تتجه الأنظار إلى مضمون كلمة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في ذكرى اغتيال قاسم سليماني وما ستحمله من ردود على رسائل وصلته بالمباشر وغير المباشر من رئيس الجمهورية اللبنانية في خطابه الاخير ومن رئيس التيار الوطني الحر الذي وجه سهامه مباشرة الى أحد ركني الثنائي الشيعي حركة امل ورئيسها نبيه بري.
في التوقيت، فإنّ خطاب نصرالله الذي يأتي مباشرة بعد كلمة باسيل سينقسم الى محورين : المحور الأول يغوص فيه بدور سليماني ومسيرته في سوريا والعراق ولبنان، أما المحور الثاني فسيكون على الصعيد الداخلي، إذ أن نصرالله سيكون واضحاً في مواقفه وسيردّ على الاتهامات التي تم تسويقها ضد "حزب الله" بشأن ما وصفت بـ"المؤامرة" في المجلس الدستوري.
ومع محاولة باسيل فرض "معادلة" جديدة على الحزب ووضعه بين حدي اتفاق مار مخايل وفك ارتباط الثنائي الشيعي وذلك على مسافة اشهر من موعد الاستحقاق الانتخابي، السؤال يطرح : من سيختار الامين العام لحزب الله؟
يذهب المتابعون للشأن الداخلي اللبناني الى القول إن نصرالله سيحاول الابتعاد عن التصعيد في خطابه وسيحاول تدوير الزوايا وايصال الرسالة بهدوء وليس وارداً أن يعمد نصرالله الى كسر الجرة مع رئيس الجمهورية حتى وإن كان حاداً قليلاً في رسائله غير المباشرة ضد "حزب الله".
بين الثوابت والضرورات
وفي هذا الاطار، أشار الصحافي اللبناني عماد مرمل في حديث لـ"جسور" إلى أن حزب الله لن يفاضل بين تفاهم مار مخايل والرئيس نبيه بري، وسبق له أن اختار الاثنين معاً وأغلب الظن أن يبقى على هذا الخيار رغم صعوبة المهمة والتعقيدات بعد التدهور الكبير الذي أصاب علاقة التيار الوطني الحر وحركة أمل."
وشدد مرمل على أن التحالف مع حركة أمل من ثوابت حزب الله التي لا تقبل المساومة لاعتبارات استراتيجية تتعلق بحماية وحدة الطائفة الشيعية وخيار المقاومة. كما أن التفاهم مع التيار هو أيضا من الضرورات بالنسبة إلى الحزب لحماية التوازن الداخلي والغطاء الوطني للمقاومة وكذلك لتقوية النائب جبران باسيل في مواجهة الخصم المشترك المتمثل بالقوات اللبنانية، خصوصاً ان الانتخابات النيابية أصبحت على الأبواب.
ومن هنا، فإن الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله سيحاول التحرك تحت هذا السقف، وبالتالي سيتفهم صرخة باسيل انما من دون أن يوافقه على أمور عدة طرحها.
ردة فعل الجمهور الشيعي
وغداة تصاريح باسيل، سجلت هجمة من الجمهور الشيعي على رئيس التيار الوطني الحر إثر مطالبته حليفه "حزب الله" بفكّ الارتباط مع "حركة أمل" مقابل الحفاظ على تفاهم "مار مخايل".
وليست المرة الاولى التي يحاول فيها باسيل فرض معادلة على الحزب، بتخييره بين التفاهم معه، أو التحالف مع رئيس مجلس النواب نبيه بري
وكتب أحدهم على تويتر : "مرة جديدة يتطرق باسيل الى "المحرّم" ومرة جديدة، سيُواجه بالرفض، حفاظاً على استقرار البيت الشيعي. ومرة جديدة يسعى لحصد أثمان مواقفه في الشارع المسيحي دون سواه، لأنه لا يُصرف في الضاحية الجنوبية."