إشارات توحي بتقارب بين تركيا والمملكة العربية السعودية تم رصدها بعد تراجع ملحوظ في العلاقات بين البلدين دام لبضع سنوات. وكانت العلاقات التركية السعودية تسير على نحو إيجابي إلى حين الربيع العربي، إذ إن تبني الدولتين مواقف مختلفة بخصوص الثورات في الدول العربية أدى إلى تراجع كبير في العلاقات بينهما.
في عام 2021 أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اتصالاً هاتفياً مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، في إطار قمة مجموعة العشرين، وكان الإتصال بمثابة أول تواصل رفيع المستوى بين البلدين منذ مدة طويلة. وفي الفترة الاخيرة أعلن الرئيس أردوغان أنه سيجري زيارة رسمية إلى السعودية في فبراير/ شباط المقبل.
لا تغيرات هامة طرأت على صعيد مواقف الدولتين خصوصاً اقليمياً، إلا أن التطورات خلال الفترة الأخيرة، ادت الى انخفاض حدة التوتر بين البلدين لصالح رغبة متبادلة في الإرتقاء بمستوى العلاقات بين الرياض وأنقرة. ولعل ضعف مظلة الأمن الأميركية، ومبادرة الحزام والطريق الصينية، والتنافس الإقتصادي بين الفواعل الإقليمية من العوامل التي ساهمت بهذا التقارب أيضاً.
تعاون اقتصادي – جيوسياسي ؟
سيوفر التقارب بين الرياض وأنقرة مكاسب للدولة التركية أبرزها المساهمة في رفع مستوى علاقاتها مع مصر وإسرائيل، وكذلك تحقيق أهدافها بخصوص الصادرات، وتغلبها على الصعوبات التي يواجهها اقتصادها.
ومن المتوقع أن ينتهي "الحظر غير الرسمي" المفرض على البضائع التركية في السعودية عقب الزيارة المرتقبة للرئيس أردوغان، ومن ثم ستواصل الشركات التركية أعمالها في السعودية من حيث توقفت.
ومن المحتمل أن يكون التقارب أولا في المجالات الاقتصادية وأن ينعكس ذلك في المستقبل القريب على مجالات التنافس الجيوسياسي.