في وقت يشهد فيه لبنان تخبطاً سياسياً وأمنياً خطراً، توالت في الفترة الاخيرة بعض الأخبار في مدينة طرابلس (شمالي لبنان) عن اختفاء عدد من الشبان ما دون العشرين، أو قاصرين في ظروف غامضة، ومعظمهم من منطقتي باب التبانة والقبة، ثم تبيّن تباعًا أن هؤلاء التحقوا بتنظيم داعش الإرهابي في العراق.
وترافق ذلك مع تبليغ أهالٍ في المدينة مخافر أمنية عن اختفاء أولادهم، وحديث عائلات عن تلقّيها اتصالات من أولادها الذين قالوا إنهم التحقوا بالتنظيم في بغداد، وبعضهم عمد الى إرسال أموال الى ذويهم.
تحذير من هجمات
وبحسب مصادر مطّلعة، فإن الحديث هو عن نحو 35 شاباً، علماً بأن الخلاف بين الأجهزة الأمنية اللبنانية كبير حول العدد، إذ تؤكد معلومات استخبارات الجيش أن العدد يتجاوز الـ 65 شخصاً، فيما تتحدث ارقام قوى الأمن الداخلي عن 35 فقط، وأن بعض من عدّهم الجيش في عداد الإرهابيين ليسوا سوى شبان توجّهوا الى تركيا في محاولة للوصول الى اليونان وأوروبا.
وفي هذا الاطار، أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني، العميد الركن المتقاعد الدكتور أمين حطيط، في إتصال مع "جسور" أنّ الرقم الفعلي للشبان الذين إلتحقوا بصفوف داعش هو 100، كاشفا عن وجود شبكة داخلية في طرابلس تجنّد الشبان ليتم ترحيلهم بعد ذلك إلى العراق، وهذا التجنيد ليس فقط لسوريا والعراق.
وتخوّف حطيط من وقوع هجمات إرهابية في الداخل اللبناني خلال الفترة المقبلة التي تفصلنا عن موعد الانتخابات النيابية في شهر مايو/ أيار المقبل.
وفي هذا الاطار، أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني، العميد الركن المتقاعد الدكتور أمين حطيط، في إتصال مع "جسور" أنّ الرقم الفعلي للشبان الذين إلتحقوا بصفوف داعش هو 100، كاشفا عن وجود شبكة داخلية في طرابلس تجنّد الشبان ليتم ترحيلهم بعد ذلك إلى العراق، وهذا التجنيد ليس فقط لسوريا والعراق.
وتخوّف حطيط من وقوع هجمات إرهابية في الداخل اللبناني خلال الفترة المقبلة التي تفصلنا عن موعد الانتخابات النيابية في شهر مايو/ أيار المقبل.
قضية معزولة
في المقابل، شدّد الصحافي اللبناني أسعد بشارة، في حديث لـ"جسور"، على ضرورة إسناد هذا الملف إلى الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي نظرا للكفاءة والقدرة التي يمتلكانها في طريقة معالجتهما لهذا الموضوع من دون الذهاب كالعادة إلى الإختباء وراء هذه القضية لإتهام طرابلس بالإرهاب.
وأكد بشارة أنّ هذه القضية معزولة، وأنّ هناك من يسعى لتضخيمها لغرض إستعمالها للتهويل بأحداث أمنية وهذا أمر خطر، فالجيش وقوى الأمن الداخلي يتحملان المسؤولية بجدارة وهذه المؤسسات الأمنية والعسكرية تستطيع أن تعالج هذه المسألة من الزاوية الصحيحة.
وكانت الأمم المتحدة حذّرت في شهر تموز / يوليو الماضي، من أن تهديد الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة آخذ في التوسع والانتشار في العديد من مناطق العالم، وأشار التقرير الذي قدّمه إلى مجلس الأمن فريق المراقبة التابع للأمم المتحدة، المكلّف بتتبع التهديدات الإرهابية في جميع أنحاء العالم، الى أن تلك الجماعات الأصولية تشكل تهديداً متزايداً في معظم أنحاء افريقيا وسوريا والعراق وأفغانستان.
وأكد بشارة أنّ هذه القضية معزولة، وأنّ هناك من يسعى لتضخيمها لغرض إستعمالها للتهويل بأحداث أمنية وهذا أمر خطر، فالجيش وقوى الأمن الداخلي يتحملان المسؤولية بجدارة وهذه المؤسسات الأمنية والعسكرية تستطيع أن تعالج هذه المسألة من الزاوية الصحيحة.
وكانت الأمم المتحدة حذّرت في شهر تموز / يوليو الماضي، من أن تهديد الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة آخذ في التوسع والانتشار في العديد من مناطق العالم، وأشار التقرير الذي قدّمه إلى مجلس الأمن فريق المراقبة التابع للأمم المتحدة، المكلّف بتتبع التهديدات الإرهابية في جميع أنحاء العالم، الى أن تلك الجماعات الأصولية تشكل تهديداً متزايداً في معظم أنحاء افريقيا وسوريا والعراق وأفغانستان.
