بالرفض الاسرائيلي، قوبلت التعديلات التي أدخلها لبنان على مقترح إتفاق ترسيم الحدود البحرية بين البلدين وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد عن رفضه للمراجعات اللبنانية على مقترح ترسيم الحدود البحرية. وقال: "سنوقف مفاوضات الحدود البحرية إذا استهدف حزب الله حقل كاريش" و"لن نتنازل عن مصالحنا الأمنية والإقتصادية، حتى لو كان ذلك يعني أنه لن يكون هناك اتفاق قريباً".
"هذا الترسيم بنظر الخبراء ليس ترسيمًا بحريًّا إنما تقاسم ثروة نفطية بين لبنان والعدو الاسرائيلي وبناء على هذا الترسيم الذي تقدّمت به الحكومة اللبنانية أو قبلت به، لبنان فقد الكثير من ثرواته البحرية" يبحسب المحلل والباحث السياسي والاستراتيجي العميد المتقاعد هشام جابر، في حديث لـ"جسور".
فما هي أسباب رفض المقترح وماذا سيحصل في حال عدم الاتفاق؟
يقول جابر: المبدأ الأساسي هو الخط 29 الذي طرحه الجيش اللبناني بناء على دراسة عمرها 10 سنوات تقريبًا واستكملها العميد بسام ياسين (رئيس الفريق المفاوض سابقاً) والخط 29 كان ينص على أن حقل قانا كلّه للبنان وحقل كاريش للبنان فيه، واليوم أصبحنا بالعكس تماما".
ويتابع: "أخذت اسرائيل بموجب هذا المقترح حقل كاريش بكامله وتشارك لبنان حقل قانا". وكان من المفترض على لبنان أن يُثبّت ترسيم الحدود البرية مع تلك البحرية وهو أمر لم يحصل، فالحدود البحرية اساس ترسيم الحدود البرية"، و النقطة B1 هي الاساس وتحرّكت من مكانها مرّات عدّة وعاودت الرجوع، والـB1 ان خضعت لاي تعديل بـ 10آمتار في الارض مثلا الى داخل لبنان يفقد لبنان ألف متر مربّع بالبحر لأنها ترسم الحدود البحرية بخطّ وفق قوانين البحار ويمتدّ من البرّ ".
أسباب الرفض
وعن رفض اسرائيل للمراجعات اللبنانية على مقترح ترسيم الحدود البحرية، يقول العميد جابر: كان هذا متوقّعًا والأمر بدأ بنتنياهو (رئيس المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو) الذي أبدى رفضه وبحسب ما يقوله الاسرائيليون فإن لابيد (رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد) لا يمكنه أن يوقّع على هكذا اتفاق لأن حكومته انتقاليّة والاتفاق النهائي لا يمكن أن يحصل الا بعد الانتخابات الاسرائيلية وبالتالي الذي يحصل ليس الا كلام ولم يحصل اي شيء من هذا المقترح الذي حرم لبنان الكثير من ثرواته والذي أعدّه السياسيون اللبنانيون بعيدًا من الخبراء بسام ياسين وعصام خليفة."
سيناريو محتمل
ويرى العميد جابر ان الوضع سيعود متوترًا إنما يؤكّد ان لا حرب على الأبواب لأن حزب الله ليس على استعداد لها واسرائيل أيضاً لأسباب عدة وأهمّها عدم استعداد أميركا لحرب وقد أبلغت اسرائيل بذلك فأمن اسرائيل مرتبط بأميركا وأميركا تواجه مشاكل عديدة."
ويقول: "ان باشرت اسرائيل بالتنقيب سيعود حزب الله وبحسب كلامه القيام بعمليات عسكرية في هذه المنطقة البحرية كالطائرات المسيّرة والزوارق الحربية ومن الممكن ان يقصف ليس منصات النفط والغاز الاسرائيليّة إنما في البحر على مقربة من الباخرة التي تبدأ بالتنقيب وعندها تتوقّف الباخرة عن التنقيب على أن يكون الردّ الاسرائيلي في تلك المنطقة على شكل مناوشات عسكريّة مدروسة في المنطقة البحرية وبهدف تعطيل التنقيب".