الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل حصل. ويبقى السؤال الذي يشغل بال كلّ لبناني هو الاستراتيجية الدفاعية وسبب وجود سلاح حزب الله اللبناني خارج نطاق الدولة.
فقد قال رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون في آخر ايام عهده (الذي ينتهي في 31 أكتوبر/ تشرين الاوال) إن بقاء سلاح حزب الله له سبب، ومن يتحدثون عن نزع السلاح هم خصوم سياسيون"، ولكن ما هو هذا السبب؟
ما بعد توقيع اتفاق الترسيم البحري، تتوالى الدعوات في استكمال الترسيم ليضمّ الحدود مع سوريا فيما رفض الجانب السوري استقبال الوفد اللبناني الذي كان مُقرّرا ان يزور دمشق.
فهل من علاقة بين الترسيم البرّي مع سوريا والاستراتيجيّة الدفاعيّة وسلاح حزب الله؟
ولم تمّ تأجيل موضوع الترسيم البري؟ وماذا سيحصل بسلاح الحزب؟
البحث في الاستراتيجية الدفاعية
بعد إطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أكد فيها أن لا حرب في الأفق، وأن الاستنفار توقّف، يرى المحلل والباحث السياسي والاستراتيجي العميد المتقاعد هشام جابر في حديث لـ"جسور" ان "البحث في الاسترتيجيّة الدفاعية يجب ان يجري في أقرب وقت ممكن" وقال: "أعددنا في مكتبنا الخطوط العريضة للاستراتيجية الدفاعية وأبلغنا قائد الجيش (قائد الجيش اللبناني جوزيف عون) ونحن على استعداد للمساعدة فيها وعلينا البدء في تحضير ملفّ كامل ومتكامل للاستراتيجية الدفاعية بحضور خبراء أي ضبّاط وخبراء وليس من السياسيين ويعرض على الحكومة التي ستشكّل بعد عهد عون".
فرصة الرئيس الجديد
ويعتر جابر ان "أمام الرئيس الجديد والحكومة وأمام لبنان فرصة في البحث عن الاستراتيجية الدفاعية وهي حتمًا لا تناسب حزب الله لأنه يفقد بذلك موقعه العسكري في لبنان ويوضح جابر ان "الاستراتيجية لا تطلب نزع السلاح ومن يريد مساعدة الدولة اللبنانية والوطن كحزب الله وغيره يمكنه ان يكون ملحقا بالاستراتيجية الدفاعية كقوى عسكرية غير نظامية اي para military forces .
العقدة.. جنوبًا
ويؤكد جابر أن الحدود البريّة مع سوريا حتما تحتاج ترسيما وهي متداخلة بنقاط عديدة في الشمال والبقاع وصولا الى مزارع شبعا." ويوضح ان الحدود مع سوريا تبدأ بالنهر الكبير شمالا وسلسلة جبال لبنان الشرقية ويبقى التداخل في القاع والهرمل والاتجاه جنوباً حتى الوصول الى مزارع شبعا وهو موضوع مستقلّ". ويرى ان ترسيم الحدود مع سوريا فيه عوائق ومن الممكن ان لا يقبلوا به السوريون في الوقت الحاضر وهو مؤجل انما هو ضروري جدا".