السقوط في مرمى داعش!
ويلجأ تنظيم داعش، بحسب خبراء أمنيين إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، في عمليات استقطاب الشباب بشكل كبير، وذلك بعد متابعة نشاط المراهقين على صفحاتهم الاجتماعية ودراسة حالاتهم النفسية والاجتماعية، حيث يتم تحديد من هم الأكثر قابلية للتجاوب مع أفكار التطرف، بالاستناد إلى حماستهم الدينية أو وضعهم الاقتصادي المزري وحال اليأس التي وصلوا إليها وحتى المظلومية الأمنية من خلال إيهامهم بأنهم مطلوبون وأن بحقهم ملفات أمنية.
وبعد تحديد المستهدفين، يبدأ عناصر من التنظيم ومنهم من أبناء طرابلس، وسوريون مقيمون فيها، بمحاورتهم وإقناعهم، وبعد الاستقطاب الفكري يأتي دور التجنيد، وهذه المرحلة لا تخلو من دفع المال للضحايا الذين يتم إعدادهم نفسياً لإبعادهم عن عائلتهم، وذلك بعد إقناعهم أن أفرادها "عصاة" كونهم ارتضوا بهذه المنظومة الاجتماعية التي يعتبرونها كافرة.
وبعد تحديد المستهدفين، يبدأ عناصر من التنظيم ومنهم من أبناء طرابلس، وسوريون مقيمون فيها، بمحاورتهم وإقناعهم، وبعد الاستقطاب الفكري يأتي دور التجنيد، وهذه المرحلة لا تخلو من دفع المال للضحايا الذين يتم إعدادهم نفسياً لإبعادهم عن عائلتهم، وذلك بعد إقناعهم أن أفرادها "عصاة" كونهم ارتضوا بهذه المنظومة الاجتماعية التي يعتبرونها كافرة.
تعاون لبناني - عراقي
بحسب المعطيات، فإنّ تعاوناً يحصل بين الأجهزة الأمنية اللبنانية، على رأسها فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، وبين الأجهزة الأمنية العراقية لملاحقة ملفّ هؤلاء، بعدما تبيّن أن لدى فرع المعلومات معلومات استعلامية بشرية وتقنية تفيد بوجود بعضهم في مناطق كركوك.
وأفادت مصادر عراقية بأنهم ربما يكونون في مناطق جبلية يصعب على الأجهزة الأمنية الوصول إليها، كما أن بعضهم ربما يتحركون مع مجموعات تابعة لـداعش في مناطق في غرب العراق، وصولاً الى مناطق في البادية السورية القريبة من الحدود العراقية.
المعلومات نفسها تشير الى أن عمليات تهريب هؤلاء الشبان لا تتم عبر تركيا، بل إن معظمها تمّت عبر سوريا، بواسطة مهربين سوريين كانوا يتقاضون ما يصل الى 1500 دولار مقابل نقل كل شخص عبر الحدود مع لبنان الى الحدود مع العراق، كما أن الشبان يملكون وسائل تواصل مع أشخاص عملوا على تجنيدهم، وقد تبيّن أن بينهم أشخاصاً أُوقفوا سابقاً في لبنان بتهمة الانتماء الى داعش، وغادروا لبنان مجدداً الى سوريا والعراق بعد خروجهم من السجن ومنهم من أجلتهم القوات الأميركية من سجون خاصة في مناطق شرق سوريا وسلّمتهم الى الجيش اللبناني.
وأفادت مصادر عراقية بأنهم ربما يكونون في مناطق جبلية يصعب على الأجهزة الأمنية الوصول إليها، كما أن بعضهم ربما يتحركون مع مجموعات تابعة لـداعش في مناطق في غرب العراق، وصولاً الى مناطق في البادية السورية القريبة من الحدود العراقية.
المعلومات نفسها تشير الى أن عمليات تهريب هؤلاء الشبان لا تتم عبر تركيا، بل إن معظمها تمّت عبر سوريا، بواسطة مهربين سوريين كانوا يتقاضون ما يصل الى 1500 دولار مقابل نقل كل شخص عبر الحدود مع لبنان الى الحدود مع العراق، كما أن الشبان يملكون وسائل تواصل مع أشخاص عملوا على تجنيدهم، وقد تبيّن أن بينهم أشخاصاً أُوقفوا سابقاً في لبنان بتهمة الانتماء الى داعش، وغادروا لبنان مجدداً الى سوريا والعراق بعد خروجهم من السجن ومنهم من أجلتهم القوات الأميركية من سجون خاصة في مناطق شرق سوريا وسلّمتهم الى الجيش اللبناني.
إستعادة الشبان؟
في المقابل، أفادت مصادر متابعة بأن الجماعة الإسلامية تقوم بمساع مع دار الفتوى وأجهزة أمنية لإعادة شبان طرابلس الذين التحقوا بداعش في العراق في الشهرين الماضيين وتخطى عددهم الـ100 بعد تأمين ضمانات لهم بعدم الملاحقة خصوصا أولئك الذين ليس بحقهم مذكرات توقيف سابقة.