تفاقِم التظاهرات والمواقف المتشنّجة الأزمة في العراق، فالمواجهة تشتدّ بين زعيم "التيار الصدري" السيد مقتدى الصدر والإطار التنسيقي في ظل خلاف الطرفين على تشكيل الحكومة العراقية والدعوة لانتخابات مبكرة.
يأتي ذلك بعد أن منح الصدر مهلة أسبوع للقضاء لحل البرلمان، في حين أعرب رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي عن استعداده لتسليم السلطة إلى أي حكومة منتخبة وفي اللحظة التي تتفق فيها الكتل السياسية. وقال الكاظمي إن الأزمة التي تمر بها البلاد تحتاج إلى الحوار والحكمة، وشدد على ضرورة تجنب التصعيد، مؤكدا أن حكومته تعمل مع جميع الأطراف من أجل تهدئة الأوضاع. الا ان الإطار دعا مجددا لتظاهرات حاشدة بالتزامن مع دعوة الصدر لتظاهرات السبت، غير ان الصدر عاد وطلب من انصاره ارجاء التظاهرات التي كانت مقررة السبت الى موعد آخر لم يحدد. فما تداعيات الدعوات للتظاهر واستمرارها اجتماعيًّا واقتصاديًّا والى أين تسير الأمور وكيف سينتهي الصراع؟
الأغلبية الصامتة
يقول المحلل والباحث في الشأن السياسي والاقتصادي العراقي نبيل جبار العلي التميمي في حديث لـ"جسور" ان "مزادات التظاهر بين أطراف النزاع لا زالت مستمرّة وتحاول أطراف النزاع توسيع حجم التظاهرات من خلال الدعوات المستمرة ومحاولات استمالة الرأي العام ودعوة الفئات الإجتماعية كافة باعتبارها بالدرجة الأولى استقطبت قواعدها الحزبية ولم تجتذب الرأي العام أو الأغلبية الصامتة إلا بدرجات محدودة وضيقة."
أما اقتصاديًّا، فيشير التميمي الى ان "الأسواق تواجه اليوم ركودا وانكماشا بفعل حال عدم الاطمئنان واليقين التي تواجهها الأسواق نتيجة توتر الوضع السياسي".
صراع دموي
ويعتبر التميمي ان "كل هذا يشير الى مرحلة ما قبل الصراع وهي مرحلة تحشيد وتعبئة تنتهي بصراع دموي في الشارع العراقي وصراع أهلي، ويضيف ان العراقيين يراقبون التظاهرات بكثير من الحذر والترقب." ويتوقّع "أن تنتهي الامور في نقطة اللاعودة".
الصدر يتريث
وفي خضم هذه التطورات والدعوات المضادة للنزول الى الشارع، برزت في الساعات الاخيرة دعوة الصدر أنصاره الى تأجيل موعد التظاهرات التي كانت مقررة السبت المقبل "حتى إشعار آخر".
— مقتدى السيد محمد الصدر (@Mu_AlSadr) August 16, 2022
وكان زعيم التيار الصدري اعلن في الساعات الاخيرة ان السلطة القضائية ومقرها خط أحمر، حتى وإن كانت ثمة مطالب بإصلاحها.
وأوردت تعليمات صادرة عن الصدر، أن الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح سلمية وستظل كذلك إلى النهاية، بكل تفاصيلها "والمطلوب هو إصلاح النظام برمته".
وقال الصدر في رسالة إلى أنصاره "مطالبكم هي إصلاح النظام بكل تفاصيله: قضائياً وتشريعياً وتنفيذياً ومحاسبة الفاسـدين". وتابع زعيم التيار الصدري أنه يمنع منعاً باتاً المطالبة برجوع الكتلة الصدرية إلى البرلمان، فيما يطالب بحل المؤسسة التشريعية وإجراء انتخابات مبكرة.