وصل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الى طهران بعد زيارة الى المملكة العربية السعودية حيث كان في مقدمة المستقبلين له على المطار الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الذي رحب به وبمرافقيه في المملكة العربية السعودية. كما كان في الاستقبال وزير التجارة ماجد بن عبدالله القصبي الوزير المرافق.
زيارتا الكاظمي للسعودية ضمن محاولات تقريب وجهات النظر بين البلدين، بحسب وكالة الأنباء العراقية الرسمية "واع". فما أهميّة وأبعاد هذه الزيارة؟
هدف الزيارات والقمم
يقول الكاتب والمحلّل السعودي نايف الوقاع في حديث لـ"جسور" أن "العراق جزء من منطقة الشرق الأوسط والأحداث على الساحة العراقية مهمّة للغاية وأي تحرّك في منطقة الشرق الأوسط سيكون العراق جزء منه." ويعتبر الوقّاع أن "أمرًا ما سيحدث في المدى القريب أو المتوسط والهدف هو التعامل مع البرنامج النووي الإيراني بشكل مباشر لأن ايران فشلت في تلبية متطلبات منظمة الطاقة الدوليّة أو مجلس الأمن أو من خمسة زائد واحد وبالتالي واضح أن الأمور تسير في اتجاه آخر."
بعد القمّة ليس كما قبلها
ويتابع: "لا شك أنه أعلن رسميًّا عن قمّة خليجية – أميركية بحضور الرئيس المصري (عبد الفتاح السيسي) وملك الأردن (عبد الله الثاني بن الحسين) ورئيس وزراء العراق"، ويضيف: "أيضًا عودة العلاقات السعودية – التركية الى مسارها الصحيح يًعطي مؤشّرا أن ما بعد هذه القمّة لن يكون كما كان قبلها والرسالة ستكون واضحة وليست سرًّا القمة واضحة أن هاجسها أمني".
قمّة المواجهة.. عسكريّا؟
ويعتبر الوقاع أن " أن نوايا ايران النووية واضحة وتسعى للتوسّع ولتدمير خارطة المنطقة وبالتالي أي إجراء ضد ايران حتى لو كان عسكريًّا هو مشروع وهو مطلب وضروري قبل أن تمتلك إيران السلاح النووي"فإذا امتلكته ستكون مواجهتها مكلفة جدًّا" ويشير الى أن ايران حزمت أمرها وستسير بهذا المشروع الى النهاية لأنه الوقود الذي يمدّ الثورة الإيرانية بالإستمرار وهو ما يلهّون به الشعب الإيراني الذي فقد كل شيء وكل مقوّمات الحياة الكريمة ، 60 الى 70% من الشعب الإيراني يعيش تحت خط الفقر"، ويضف: "ايران دولة متخلّفة بكل المقاييس ومحاصرة ومعزولة دوليّا وتلجأ للإرهاب لتصفية خصومها وبالتالي هذه القمة بالدرجة الأولى موجّهة لمواجهة ايران وربما ينتج عن هذه القمة تدخّل عسكري جراحي محدّد أو ربما تكون أيضًا مواجهة شاملة مع ايران".
ويعتبر الوقاع ان "العالم وخصوصا أوروبا التي كانت تُدافع عن ايران توصّلوا الى نتيجة مفادها أنه لا يمكن اعادة تأهيل النظام الإيراني ليكون دولة رشيدة في المنطقة والمواجهة أصبحت حتميّة" متسائلا: "هل هي مواجهة شاملة عبر عمليات عسكرية جراحية موجهة لمراكز النفوذ الإيراني وأماكن تخزين وتصنيع الصواريخ وأيضا الأبحاث النووية؟ الأيام المقبلة ستكشف".
زيارة الكاظمي
وكانت وكالة الأنباء العراقية الرسمية "واع" قد نقلت عن مصادر مطلعة قولها إن "الزيارتين الى الرياض وطهران تأتيان في إطار المشاورات التي أجرتها السعودية وايران في بغداد أخيراً ". وأوضحت أن الكاظمي سيناقش في خلال زيارته المرتقبة ملفات عديدة من بينها العلاقات الدبلوماسية بين ايران والسعودية.