يسعى العراق لإعادة الحياة الى الشريان السياحي من جديد. فبعدما عانى القطاع بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية غير المستقرة، منذ الغزو الأميركي عام 2003، وسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات واسعة، سعت الحكومة العراقية ومن خلال طرخها تسهيلات بشأن التأشيرات، الى تحقيق مكاسب إضافية وتنشيط القطاع السياحي، حيثُ بدأ عدد كبير من الأجانب بزيارة العراق.
وبحسب عضو مجلس إدارة إتحاد رجال الأعمال العراقيين، والخبير الإقتصادي، عبد الحسن الزيادي، فإن "السياحة الدينية لم تتوقف، واليوم بات الوضع في العراق آمناً ومستقرّاً، وجميع الفنادق والمؤسسات السياحية والإقتصادية مفتوحة، لكن العتب على الدولة لأنها لا تدعم هذا القطاع المهم".
وأكد أن "العمليات التي ينفذها عناصر ينتمون إلى داعش بين فترة وأخرى لم تؤثر على السياحة في العراق، لأنها تحصل في مناطق معينة، وقوات الأمن العراقية دائماً تقف لها بالمرصاد".
وكشف الزيادي، عن أن "واقع السياحة تحسّن أيضاً في بعض المناطق العراقية كنينوى وذي قار، خصوصاً بعد زيارة البابا فرنسيس إليها".
وفي رحلته الأولى له خارج الفاتيكان منذُ تفشي فيروس كورونا، في مارس / آذار 2021، زار الحبر الأعظم لأول مرّة بلاد الرافدين، وتحديداً أربيل والموصل وقره قوش والنجف وبغداد والناصرية.
خطة جديدة
ومنذ أشهر، قال مدير عام دائرة المرافق السياحية في هيئة السياحة العراقية، عبد القادر سعدي الجميلي، إنّ الاتجاه السائد اليوم هو تطوير القطاع السياحي في البلاد وتوسيعه، في إطار خطة استثمارية جديدة.
وكشف عن أن "الاهتمام كان منصبّاً على السياحة الدينية فقط، لكن في الواقع يتميز العراق بأنواع مختلفة من السياحة منها الترفيهية والآثارية والتراثية. وبالتالي فإنّ الهيئة الجديدة وضعت خطة عمل منذ نحو عام للوصول إلى تنشيط السياحات المتعددة، لا سيما أنّ العراق البلد الوحيد الذي يجمع كلّ هذه السياحة عكس غالبية دول المنطقة".
ويتميز العراق بأماكنه السياحية والتاريخية والأثرية والدينية والترفيهية.
وبعد عام 2003، شهدت السياحة الدينية ازدهاراً كبيراً، حيثُ توافد الزائرون من غالبية بلدان العالم، وخصوصاً العربي، للمراقد الدينية في بغداد وكربلاء والنجف وسامراء والبصرة.
إضافة إلى السياحة الدينية، يتميز العراق بالسياحية البيئية في أربيل ودهوك والسليمانية وأهوار، والسياحة البحرية في بحيرات ساوة والرزازة والحبانية والثرثار ودوكان وآمرلي وغيرها، والسياحة الترفيهية والتسويقية وتحديداً في أربيل وبغداد، والعلاجية فيها وفي بابل ونينوى والنجف.
ومنذ الغزو الأميركي عام 2003، كان العراق من الوجهات التي لا يقصدها السائحون الأجانب بسبب الوضع الأمني والسياسي غير المستقر، إضافة إلى أن تأشيرة الدخول كانت تتطلب مزيدا من الوقت للتقديم والانتظار حتى إصدارها، هذه الأسباب وغيرها، أغلقت شهية السائحين لزيارة البلد.