يُغلق باب تسجيل أسماء المغتربين اللبنانيين، في 20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، للاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان، في حين تُنظّم حملات لتشجيع المغتربين للتصويت، على اعتبار أنّهم قادرون على تغيير المعادلات السياسية في الداخل.
ثمانية أيام باقية، قبل انتهاء المهلة لتسجّل المغتربين اللبنانيين للاقتراع في الانتخابات البرلمانية المقبلة في لبنان، فيما تتسارع الدعوات لحثّ المغتربين على التسجيل لإحداث فارق وإزاحة "السلطة الحاكمة" التي أودت بالبلد إلى الانهيار.
أمام هذا المشهد، وفي ظل الإرباك الذي لفّ العملية الانتخابية الخاصة بالمغتربين، وعدم اتضاح الصورة تجاه كيفية اقتراعهم ومن هم المرشحين وجدية إجراء الانتخابات في موعدها؛ فما هي نسب تسجيل المغتربين اللبنانيين حتى الآن؟ هل تأثّرت حماستهم للاقتراع والتغيير؟ وما هي هواجسهم؟
110 آلاف
يرى الباحث اللبناني في الشركة الدولية للمعلومات، محمد شمس الدين، في حديث لـ"جسور"، أنه بعد 20 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، وعلى ضوء الأرقام "سيكون لدينا إجابات حاسمة وقاطعة حول مدى تأثير اللبنانيين في دول الإغتراب على الانتخابات المقبلة"، معتبراً انه "ومع تسجّل 110 آلاف حتى اليوم، فإن الرقم مرتفع ولا تزال هناك فرصة في الأيام الـ8 المتبقية، وفي حال وصل العدد الى 150 ألفاً فد يُحدث المغتربون فارقاً".
مقارنة بانتخابات عام 2018، يُذكِّر أنه "أتيح للبنانيين غير المقيمين في لبنان، الاقتراع في أماكن سكنهم في الخارج، وللمرّة الأولى عام 2018. وتسجَّل حينها، 83 ألفاً منهم، واقترع 47 ألفاً من أصل هذا العدد أي بنسبة 52%".
ويعلّق شمس الدين، بأن "47 ألف مغترب اقترعوا قبل ثلاثة أعوام، وهذا الرقم يُمثّل نسبة 2.5% من إجمالي المقترعين في كل لبنان". موضحاً أن "هذه الأعداد كانت ضعيفة، ولم يُحدث اقتراع غير المقيمين أي تأثير في الانتخابات الماضية، كما لم يبدّل في النتائج".
أما اليوم، فأوضح شمس الدين، أن "عدد اللبنانيين المغتربين الذين يحق لهم الاقتراع، فهو حوالي 820 ألفاً، وحتى الآن تسجّل منهم 110 آلاف، وهذا رقم مرتفع".
مشيراً إلى أنه "في حال وصل العدد الى 150 ألفاً، واقترع منهم نحو 100 ألف، فسيكون هذا الرقم مرتفع جدا وقد يؤدي الى التعديل في بعض النتائج وفي عدد الدوائر".
واعتبر أنه وبعد إٌفال باب التسجيل في 20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وعلى ضوء الأرقام المسجّلة وتوزّعها على الطوائف والدوائر الـ15، "يُمكننا التقييم بدقّة، مدى إمكانية التأثير في النتائج من عدمه".
التردّد
أما بشأن أسباب تردّد اللبنانيين غير المقيمين في التسجيل، يرى شمس الدين، أن ذلك يحدث لأسباب عدّة؛ منها: عدم وجود مركز قريب من الراغب في التسجيل، وفي بعض البلدان المتواجد فيها عدد قليل من اللبنانيين لا توجد فيها مراكز اقتراع أصلاً، وبعضهم سيتعيّن عليه قطع مسافات طويلة للوصول الى مركز اقتراح ودفع كلفة مرتفعة.
وأضاف: "اذا لم يكن لدى الراغب بالتسجيل أو الناخب، دافعاً حزبياً أو سياسياً أو طائفياً فإنّه قد لا يُقدم على تحمّل هذه المشقّة للانتقال من منطقة إلى أخرى في بلد إقامته، بهدف التسجيل أو الاقتراع لاحقاً".
