العيد، غالباً ما يرتبط بفرحة الاطفال فيشعل حرارة الانتظار في عيونهم لكن في السنوات الماضية وهذا العام تحديداً ، كل شيء تبدل : العيون حزينة والقلوب مثقلة بهموم تتعدى سنوات العمر.
فأطفال بيروت التي تشهد أزمة اقتصادية واجتماعية حادّة، يستشعرون قلق أهلهم ويراودهم في يومياتهم فالأولاد بحسب الاختصاصية في علم النفس والمعالجة النفسية شارلوت خليل يتأثرون بأهلهم ومحيطهم ."
"هذا العيد لن يكون كما في السنوات الماضية وهو مليء بالخيبة الممزوجة بإحباط الاهل والأولاد على حدّ سواء"، هكذا وصفت خليل في حديث لـ"جسور"حال الأعياد على اللبنانيين هذه السنة .
هدايا العيد
ولفتت خليل إلى أن "المجتمع كما الاعلانات عاملان أساسيان في التأثير على الاولاد تحديداً فهم يتمنون الهدايا ويدركون صعوبة الحصول عليها مشيرة الى أن الاهل يصعب عليهم اليوم تأمين الحاجات الاساسية فكيف بالحري الهدايا الترفيهية وهذا واقع يجب الإعتراف به".
وقالت: "صحيح أن الألعاب هي من كماليات الحياة لكنها أساسية للطفل وكل طفل يتأثر بالأزمة بطريقة مختلفة حسب وضعه ووضع أهله النفسي ومحيطه أيضاً ".
الانعكاسات
وشددت خليل على المبادرات الفردية التي قد تساعد وتحدث فرقا في هذه الأوضاع الصعبة لتأمين البهجة للأولاد إلا أنها ليست كافية، وهذا لا يلغي الشريحة الكبيرة من العائلات المحتاجة وإنعكاس ذلك على الحالة النفسية فالدراسات أثبتت مدى ارتباط النمو العاطفي والجسدي والفكري بألاوضاع الاقتصادية الحادّة .
الأهل والمجتمع
وتشدد خليل على جهود الاهل لتأمين ما أمكن لأولادهم في ظل هذه الظروف الصعبة وما عليهم سوى التخفيف من وطأة الازمة لزرع بعض الإيجابية في هذا العيد".
ودعت خليل "المجتمع الى القيام بمبادرات قدر المستطاع ولو فردية كالنشاطات للأولاد في الإحياء والشوارع مع الالتزام بتدابير الوقاية من كورونا، فالأمور على بساطتها قد لا تعوض النقص الحاد لكنها حتماً تثلج قلب طفل متعطش الى فرح ضائع وطفولة منسية.