شكل الهجوم الذي نفذه تنظيم داعش على مقر للجيش العراقي في محافظة ديالى نقطة تحول في التعاطي الامني مع الخطر الارهابي بإعتباره الاعنف بين الهجمات منذ أشهر.
وكانت مجموعة تضم أكثر عشرة مسلحين، استهدفت سرية للجيش العراقي في محافظة ديالى بأسلحة متوسطة من قاذفات صواريخ ورمانات يدوية ما أسفر عن مقتل 11 عشر جندياً من ضمنهم ضابط برتبة ملازم أول.
وفي الاونة الاخيرة ، ارتفعت وتيرة الهجمات الارهابية على مناطق عراقية لتتحول إلى شبه أسبوعية رغم عشرات الحملات الأمنية والعسكرية من قبل القوات العراقية لصدها .
حرب استباقية
واليوم باتت الحكومة العراقية أمام واقع جديد يفرض عليها اجتثاث بقايا التنظيم. وهو ما تطرق إليه لواء القوات الخاصة العراقية، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة في العراق، اللواء يحيى رسول في حديثه لـ" جسور" جازماً بأنه ومنذ لحظة تنفيذ الهجوم كانت واضحة بصمات داعش وأنه من توقيع التنظيم.
وكشف رسول عن تغيير في قواعد الاشتباك لمواجهة الخطر الإرهابي قائلا: "علينا التركيز على العمل الاستخباراتي وتكثيف الجهود بين الأجهزة الأمنية وتوحيدها بهدف إنجاز عمليات استباقية للقضاء نهائياً على من تبقى من عناصر داعشية" معلناً عن إتخاذ القرار الأمني بناء على "مراجعة الحسابات بشكل دقيق وعدم إعطاء الفرصة لتنظيم داعش لزعزعة الاستقرار الأمني في العراق مجدداً".
وردا على سؤال عما اذا كان التنظيم استعاد قوته كما في السابق؟ ينفي رسول الامر فالتنظيم الذي فقد سيطرته على مناطق كاملة لا تتعدى الهجمات التي يشنها بين الحين والآخر في العراق الرسائل ليقول إنه لا يزال موجوداً".
كما أوضح أن "عناصر داعش تعمل فقط ليلاً في الخفاء، وليس في وضح النهار، مستغلة الظروف المناخية ومعرفتها بتضاريس المنطقة الجبلية لشن هجماتها على غفلة" بالتالي فالخطر الذي يشكله التنظيم اليوم بات محدوداً كما يقول اللواء رسول.
عمليات نوعية
ويشير الى أن "مجموعات تضم عنصرين أو ثلاثة من داعش نفذت سابقاً هجمات في العراق ومنها شمال بغداد إلا أن الهجوم الأخير كان الأكبر عدداً إذ ضمت المجموعة أكثر من 10 عناصر" لكنه أوضح من جهة ثانية أن القوات العراقية "قامت بعمليات نوعية خلال الفترة الماضية آخرها "محاصرة مجموعة لداعش وقتل عناصرها من بينهم أحد القياديين في التنظيم رغم ارتدائهم إحزمة ناسفة".
تدابير حازمة واستراتيجية جديدة اعتمدها العراق أخيراً في محاولة لمنع شبح داعش من العودة ولا تراجع قبل القضاء على التنظيم نهائياً كما يبدو واضحاً.