مع ترقّب منتخب العراق للاختبار الصعب أمام نظيره الإماراتي، في المباراة المقررة يوم 24 مارس/آذار الحالي، لحساب الجولة التاسعة قبل الأخيرة من تصفيات المجموعة الأولى المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في قطر 2022، بدأت تداعيات القصف الإيراني تطال الرياضة العراقية، فقد أتى اقتراح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الصادم ليُفسد فرحة العراقيين معلنا عن نقل مباراة المنتخب العراقي، مع نظيره الإماراتي إلى أرض محايدة جراء القصف الصاروخي الإيراني الذي تعرضت له محافظة أربيل عاصمة إقليم كردستان، مع إمكانية أن تُقام في السعودية كأرض محايدة.
وعلى خلفية اقتراح نقل مباراة منتخب أسود الرافدين أمام ضيفه الإماراتي من بغداد، وحال الاستياء التي سيطرت على الاتحاد العراقي لكرة القدم، أوضح عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم، أحمد الموسوي في حديث لـ"جسور"، أنّ الإتحاد العراقي يصف هذا القرار بـ"الظالم" تجاه المنتخبات الوطنية العراقية والجماهير العراقية والإعلام العراقي الذي كان من الداعمين لملف رفع الحظر وإقامة المباراة في العاصمة بغداد وباقي ملاعب العراق، لافتا إلى أنّ كل المتطلبات والترتيبات الخاصة بإقامة مباريات على المستوى الدولي سواء أكانت رسمية أو وديّة باتت جاهزة في كل محافظات البلاد.
وأكد الموسوي عبر "جسور"، أنّ الإتحاد العراقي سيتخذ كل الإجراءات القانونية ويستأنف القرار سواء أكان بشكل مباشر من الإتحاد الدولي أو الجهات القانونية الأخرى.
وعن الخيارات الأخرى التي يدرسها الإتحاد العراقي في حال أصرّ الإتحاد الدولي على إقامة المباراة في ملعب محايد، رأى الموسوي أنه يمكن اختيار ملاعب لبنان أو الأردن مثلا لإقامة المباراة كونها جاهزة لمثل هذا الحدث.
إستياء شديد!
من جهته، رأى حارس المرمى الدولي السابق ومدرب حراس المرمى الحالي، جليل زيدان، في تصريح لـ"جسور"، أنّ "موقف الاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم المخجل والظالم ليس بجديد علينا"، مضيفا أنّ "الكثير من المحافظات العراقية تسودها الأمن والأمان لذا كنا نأمل أن تتعاون دول الخليج التي أثبتت أن أقوالها تجاه العراق أتت للأسف عكس أفعالها".
وبيّن "زيدان أن الجماهير العراقية سحقت بهذا القرار"، مؤكدا أن "الرياضة العراقية لن تتوقف، ويجب أن يكون هناك موقف مشرف وشجاع من قبل المسؤولين العراقيين لاتخاذ القرار الذي يشفي غليل الشارع العراقي الذي سيطرت عليه حال من الاستياء الشديد".
وبمجرد سماعها خبر نقل المباراة تجمعت جماهير عراقية، الأربعاء، في ملعب الزوراء حيث تجري تدريبات المنتخب الوطني العراقي للتعبير عن رفضها للقرار ورددت شعارات رافضة لقرار نقل المباراة ومنها "بالروح بالدم نفديك يا عراق".
ودعمت الجماهير المنتخب الوطني العراقي في تدريباته كنوع من التوحد ضد القرار، ورفضاً لمنع العراق من استضافة مبارياته الدولية على ارضه وبين جماهيره.
ويبدو ان الموقف يتأزم أكثر وهو ما يوضحه بيان وزارة الشباب والرياضة الذي هاجم فيه الاتحاد الدولي، فقد وصفت وزارة الشباب والرياضة، قرار نقل مباراة العراق والامارات الى ملعب محايد بأنه "منافٍ للمنطق وبعيد عن الروح الرياضية"، وفيما بينت أن كثيراً من الأحداث المشابهة والحادة تجري في أغلب دول العالم من دون أخذ قرارات مماثلة بشأنها، دعت الاتحادين الدولي والآسيوي الى متابعة مباراة زامبيا في العراق و"التراجع فوراً" عن قرار نقل المباراة ضمن التصفيات المونديالية.
ما علاقة هجوم أربيل؟
وتسبب الهجوم الصاروخي من قبل الحرس الثوري الإيراني الذي استهدف محافظة أربيل بنقل المباراة، وفي هذا السياق، قال الاتحادان الدولي والآسيوي لكرة القدم في رسالة إلى الاتحاد العراقي، إنّه "بعد هجمات الصواريخ الأخيرة على أربيل مع التحولات الواسعة في الأمن العالمي للأسابيع الأخيرة أنجزت إعادة تقييم لموقف السلامة والأمن في العراق بصورة مشتركة من قبل الاتحادين الدولي والآسيوي"، وبناءً عليه اقترح الاتحاد الآسيوي، أن تستضيف المملكة العربية السعودية "كأرض محايدة" مباراة المنتخب العراقي، أمام نظيره الإماراتي ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال قطر، لافتا إلى أنّ الاتحاد الدولي سيقوم بصورة استثنائية بتغطية كافة التكاليف المتعلقة باستضافة المباراة بدلًا من تلك التي كان سيتحملها الاتحاد العراقي لكرة القدم.
النقل بطلب إماراتي؟
وكان الاتحاد الإماراتي أعلن بدوره في وقت سابق نقل مباراته المرتقبة إلى أرض محايدة، رغم رفع الحظر عن إقامة المباريات الدولية الرسمية في العراق نهاية الشهر الماضي.
وفي أول تعليق لوزارة الشباب والرياضة، أكد المتحدث باسمها علي العطواني، قرار نقل مباراة المنتخب الوطني العراقي والإماراتي إلى أرض محايدة، واصفا إياه بـ"المفاجئ"، وهو "فقط قرار من الاتحادين الدولي والآسيوي"، مضيفا أنّ "كل الاستعدادات كانت تجري بشكل طبيعي".
وواجهت الملاعب العراقية في الفترة الماضية حظرا فرضه فيفا معتمدا على تقييمات أمنية لم تسمح بإقامة المباريات.
وعول المنتخب العراقي كثيرا على إقامة المباراة على أرضه وبين جمهوره على أمل الظفر بفوز يبقيه في سباق الملحق الآسيوي المؤدي إلى مونديال 2022، قبل أن يلتقي نظيره السوري بعد مواجهة الإمارات بأربعة أيام في دبي.
ويحتل منتخب العراق المركز الخامس قبل الأخير في المجموعة الأولى بخمس نقاط من ثماني مباريات، فيما يشغل نظيره الإماراتي المركز الثالث بتسع نقاط، علما أن ثالثي المجموعتين في الدور الثالث يلتقيان في ملحق آسيوي، والفائز بينهما يلاقي خامس أميركا الجنوبية في ملحق عالمي.