أزمات ما بعدها أزمات، إن شكلت حكومة جديدة في لبنان أو لم تُشكّل، النتيجة نفسها: لا حلول تلوح في الأفق. القطاع التعليمي مهدّد في لبنان. وبما أن السلطة غائبة عن السمع والوعي، فما كان من المجتمع المدني "الثوري" وأصحاب الاختصاص سوى المبادرة والمحاولة للحلول محلها حرصا على العام الدراسي والشباب اللبناني.
فقد نظم المركز الدولي لعلوم الانسان بالتعاون مع اللجنة الدولية لمكافحة الفساد والافلات من العقاب ورشة عمل بعنوان "القطاع التربوي في لبنان - مشاكل وحلول" بهدف القاء الضوء على تحديات انطلاق العام الدارسي واستكماله، وقد ناقشت ورشة العمل مشاكل المعلمين والاداريين والأهل في ظل هجرة الكفاءات والظروف الاستثنائية التي يفرضها وباء كورونا كما وناقشت أيضاً حال الجسم التربوي الصحية و الاجتماعية وانعكاسها على الصحة النفسية.
الدولة فاشلة
وبعدما ألقى رئيس قسم القلب في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية – مستشفى رزق- وهو أحد منظمي المؤتمر الدكتور جورج غانم كلمته خلال المؤتمر قائلا: "بعد جريمة 4 أغسطس/آب وبعد إصرار السلطة والمتحكم بها على فرض الموت والذل والفقر والمرض علينا وقريبا الجهل ويأخذنا رهينة الى مشاريع اقليمية لا تشبهنا وانقلابية على هوية لبنان ودستوره ورسالته، كان من البديهي ان تتحول ثورتنا من حركة اعتراضية الى مقاومة شعبية والتي نحن فيها اليوم"، كان لـ "جسور" حديث معه حيث شدّد على أن " الدولة فاشلة على جميع الأصعدة، هي التي سرقتنا واوصلتنا إلى ما نحن عليه" مؤكداً أنه "لا يمكن أن نتّكل عليها وبالوقت نفسه ليس لدينا القدرة على التأثير عليها فلهذه الأسباب قرّرنا أن نبادر ونتصرّف خارجها".
ولفت غانم إلى أن "الموضوع ليس وكأننا نعمل خارج الدولة إنّما نعمل بطريقة منظّمة بخلاف حزب الله المسيطر عليها، والذي يتصرّف كما يحلو له لصالح حزبه الصغير". وقال: "على المجتمع المدني من كل الطوائف أن يقف رافضاً لهذا الواقع".
ولفت غانم إلى أن "الموضوع ليس وكأننا نعمل خارج الدولة إنّما نعمل بطريقة منظّمة بخلاف حزب الله المسيطر عليها، والذي يتصرّف كما يحلو له لصالح حزبه الصغير". وقال: "على المجتمع المدني من كل الطوائف أن يقف رافضاً لهذا الواقع".
المدارس والجامعات والنظام الموازي
واعتبر غانم أن "الواقع اليوم يتطلّب أن نعمل على نظام موازي لنظام الدولة في النطاق التعليمي سواء للمدارس أو الجامعات لتوحيد كلمة ومتطلبات كل المدارس الخاصة"، مذكّراً أن "كلفة العام الدراسي لهذه المدارس هو 150 مليون دولار"، وأضاف انه "علينا أخذ هذا الإئتلاف الى الجهات المانحة أو الهيئات الدولية لتأمين المبلغ المحتاج". وبموضوع الجامعات، اعتبر غانم ان "القطاع العام غائب فلا يمكننا إلا الاعتماد على القطاع الخاص أي المؤسسات الخاصة التي لا تبغي الربح كالمؤسسات غير الحكومية."
شروط البرنامج
أوضح غانم عبر "جسور" ان "الكلفة العملية لهذه المدارس كبيرة لكنها ستكون مرشّدة بمعنى محاولة تخفيف تكلفة الكهرباء مثلاً والمازوت وهذا ما تمّ مناقشته أيضاً في المؤتمر"، وتابع قائلاً ان "شروط البرنامج الذي نعدّه يعتمد على الشفافية الكاملة فضلاً عن التدقيق فيه."
اتصالات مع الجهات المانحة
أكّد غانم على أننا "لدينا اتصالات مكثّفة مع الهيئات المانحة كما المطران يوسف سويف (راعي أبرشية طرابلس المارونية وعضو مجمع خدمة التنمية البشرية المتكاملة-الفاتيكان ورئيس لجنةAD HOC المنبثقة عن مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان) يجري اتصالاته للحصول على المبالغ للمساعدة".
واذ شدّد على أنه "من الغير الممكن المضي بالتعليم عن بعد والعام الدراسي سيكون حضورياً لو مهما حصل، وأصبح وباء كورونا تحت السيطرة"، ختم قائلاً: ليس مطلوباً من الدولة أي شيء سوى ألّا تعرقل مسار مبادراتنا بقرارات سخيفة ولتترك هذين القطاعين - التعليمي والاستشفائي- لعملهما".
واذ شدّد على أنه "من الغير الممكن المضي بالتعليم عن بعد والعام الدراسي سيكون حضورياً لو مهما حصل، وأصبح وباء كورونا تحت السيطرة"، ختم قائلاً: ليس مطلوباً من الدولة أي شيء سوى ألّا تعرقل مسار مبادراتنا بقرارات سخيفة ولتترك هذين القطاعين - التعليمي والاستشفائي- لعملهما".