قبل حوالي شهر من ذكرى سقوط "داعش" الذي أعلنته قوات سوريا الديمقراطية في 22 آذار / مارس 2019، تستعيد بعض الخلايا الإرهابية نشاطها في المنطقة العربية بصورة تبدو أخطر من تلك التي كان عليها منذ ثلاث سنوات، إذ تحولت الدولة التي أنشأها التنظيم إلى خلايا متفردة ومنفردة في أماكن مختلفة. لكن، من يموّل هذا التنظيم الإرهابي؟ ولماذا "داعش" يزدهر في سوريا والعراق تحديداً؟
يؤكد المحلل السياسي، الخبير القانوني العراقي أمير الدعمي، في حديث لـ"جسور"، أن "وجود داعش لم ينتهِ تماماً من المنطقة، وهناك أطراف سياسية وعسكرية "من هنا وهناك" تستفيد منه كـ"شمّاعة" لتبقى موجودة في الساحة، كالولايات المتحدة الأميركية".
ويشبّه الدعمي "داعش" بـ"الطفيليّات" التي تعتاش على "الأزمات والصراعات السياسية على السلطة والمشاكل التي تفتعلها الأحزاب السياسية القادرة أن توقظ الجيوب النائمة، لذلك اختار العراق وسوريا، حيثُ الأرض "رخوة" والصراع السياسي والإرباك الأمني دائم ولا إستقرار".
ويضيف: "أمّا لبنان، فأيضاً الأرض رخوة والصراع السياسي دائم لكن لا تمويل كافٍ، ومن المرجح ان تكون الأزمة الاقتصادية أحد أسباب عدم وجود نشاط كبير لداعش فيه، لكن بعض اللبنانيين لديهم نشاطات مع "داعش" خارج الأراضي اللبنانية، كالمئات الذين تمركزوا على الحدود العراقية – السورية في فترة من الفترات، وغيرهم الذين تمّت تصفيتهم على أيدي القوات العراقية منذ أيام بعد مجزرة العظيم".
مجتمعات سنية مهمّشة
من جهة أخرى، ترى صحيفة "وول ستريت جورنال" أن "تنظيم داعش ازدهر من خلال عمليات التهريب والابتزاز وتجنيد الاتباع ببطء من خلال الاعتماد على مجتمعات عربية سنية مهمشة".
وذكر سكان محليون، ومسؤولون غربيون، إن التنظيم يوسع نفوذه بهدوء في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.
وقالت المتحدثة الإقليمية للخارجية الأميركية، جيرالدين غريفث في حديث صحافي، إن "التحالف يعمل على جميع الأصعدة لتجفيف منابع تمويل داعش وبناء شبكة دولية لمكافحة الفروع الناشطة في كافة أنحاء العالم بالإضافة إلى محاربة الأفكار المتطرفة".
وتابعت: "ندرك أن هناك صعوبات إضافية لذلك نواصل جهودنا الدولية مع شركائنا في المنطقة لهزيمة داعش بشكل تام".
وأضافت أنه "يتم تدريب أكثر من مئتي ألف من قوات الأمن العراقية، والولايات المتحدة تعمل على تعزيز قدرات هذه القوات لمكافحة هذه التنظيمات".
جريمة العظيم
وكانت خلية الإعلام الأمني العراقية قد أعلنت عن تمكّن جهاز الأمن الوطني من تحديد موقع المجموعة الإرهابية التي نفذت جريمة "العظيم" والقضاء عليها بالكامل.
وأشارت الخلية إلى مقتل 9 إرهابيين إثر استهدافهم في منطقة "حاوي العظيم" في ديالى بثلاث غاراتٍ جويةٍ.
ومن بين هؤلاء القتلى الإرهابيين، ثلاثة لبنانيين من منطقة طرابلس شمال لبنان.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية في وقتٍ سابق بتجنيد شبّان من الشمال اللبناني لصالح تنظيم "داعش".
وقبلها، قُتل 11 جنديا عراقيا بهجوم لتنظيم "داعش" في محافظة ديالى بشرق البلاد.
وفي التفاصيل، شنت مجموعة من عناصر "داعش" تضم نحو 10 مقاتلين، هجوما على أحد مواقع الفرقة الأولى في الجيش العراقي، وقتلت 11 جنديا. واستخدم التنظيم في الهجوم أسلحة متوسطة، بالإضافة إلى قناص.