه إلى القوات الأمنية، لـ"حماية المتظاهرين.. والمتظاهرين إلى التزام السلمية في حراكهم"، كما دعا رئيس الجمهورية، برهم صالح، إلى عقد حوار وطني بين الفرقاء السياسيين وتغليب لغة العقل وتقديم المصلحة الوطنية.
من حهته، أطلق رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، الأحد، مبادرة للحل داعياً لعقد حوار سياسي بين الأطراف العراقية تستضيفه أربيل.
تعطّل سياسي
وتعليقا على الاحتجاجات المستمرة والتصعيد المحتمل في العاصمة العراقية بغداد، أكد رئيس مركز آسيا للدراسات الاستراتيجية، الدكتور قاسم بلشان التميمي، أنّ "الأزمة السياسية في العراق تزداد تعقيداً مع هذه التطورات، فبعد 10 أشهر على الانتخابات التشريعية المبكرة في أكتوبر/تشرين الأول 2021، تشهد البلاد شللاً سياسياً تاماً في ظل العجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة".
وفي الإطار، بيّن التميمي، في تصريح لـ"جسور" أن "اقتحام المنطقة الخضراء من قبل أنصار الصدر ودخول مجلس النواب هو خطوة متوقعة مع انسحاب الصدر من العملية السياسية بشكل رسمي، واتجاهه إلى المعارضة الشعبية، لكنّ اللافت أن عملية الدخول كانت من دون أي مقاومة تذكر من قبل القوات الأمنية المنتشرة".
ورجّح التميمي، أن تثمر الدعوات الأممية والإقليمية للتهدئة والحوار نتائج ملموسة وذلك بعد مباحثات سريّة بين زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، وبعض الأحزاب والكتل السياسية.
مرحلة "اللعب في النار"!
من جهته، حذّر الكاتب والمحلل السياسي علي البيدر، في اتصال مع "جسور" من خطورة الوضع في البلاد، مشيرا إلى أن العراق دخل مرحلة اللعب في النار.
وبيّن البيدر، أن المشهد العراقي "وصل إلى نقطة مخيفة تجعل البلاد تقترب من أتون الحرب الأهلية والصراعات الداخلية كون طرفي الأزمة أي (الإطار التنسيقي والتيار الصدري) يمتلكان موارد بشرية وجماعات مسلحة، مشددا في الوقت عينه، على أهمية اللجوء إلى الحوار".
وفي هذا السياق، أثنى البيدر، على "المباردة التي قدّمها رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، لحل الأزمة السياسية في البلاد، والتي دعا خلالها الأطراف السياسية للقدوم إلى أربيل والبدء بحوار مفتوح جامع واتفاق قائم على المصالح العليا للبلد، باعتبار أنها أتت من طرف محايد ومن شخصية مقبولة، وكون الحوار سيكون بشكل مفتوح فهذا بطبيعة الحال سيتيح للجميع أن يطرح ملاحظاته ومواقفه بعيدا من الضغوطات".
وتابع البيدر، ان الحل الأنسب للخروج من هذا الانسداد السياسي، يكون عبر "حلول مرضية تطرحها المبادرات الجديدة قد تجعل "الإطار التنسيقي" يشكّل الحكومة، وفي الوقت نفسه تجرى انتخابات مبكرة، وهذا ما يحقّق رغبة الطرفين على حد سواء". مضيفا، أن "الوضع الحالي في العراق، وتفجر الصراع بهذه الصورة، بين التيار الصدري من جانب، والإطار التنسيقي من جانب آخر، يؤكد على أن الأوان قد فات لرأب الصدع، بين الطرفين السياسيين، وأن تراكمات من الخلافات خلال الفترة الماضية، أدت إلى تفجرها بهذه الصورة، وسط مخاوف من انتقال الصراع بين الطرفين إلى الشارع، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من الفوضى والدماء".
تحذير من "تسونامي"
وضمن دعوات الحوار في العراق وردود الفعل الدولية على المظاهرات الأخيرة، كان دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، جميع الأطراف العراقية الفاعلة لاتخاذ خطوات فاعلة للتهدئة وتجنب العنف، مشدداً على أهمية الارتقاء فوق الخلافات وتشكيل حكومة وطنية فعالة.
وتشارك الاتحاد الأوروبي الأمم المتحدة هذا القلق، داعيا جميع الأطراف إلى "ممارسة ضبط النفس لمنع المزيد من العنف"، ومطالباً القوى السياسية بـ"حل القضايا من خلال حوار سياسي بناء في الإطار الدستوري".
كما أكد المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، الدكتور أنور بن محمد قرقاش، أن استقرار العراق هو استقرار للمنطقة وتعزيز لأمنها، مشددا على أن استقرار هذا البلد محل اهتمام عربي وإقليمي مثلما يشكل أولوية للمواطن العراقي.
وعلى خط تلك المبادرات، دعا البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، الأقطاب السياسية والمرجعيات الدينية إلى تدارك انسداد الأفق السياسي قبل حدوث "تسونامي" قد يجرف الجميع، مشددا على ضرورة اعتراف السياسيين بفشل نهج الطائفية والمحاصصة الذي جلب الفساد والظلم.