وتابع: "كما وأن قسماً من المغتربين اللبنانيين، يعتبر أن صوته لن يُحدث فارقاً، لذلك يُقرّر عدم تحمّل هذه المشقّة، إضافة إلى أن عدم حسم موضوع اقتراعهم لـ6 نواب أو وفق الدوائر الـ15 بشكل نهائي، مُمكن أن يكون أثّر في قرارهم".
توزّع قوى الــ2018
وأوضح شمس الدين أنه في انتخابات عام 2018، تسجّل في كندا 11 ألفاً و228 مغترباً، واقترع منهم 6 آلاف و480. وفي أستراليا تسجّل 11 ألفاً و825، واقترع منهم 6 آلاف و307. وفي الولايات المتحدة الأميركية، تسجّل 10 آلاف واقترع منهم 5 آلاف و171. أما في فرنسا فتسجّل 8 آلاف و370 واقترع منهم 4 آلاف و900. وفي ألمانيا تسجّل 8 آلاف و355 واقترع 4 آلاف و417. وفي الدول العربية، تصدّرت الامارات نسبة التسجيل حينها، حيث تسجّل 5 آلاف و166 شخصاً، واقترع منهم 3 آلاف و115. مما يعني أن هذه الدول الـ6 حازت على أكبر نسبة من المقترعين وبلغت 60%.
الأرقام في عدد المتسجلين المقيمين بالخارج، خلال انتخابات 2018، كانت الأكبر في دائرة البترون والكورة وزغرتا وبشري شمالي لبنان، وبلغ عدد المتسجلين من هذه الدائرة في الخارج، 12 ألفاً و337 واقترع منهم 7 آلاف و528. أما الثاني فكان بدائرة الشوف وعاليه وبلغ عدد المغتربين المسجلين 8 آلاف و347 واقترع منهم 4 آلاف 987.
أما بالنسبة للتغيير المأمول على مستوى مقاعد البرلمان اللبناني، فإن توزّع المقترعين على القوى الحزبية في لبنان في انتخابات 2018، كان وفقاً شمس الدين على الشكل التالي: في المرتبة الأولى، جاء حزب "القوات اللبنانية" (برئاسة سمير جعجع) بنسبة 7 آلاف و659 صوتاً، فيما اقترع لـ"التيار الوطني الحر" (برئاسة النائب جبران باسيل) 6 آلاف، أما "حركة أمل" (برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري) فحصدت 4 آلاف و 109 أصوات. بينما حصل "حزب الله" الموالي لإيران، على 3 آلاف و856 صوتاً. وتيار "المستقبل (برئاسة رئيس مجلس الوزراء السابق سعد الحريري) فنال ألفين و225 صوتاً. فيما نال الحزب "التقدمي الاشتراكي" (برئاسة النائب السابق وليد جنبلاط) 827 صوتاً. و "جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية" نالت ألفاً و324 صوتاً. و"حزب المردة" (برئاسة سليمان فرنجية) نال ألفاً و50 صوتاً. و"حزب الكتائب اللبنانية" (برئاسة النائب المستقيل سامي الجميل) فنال ألفا و16 صوتاً، و"حزب الطاشناق" فقد نال 745 صوتاً.
الاختلاف اليوم
العدّ العكسي بدأ، فيما تتزايد على اللبنانيين، يوماً بعد يوم، الكوارث المتعاقبة حتى أثقلتهم وأصبحوا عاجزين أمام "سلطة" غر آبهة لمن تمثّل، همّها معركتها في الوجود ومصالحها الشخصية على حساب المواطن.
وأمام هذا المشهد، غرّد أحد اللبنانيين المغتربين، قائلاً: "تسألني لماذا عليك أن تتسجّل؟ أقول لك: لكي تقاوم، لكي تبقى، لكي لا تنفصل عن لبنان الذي هو جزء منك".
وقال آخر: "تسجّلت لكي يكون عدد المسجّلين، وحده، عقوبة".
Ami tu me demandes pourquoi t’inscrire?
— Alexandre Z Karkour 🇱🇧 🇫🇷 (@AZKARKOUR) November 12, 2021
Pour résister, pour exister, pour ne pas te désister du #Liban que tu es
Pour gronder ta colère, pour ne plus te taire, ne pas déclarer KO face au chaos
Pour rugir ta haine, pour surgir de ta peine, pour que le sang fouette tes veines#Vote pic.twitter.com/PdTwnkNcNU