تُواصل القوى المعارضة في لبنان المنبثقة من جوهر انتفاضة 17 أكتوبر/تشرين الأول، على اختلافها وتنوعها، محاولة رص الصفوف والإعلان عن تحالفاتها المقبلة وائتلافاتها لخوض الانتخابات النيابية، المقرر إجراؤها في مارس/آذار المقبل. وعلى الرغم من عدم الوصول الى رؤية موحدة وصعوبة المعركة الانتخابية بوجه الأحزاب التقليدية المتجذرة في السلطة، إلا أن المجموعات المعارضة تعتزم خوض الانتخابات سعيًا للتغيير.
ائتلاف "شمالنا"
ائتلاف "شمالنا"
في شمال لبنان، أربعة أقضية ربطتها عبر التاريخ علاقة مضطربة نتيجة الحرب الأهلية وسيطرة العائلات السياسية والأحزاب على المشهد السياسي العام. لكن قوى المجتمع المدني مصرة على التغيير في هذا القضاء، وقررت مواجهة العائلات المسيحية المارونية والأحزاب التقليدية في عقر دارها، وشكلت ائتلافاً سياسياً بعنوان "شمالنا"، يضم الأقضية الأربعة بشري، زغرتا، الكورة، والبترون.
بشعار سياسي وطني وهو "إستعادة الدولة"، أعلن الائتلاف عن الخطوط العريضة التي يخوض الانتخابات بها، وأبرزها كان التشديد على مبدأ السيادة التي لا تتجزأ. حيث أعطى موقفًا واضحًا وصريحًا من حزب الله اللبناني وسلاحه، إضافة إلى قضايا ضبط الحدود والمعابر غير الشرعية، وتفكيك منظومة الفساد، والسعي الى تشكيل حكومات منسجمة حول مشاريع اقتصادية وإجتماعية وبيئية تساهم في نشل المجتمع اللبناني من محنته.
وتعد أرقام المغتربين في الشمال المسجلّين بالخارج، خلال انتخابات عام 2018، مشجعة جدًا. اذ سجلت أعلى نسبة اقتراع في الانتخابات الماضية، في دائرة البترون والكورة وزغرتا وبشري، وبلغ عدد المتسجلين من هذه الدائرة في الخارج، 12 ألفاً و337 واقترع منهم 7 آلاف و528.
دائرة الشمال الثالثة
تعتبر المعركة الإنتخابية في الشمال، مصيرية للبعض وخاصة لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، المرشح عن قضاء البترون. فباسيل إن فاز في هذه الانتخابات ستكون حظوظه مرتفعة كخلفٍ لرئيس الجمهورية الحالي ميشال عون، وإن خسر في مسقط رأسه سيكون من الصعب عليه الوصول الى الكرسي الرئاسي.
وفي حديث لـ "جسور" أكد الناشط في مجموعة مجتمع الكورة المستقل، جهاد فرح، أن "ائتلاف "شمالنا" يمثل امتداداً لثورة 17 أكتوبر/تشرين الاول 2019، ولا نريد إلغاء أي طرف، لكننا نطمح للتغيير". وأضاف "يطرح شمالنا، نفسه اليوم كقوة تغيير في الدائرة الثالثة، بالأخص من خلال الخطاب السياسي وتعاطيه مع باقي الأفرقاء في كل القضاء".
وعن حظوظ "شمالنا" في مواجهة الأحزاب والعائلات وتحالفاته المحتملة في الدائرة الثالثة، اعتبر فرح أن "قوى التغيير اليوم في موقع قوة، وقوتنا تنبع من الدعم الشعبي والمزاج العام الراغب بالتغيير ونحن متفائلين جدًا، رغم مواجهتنا الشرسة مع ماكينات إنتخابية لأحزابٍ متجذرة في السلطة". وأضاف، "من الباكر الحديث عن تحالفات، أولوياتنا اليوم العمل على هيكلتنا الداخلية الناشئة والتواصل مع كل شخص يشاركنا الأفكار نفسها".
