أزمة تلو أخرى، سجالات، وتوتر يفتعله بعض اللبنانيين، هكذا هي العلاقات اللبنانية - الخليجية اليوم خصوصًا مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، والسبب الجديد تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي.
وضع الوجه الإعلامي اللبناني المعروف جورج قرداحي نفسه في قلب أزمة دبلوماسية وسياسية بسبب تصريح سابق له بشأن الحوثيين وحرب اليمن أغضب دول الخليج وتبرأت منه الحكومة اللبنانية، دافع الأخير عن نفسه ورفض الاستقالة لكن الجدل مستمر وتداعياته بدأت تتوالى فصولا.
إغلاق مكاتب قناة "إم بي سي" في لبنان
قالت صحيفة "عكاظ" السعودية إنّ إدارة مجموعة MBC تتوجه لإغلاق جميع مكاتبها في لبنان بشكل نهائي وانتقالها بكامل معداتها إلى الرياض، على خلفية تصريحات قرداحي.
وكان رئيس مجلس إدارة مجموعة MBC وليد بن إبراهيم آل إبراهيم، استنكر كلام قرداحي معتبرا أنه "اتهامات مغرضة" بحق السعودية والإمارات.
وأضاف أن "المواقف الصادرة عن قرداحي مستغربة جدا وغير مقبولة بتاتا، وهي لا تعبر إلا عن الآراء السياسية المنحازة والمنحرفة لمطلقيها، والمجحفة بحق ثوابتنا وتضحياتنا ومواجهتنا شبه اليومية للاعتداءات الإرهابية على أهلنا وأراضينا في المملكة، والعابرة للحدود والقيود، في لبنان واليمن والعراق وغيرها من الدول العربية التي تخضع لمنطق الإرهاب وسطوة السلاح".
لا علاقة لقرداحي؟
في المقابل، كشفت مصادر من داخل قناة "أم بي سي" ألا علاقة لتصريحات قرداحي بانتقال القناة إلى السعودية، كاشفة أنّ القناة كانت تتحضّر في الأساس للانتقال تدريجياً من لبنان إلى السعودية مع موظفيها ومعداتها، والموضوع لن يكون بين يوم وليلة بل سيحتاج نحو 6 أشهر.
ماذا قال قرداحي؟
وأبدى السعوديون استهجانهم الكبير لاعتبار قرداحي أن الحوثيين، الذين تقود السعودية تحالفاً عسكرياً ضدهم في اليمن، هم في حالة دفاع عن النفس.
التصريح خلف أزمة سياسية ودبلوماسية رغم أن تسجيل الحلقة التي ظهر فيها كان قبل أن يتولى قرداحي وزارة الإعلام في لبنان.
لكن توقيت تسجيل المقابلة لم يشكل أي حجة تخفيفية للاحتقان الجديد مع السعودية، الذي بعد أن ظهر بشكل أساسي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بدأ الآن يأخذ بعداً دبلوماسياً.
أما لبنان الرسمي فسارع للنأي بنفسه عن كلام قرداحي الذي لا يعبر عن "رأي الحكومة ولا رئيس الجمهورية ولا رئيسها"، حسب ما صرّح رئيس الوزراء نجيب ميقاتي نفسه.
وفي النهاية سيتم التعامل بطريقة أو بأخرى مع "سجال قرداحي"، فهو لا يشكل بحد ذاته سوى عارض جديد لأزمة أعمق بكثير مستعصية ومتشابكة٬ في وقت قد تبدو فيه السعودية مستعدة للانفتاح على إيران نفسها أكثر من استعدادها للانفتاح على لبنان.