عندما تقع المصيبة، يسارع أهل الحل والربط في لبنان لاستجداء المساعدة بدل الانكباب على دراسة حلول جذرية لأزمات مستفحلة منذ سنوات.
وها هي العتمة الشاملة قد حصلت، ولبنان يعيش تقنينًا غير مسبوق فيه المنازل بالكاد يزورها التيار الكهربائي ساعة في اليوم، منتظراً فرجاً لمحنته.
وفيما العراق يمد يده للبنان للمساعدة والاتفاقية بين الجانبين لا تموت بل تتجدد، برز تحرك إيراني على خط تأمين الفيول وجاءت التسريبات عن اللقاء الذي جمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالسفير الإيراني الجديد مجتبى أماني، لتؤكد تقدم الحديث في موضوع تأمين الفيول الإيراني لمعامل الكهرباء مجّانًا ومن دون شروط.
فهل يقبل لبنان بالهبة؟ ماذا عن المواصفات والشروط التي سلمها ميقاتي للسفير الايراني؟ وهل تحصل الزيارة الرسمية الى إيران؟
لقاء ميقاتي - أماني
بعد أيام على لقاء ميقاتي بالسفير الايراني، نقلت صحيفة The Cradle عن مسؤول مقرّب من الرئيس ميقاتي تأكيد موافقته على عرض الوقود المجاني من إيران".
وفي هذا السياق، يقول النائب السابق علي درويش في حديث لـ"جسور": لم يسبق للرئيس ميقاتي أن رفض مساعدة للبنان من كل الأفرقاء ان كانوا أشقاء أو اصدقاء، وبالتالي ونظرًا لحاجة لبنان للفيول لن يكون هناك اي مانع من مساعدة للبنان وخصوصا في موضوع النفط كيف بالحري إذا كان مجاناً وغير مشروط فهذا الأمر يُساعد جدًا في هذه المرحلة."
المواصفات والزيارة
وفيما خصّ المواصفات الفنيّة، كانت قد اشارت صحيفة The cradle الى ان مواصفات الوقود الإيراني غير متوافقة مع ما تحتاجه محطات توليد الكهرباء، ما يعني وجوب مقايضة الوقود مع دولة ثالثة.
وهنا يشدد درويش انه على ضرورة تطابق المواصفات المحدّدة للمعامل اللبنانية مع الفيول لتأمين سلامة الانتاج من دون الدخول في متاهة الصيانة"، وهذا الموضوع طُرح في اللقاء بين الرئيس ميقاتي والسفير الإيراني الجديد.
وعن الزيارة الرسمية لإيران، لا يملك درويش معطيات مباشرة حتى الآن واذا كان الرئيس ميقاتيي بصدد التوجه الى ايران مع وفد فسيتولى مكتبه الاعلان عن الزيارة وتفاصيلها.
فريق للبحث
أما وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض فقد أكّد أن الفيول العراقي يبقى المصدر الأساسي لمعامل الكهرباء. وفي حين أنّ اتفاقية التوريد مع العراق تنتهي مفاعيلها في شهر سبتمبر/أيلول المقبل، يقول فياض: لم يرفض العراقيون تمديد اتفاقية الفيول والوصول لحل هو مسألة أيام".
ورأى فياض أن "الهبة الإيرانية تساعد لبنان ليعبر هذه المرحلة الصعبة، لافتاً الى أن "الجانب الإيراني طلب تشكيل فريق للبحث في هذه الهبة".