بشعار سياسي وطني وهو "إستعادة الدولة"، أعلن الائتلاف عن الخطوط العريضة التي يخوض الانتخابات بها، وأبرزها كان التشديد على مبدأ السيادة التي لا تتجزأ. حيث أعطى موقفًا واضحًا وصريحًا من حزب الله اللبناني وسلاحه، إضافة إلى قضايا ضبط الحدود والمعابر غير الشرعية، وتفكيك منظومة الفساد، والسعي الى تشكيل حكومات منسجمة حول مشاريع اقتصادية وإجتماعية وبيئية تساهم في نشل المجتمع اللبناني من محنته.
وتعد أرقام المغتربين في الشمال المسجلّين بالخارج، خلال انتخابات عام 2018، مشجعة جدًا. اذ سجلت أعلى نسبة اقتراع في الانتخابات الماضية، في دائرة البترون والكورة وزغرتا وبشري، وبلغ عدد المتسجلين من هذه الدائرة في الخارج، 12 ألفاً و337 واقترع منهم 7 آلاف و528.
دائرة الشمال الثالثة
تعتبر المعركة الإنتخابية في الشمال، مصيرية للبعض وخاصة لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، المرشح عن قضاء البترون. فباسيل إن فاز في هذه الانتخابات ستكون حظوظه مرتفعة كخلفٍ لرئيس الجمهورية الحالي ميشال عون، وإن خسر في مسقط رأسه سيكون من الصعب عليه الوصول الى الكرسي الرئاسي.
وفي حديث لـ "جسور" أكد الناشط في مجموعة مجتمع الكورة المستقل، جهاد فرح، أن "ائتلاف "شمالنا" يمثل امتداداً لثورة 17 أكتوبر/تشرين الاول 2019، ولا نريد إلغاء أي طرف، لكننا نطمح للتغيير". وأضاف "يطرح شمالنا، نفسه اليوم كقوة تغيير في الدائرة الثالثة، بالأخص من خلال الخطاب السياسي وتعاطيه مع باقي الأفرقاء في كل القضاء".
وعن حظوظ "شمالنا" في مواجهة الأحزاب والعائلات وتحالفاته المحتملة في الدائرة الثالثة، اعتبر فرح أن "قوى التغيير اليوم في موقع قوة، وقوتنا تنبع من الدعم الشعبي والمزاج العام الراغب بالتغيير ونحن متفائلين جدًا، رغم مواجهتنا الشرسة مع ماكينات إنتخابية لأحزابٍ متجذرة في السلطة". وأضاف، "من الباكر الحديث عن تحالفات، أولوياتنا اليوم العمل على هيكلتنا الداخلية الناشئة والتواصل مع كل شخص يشاركنا الأفكار نفسها".
ولم يعلن الائتلاف عن أسماء مرشحيه للإنتخابات النيابية اللبنانية المقبلة، واكتفى بإعلان آليته لإختيارهم. إذ تقوم على إنتخابات تمهيدية بمشاركة الناس في الأقضية الأربعة أي إشراك الناخبين في اختيار مرشحيهم وفق آلية منظمة يجري العمل عليها.
مجموعات الثورة
يعتبر مراقبون أن تعدد مجموعات الثورة سببه عدم قدرتها على خوض الإنتخابات النيابية المقبلة بشعارات ورؤية موحدة، مما قد يتسبّب بفشلها في الاستحقاق الانتخابي.
تعليقًا على هذا الموضوع، أشارت المديرة التنفيذية لمنظمة "كلنا إرادة"، ديانا منعم، في حديث لـ "جسور"، إلى أن "تحالفات عريضة بدأت تتبلور ولا خلافات بين مجموعات الثورة بل ترتيب للمنزل الداخلي، إذ أن لامركزية الثورة أدت إلى تشكيل مجموعات عدة من كل المناطق، وهدفنا اليوم التوفيق في ما بينها على صعيد كل لبنان، وترتيب كل مجموعة نفسها بحسب منطقتها. ففي طرابلس مثلًا، يتم العمل بشكل مكثف لبلورة أفكار مشتركة بين كل مجموعات المدينة إلا أن ذلك لا يدل على خلاف في ما بينها".
واعتبرت منعم، أنه "سنشهد ائتلافات لمجموعات كثيرة منبثقة من الثورة مع اقتراب موعد الانتخابات، وسنرى تموضع المعارضة بوجه السلطة".
