بدأت تظهر في لبنان عادات لم يختبرها اللبنانيون سابقاً. فالأزمة الاقتصادية والمعيشية الأسوأ منذ عام 1850 بحسب تصنيف البنك الدولي، قلبت حياتهم رأسا على عقب مع تراجع القوة الشرائية للعملة المحلية بشكل دراماتيكي.
فقد غيرت الأزمة الاقتصادية والمعيشية الطاحنة التي يعيشها اللبنانيون منذ سنتين، عادات الآلاف منهم وبدأت تظهر في البلاد عادات لم يختبرها سابقاً الكثيرون. إنها "التوك توك". فقد حل هذا الضيف المستجد اخيرا على البلاد، وبدأت تلك المركبات الصغيرة التي لا تستهلك الكثير من الوقود تظهر بقوة في عدد من المدن والبلدات.
سيارة الغلابة والمبادرات
من طرابلس شمال البلاد إلى البترون، وبعض أحياء العاصمة بيروت، ظهر التوك توك أو "سيارة الغلابة" كما يطلق عليه في مصر، لا سيما مع ارتفاع تكلفة البنزين حتى لمن يملك سيارته الخاصة، وغياب وسائل النقل العام المؤهلة للعمل. كما برزت مبادرات خاصة لتسيير حافلات ركاب بتعرفة منخفضة، فضلاً عن استخدام الدراجات الهوائية. فقد أطلق القطاع الخاص اخيرا عدة مبادرات لتسيير حافلات تنطلق عموماً من مناطق بعيدة نسبياً عن بيروت، وتسير وفق خطوط منتظمة وفي مواعيد محددة، الأمر الذي قد يبدو عادياً في أي بلد، لكن ليس في لبنان، حيث الحافلات العامة متهالكة وغير منتظمة. ويشكو البعض من أنها قد تكون أحياناً مساحة غير آمنة خصوصاً للنساء اللواتي قد يتعرضن فيها أحيانا للتحرش أو النشل.