أعلن تنظيم "داعش" الارهابي في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، انه اعدم ضابطا في وزارة الداخلية العراقية هو العقيد ياسر الجوراني، بعد أيام قليلة من خطفه.
وبعد خروج قوات التحالف الدولي من بغداد وحملة العنف الجديدة للتنظيم، هل من تخوّف من عودة "داعش" باستراتيجيات جديدة؟
نشاطات
في حديث لـ"جسور"، يعتبر المحلل السياسي العراقي غالب الدعمي أن "هذا الإغتيال لا يعتبر من نشاطات داعش وإنما هم أهداف ذهبوا لداعش وهي لم تأت إليهم" ويوضح أن العقيد الجوراني مدير الجنسية لمنطقة الأعظمية في بغداد ولا ينتمي للقوات القتالية وإنما كان مع أربعة ضباط، قتلوا جميعهم من قبل داعش وكانوا في رحلة صيد في منطقة محفوفة بالمخاطر وقريبة إلى جبال حمرين"، ويضيف أن "الجوراني لم يأخذ معه حماية رغم ان المنطقة خطرة".
اللاعودة
ورداً على سؤال حول مخاوف من عودة داعش خصوصا بعد خروج القوات الأميركية من العراق، قال الدعمي: "لا أعتقد أن داعش سيعود مجددا في هذا الظرف أبداً فهو أضعف ما يكون والقوات الأمنية بحاجة إلى القليل من الدعم وتستطيع تدمير أي قوة لداعش."
وفي موضوع سيناريوهات المواجهة، أشار إلى أن السيناريو يكون "بدعم الحكومة العراقية للقوات الأمنية المرابطة هناك، مادّياً ولوجيستياً".
وفي موضوع سيناريوهات المواجهة، أشار إلى أن السيناريو يكون "بدعم الحكومة العراقية للقوات الأمنية المرابطة هناك، مادّياً ولوجيستياً".
التوقيت
بدوره، يعتبر المحلل السياسي العراقي أحمد الياسري في حديث لـ"جسور" أن "التوقيت هو محفّز لداعش ويشبه إلى حدّ بعيد مشاهد الـ2014، فحال الإنقسام السياسي اليوم والصدام الايراني - الأميركي دافع له ويستغلّ هذا التوتر مما سيجعل قواعد الاشتباك في العراق قواعد غير منتظمة". ويشير إلى أنه في أفغانستان، سيطرت طالبان بالطريقة التي سيطرت فيها وتمدّدت بشكل سريع بسبب حال الانقسام السياسي في البلاد التي شكّلها الخروج الأميركي وهذا محفّز للقوى الراديكالية الأخرى التي تقوم بنفس الشيء في العراق."
قوة مركزية – لا مركزية
وأوضح الياسري أن "داعش سيقوم بعمليات نوعية والمهم أن تصمد المنظومة الأمنية العراقية ولا تسقط المدن بيد داعش . فإذا لم تسيطر داعش على المدن تبقى القوات تقوم بحرب عصابات فقط ولكن ان سيطرت على المدن فتتحوّل إلى قوة مركزية، وهذا تهديد مقلق ومكلف جداً."
الحكومة
واعتبر المحلل السياسي أنه "إن حصل انفتاح سياسي وتفاهم وتشكيل حكومة بشكل سريع تكون مستقلّة وقوية وتمتلك قرارها إضافة إلى عدم حصول صدام بين الاجنحة العسكرية والفصائل والاحزاب مع الدولة أي قرار سياسي منظّم لمواجهة داعش، فهي لا تمتلك امكانيات اللوجستية والعسكرية لكي تكرّر مشهد 2014 ولأسباب متعددة بحسب قوله أبرزها أنها لا تمتلك اليوم قواعد في كل المدن العراقية وهي أشبه بتنظيم وكأنه وافد بالمناطق الوعرة وبجغرافية معقدة وهذا مؤشر أن هناك بيئة طاردة لداعش إضافة إلى التنوع في العراق من حيث الحماية ومن الصعب أن تدخل داعش مناطق شيعية وكردية والسنية أيضاً."
الجوراني
وكان تنظيم "داعش" أعلن عن إعدامه مدير جوازات مدينة الأعظمية في بغداد، العقيد ياسر الجوراني بعد أيام قليلة من خطفه، بحسب ما نشر التنظيم في حسابات له بمواقع التواصل. وكان عناصر من التنظيم خطفوا الجوراني وثلاثة من أصدقائه، حين كانوا قبل أسبوعين في رحلة صيد برية عند بحيرة "حمرين" في محيط قضاء خانقين بمحافظة ديالى، فأعدم التنظيم اثنين منهم بينما تمكنت القوات العراقية من تحرير الثالث، إلا أنه توفي بعد عملية تحريره.