وعن حظوظ الثورة في الخرق في مناطق تسيطر عليها الأحزاب، تجيب منعم: "لا تستمد السلطة الحالية قوتها من المؤسسات الدستورية، بل من تركيبات خارجة عن السلطة، لذلك الهدف من المشاركة في الانتخابات هو كسر إحتكار هذه الاحزاب للتمثيل الشعبي والطائفي في هذه المناطق". وتابعت، قائلةً: "بعد الانتخابات ممنوع على الثنائي الشيعي (حركة أمل وحزب الله) ان يقول أنا أمثل الشيعة أو أن يدعي جبران باسيل (نائب ورئيس التيار الوطني الحر) أنه يمثل 70 بالمئة من المسيحيين".
وأكدت منعم أن "الانتخابات المقبلة ستكون محطة أساسية في بناء فصل جديد للدولة اللبنانية، ولدينا فرصة ذهبية للحصول على كتلة نيابية وازنة تثبت للشعب أنه يوجد طرق أخرى لإدارة البلد والتعاطي في الشأن العام".
لا شك أن الثورة حققت الكثير رغم تشكيك البعض بنتائجها، إلا أن احتمال عدم قدرة المجموعات على التوحد عند وصولها الى حرم المجلس النيابي سيشكل صفعة للقوى التغييرية، التي تراهن على توحيد الجهود لخلق موازين قوى جديدة.
مجموعات الثورة
يعتبر مراقبون أن تعدد مجموعات الثورة سببه عدم قدرتها على خوض الإنتخابات النيابية المقبلة بشعارات ورؤية موحدة، مما قد يتسبّب بفشلها في الاستحقاق الانتخابي.
تعليقًا على هذا الموضوع، أشارت المديرة التنفيذية لمنظمة "كلنا إرادة"، ديانا منعم، في حديث لـ "جسور"، إلى أن "تحالفات عريضة بدأت تتبلور ولا خلافات بين مجموعات الثورة بل ترتيب للمنزل الداخلي، إذ أن لامركزية الثورة أدت إلى تشكيل مجموعات عدة من كل المناطق، وهدفنا اليوم التوفيق في ما بينها على صعيد كل لبنان، وترتيب كل مجموعة نفسها بحسب منطقتها. ففي طرابلس مثلًا، يتم العمل بشكل مكثف لبلورة أفكار مشتركة بين كل مجموعات المدينة إلا أن ذلك لا يدل على خلاف في ما بينها".
واعتبرت منعم، أنه "سنشهد ائتلافات لمجموعات كثيرة منبثقة من الثورة مع اقتراب موعد الانتخابات، وسنرى تموضع المعارضة بوجه السلطة".
وعن حظوظ الثورة في الخرق في مناطق تسيطر عليها الأحزاب، تجيب منعم: "لا تستمد السلطة الحالية قوتها من المؤسسات الدستورية، بل من تركيبات خارجة عن السلطة، لذلك الهدف من المشاركة في الانتخابات هو كسر إحتكار هذه الاحزاب للتمثيل الشعبي والطائفي في هذه المناطق". وتابعت، قائلةً: "بعد الانتخابات ممنوع على الثنائي الشيعي (حركة أمل وحزب الله) ان يقول أنا أمثل الشيعة أو أن يدعي جبران باسيل (نائب ورئيس التيار الوطني الحر) أنه يمثل 70 بالمئة من المسيحيين".
وأكدت منعم أن "الانتخابات المقبلة ستكون محطة أساسية في بناء فصل جديد للدولة اللبنانية، ولدينا فرصة ذهبية للحصول على كتلة نيابية وازنة تثبت للشعب أنه يوجد طرق أخرى لإدارة البلد والتعاطي في الشأن العام".
لا شك أن الثورة حققت الكثير رغم تشكيك البعض بنتائجها، إلا أن احتمال عدم قدرة المجموعات على التوحد عند وصولها الى حرم المجلس النيابي سيشكل صفعة للقوى التغييرية، التي تراهن على توحيد الجهود لخلق موازين قوى جديدة.