يستعد البرلمان اللبناني الجديد لاستقبال ثماني سيدات اجتزن الاستحقاق النيابي بنجاح، نصفهنّ ترشّحن على لوائح الأحزاب والنصف الآخر على لوائح المجتمع المدني من بين 115 مرشحة خضن المعترك الانتخابي هذا العام.
قد لا يكون عدد النساء اللواتي نجحن في الحصول على ثقة الشعب لتمثيلهن في الندوة البرلمانية على قدر الآمال، إلا أن النّائب عن المقعد الكاثوليكي في دائرة الجنوب الأولى صيدا-جزين غادة أيوب والتي ترشّحت على لائحة حزب القوات اللبنانية، تمكّنت من حجز أحد مقاعد جزين النيابية الثلاثة والمقعد النسائي للمرة الأولى، كما بدا لافتًا تصدّرها على المرشحين كافة في الدائرة حيث نالت 7953 صوتًا.
وقبل أن يفتتح مجلس النواب اللبناني أولى جلساته، تواصلت "جسور" مع النائب الجديدة الأستاذة الجامعية غادة أيوب لتتعرف عن كثب إلى مشاريعها لمنطقة جزين، والتي أشارت بداية أنها وزميلها النائب سعيد الأسمر، مرشّح القوات اللبنانية أيضًا، يسعيان إلى "سياسة اليد الممدودة لكل من يرغب بالتعاون معهما من أجل بناء الدولة واستعادة السيادة" متمنيّة أن يلاقيها زميلهما النائب المستقل عن المقعد الثالث شربل مسعد في مبادرتهما.
وعن كونها نائبًا في دائرة الجنوب الأولى، أملت أيّوب في مد الجسور وإعادة العلاقات التاريخية المرشذمة حاليًا بين قضاءي صيدا وجزين "بفعل الخطاب التحريضي والطائفي أولاً، والتواصل الذي ينتهي مع انتهاء الانتخابات ولا يرقى إلى مشاريع مشتركة تنعش المنطقة" وأضافت أنّ "جزين تعد الامتداد الطبيعي لصيدا فضلاً عن كون صيدا مركز محافظة الجنوب".
اللامركزية والشباب
قضاء جزين يأخذ الحيّز الأكبر من اهتمام أيوب وزميلها باعتبار أن "المنطقة مهمّشة ومغيّبة عن المشاريع الإنمائية"، كما شرحت مؤكدة أن تركيزها الأول سيكون دعم الشباب بهدف تثبيتهم في أرضهم "فلا جامعة في جزين ولا مصانع تؤمّن لهم فرص عمل وتشجّعهم على البقاء، الأمر الذي دفعهم إلى الهجرة، فتحوّلت قرى القضاء إلى مكان إقامة كبار السن" حسب قول أيوب.
الرؤية التي وضعتها لجزين لا يمكنها أن تتحقق سوى من خلال "اللامركزية الإدارية" توضح أيوب، مشيرةً إلى أن حزب القوات اللبنانية الذي تنضوي في كتلته يضع نصب أعينه إقرار اللامركزية الإدارية بالتعاون مع الحلفاء، ليكون أحد مشاريعه لبناء الدولة، لافتةً في معرض حديثها إلى أن نسبة التصويت الأعلى التي نالتها، ما هي إلا تأكيد ثقة الناخبين بالفريق السياسي الذي تمثله كونه "لا يساوم ولا يقدم تنازلات".
من جهة أخرى، أشارت أيوب إلى أن سياسة الانفتاح على الجميع، تمنعها من التفكير بالعقبات التي يمكن أن تواجهها مع نواب الدائرة الآخرين، "يوجد نقاط مشتركة بيننا يمكن البناء عليها لنتخطى كل الاختلافات".
كذلك جزمت أنها لم تتلقَ أي تهديد من قوى الأمر الواقع منذ ترشّحها وأضافت،"أنا لا أطالب بأي أمر خارج عن إطار الدولة والقانون وكل ما ينص عليه الدستور" .
إلى النساء
النّائب غادة أيوب ختمت حديثها برسالة وجّهتها إلى النساء اللبنانيات عنوانها "لا شيء مستحيل"، داعية إيّاهن إلى التحصّن بالخبرة والعلم والثقافة جنبًا إلى جنب الثقة بالنفس، وأن ينضالن في سبيل تحقيق ذواتهن "لأنهن قادرات على إحداث فرق في أي مجال أردن العمل فيه وكسر كل الحواجز"، وختمت قائلة "إن الإنسان يجب أن يكون حاضرًا في اللحظة المؤاتية" مقدمة دليلاً على كلامها "أن حزبًا كبيرًا وضع ثقته بي لأنني أملك المؤهلات لأكون جزءاً من كتلته النيابية".