على عكس تسارع الأحداث البحرية بين لبنان واسرائيل، تحرك خجول للسلطات اللبنانية لاستدراك الأمور ما دفع كثيرين الى طرح أكثر من علامة إستفهام؟
ففيما تمضي سفينة الإنتاج "أنرجيان باور" إلى كاريش غير آبهة بلبنان وحقوقه وثرواته يغيب الحزم عن الموقف اللبناني وأمام خشية من أي تحرّك قد يُدخل البلاد في أتون الحرب، يبقى التعويل على اجراءات عملية مدعومة بأخرى عسكرية للقيادة العسكرية في حماية هذا البلد.
الجيش اللبناني وقرار الحرب والسّلم
تؤكد مصادر عسكريّة مطلعة على الملف في إتصال مع "جسور" أن دور الجيش اللبناني محصور في لجنة التفاوض من الناحية التقنيّة والكل الان ينتظر قرار الحكومة اللبنانية ورئيس الجمهورية والسلطة السياسيّة لتحديد التوجهات.
وتضيف المصادر: لا يمكن للجيش اللبناني أن يبادر فهو يخضع لقرار السلطة السياسية والحكومة وهذا الملف ان كان على صعيد التفاوض أو على أي خط يتم التفاوض عليه قد خرج من أيدي الكل و جل ما يمكنه الجيش أن يفعله الآن هو رصد مسار الباخرة وتحرّكاتها ومن ثم تنفيذ القرار الذي يصدر.
المصادر العسكرية تتابع: الباخرة وصلت الآن الى جنوب الخط 29 بحسب آخر رصد والجيش اللبناني تحت سلطة الدولة لا يمكنه إطلاق النار إن لم يتلقّ الأمر بذلك كما لا يمكن للجيش أن يصادر قرار السلم والحرب ولا يمكنه أن يستهدف الباخرة لمنعها من التنقيب دون أمر من الدولة اللبنانية..الجيش جزء من الدولة وما تأمره به ينفّذه.
الحزب يعطي الدولة "فرصة"
وعن حزب الله وقد أعلن عن موقفه من الملفّ وعن استعداداته في التعامل مع الموضوع بـ"القوة" إذا لزم الأمر ، يراهن على طلب من الدولة اللبنانيّة بالتدخل ان لزم الأمر.
فلماذا يذهب الحزب الى خيار الطلب منه التدخل؟ يجيب المستشار في العلاقات الدبلوماسية والدولية قاسم حدرج في حديث لـ"جسور" أن "الموقف الذي أعلنته المقاومة في شهر مايو/ أيار لا يزال ساري المفعول ولم يتغيّر ولكن هناك تأويل لهذا الموقف فالمقاومة أعلنت أنها لن تسمح للعدو الإسرائيلي باستخراج مكعّب غاز واحد من المناطق المتنازع عليها وبالتالي تمّ الإستعداد والجاهزية للتعامل مع أي منصّة يتم تركيبها في هذه المنطقة وهذا الأمر أعلن عنه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بل طالب أكثر من ذلك بأن يقوم لبنان بالبدء بالتنقيب عن الغاز والنفط وقال أي ردة فعل من العدو الصهيوني نحن كفيلون بها".
ويضيف: " نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم وضع خارطة الطريق بأن حزب الله كان وسيبقى دائما خلف الدولة اللبنانية وبالتالي عليها حزم أمرها وحسم موضوع هذه المنطقة المتنازع عليها وبالتالي إعلان الموقف النهائي للبنان من مسألة ترسيم الحدود وأين تقع الحدود اللبنانية المائية"، مؤكّدًا أن "حزب الله جاهز خلف الدولة اللبنانية للحفاظ على هذه الثروات وحمايتها بالطرق الذي يراها مناسبة وان كان حتى بالقوة."
استراتيجية الحزب
وأشار حدرج إلى أن "حزب الله يعطي فرصة للدولة اللبنانية والديبلوماسية لحلّ هذا النزاع والا فهو جاهز بتكليف من الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية لكي يقوم بالمهام الموكلة الى المقاومة منذ نشأتها حتى اليوم وهي حماية لبنان بحدوده البريّة والبحرية وبثرواته وبكل ما من شأنه تعزيز موقف لبنان."
في العام 2006 خاض حزب الله حربا على الأراضي اللبنانية من دون موافقة الدولة وكلّفت لبنان بشرياً وماديًّا إلا أن اليوم غيّر استراتيجيّته. فحدرج يقول: "المزايدات نراها إيجابية لأن الفريق نفسه كان يناقش قبل الانتخابات وبعدها عن دور سلاح المقاومة وعن وجوب نزعه والشعارات الأخرى واليوم الجميع يتلطّخ خلف هذا السلاح ويقول أين هذا السلاح وأين قوّة المقاومة ، هي موجودة وجاهزة ولكن حزب الله يؤكّد مجددا أنه لا يتقدّم على الدولة اللبنانية ولا يصادر قرار الحرب والسلم على عكس ما يروّج البعض إنما هو بانتظار الدولة وما سيُدلي به الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الأيام القليلة المقبلة".
وتوقّفت المفاوضات التي انطلقت بين الطرفين عام 2020 بوساطة أميركية في مایو / أيار العام الماضي من جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها. ومن المنتظر أن يصل المفاوض الأميركي آموس هوكشتاين نهار الأحد أو الإثنين.