لليوم الثالث على التوالي تتواصل المعارك الضارية بين مقاتلين من تنظيم "داعش" الإرهابي والقوات الكردية داخل سجن غويران في الحسكة (شمال شرقي سوريا) والمناطق المحيطة به، فيما تقصف طائرات أميركية مواقع يتحصن فيها سجناء "داعش" الفارون في حيي غويران والزهور.
وفي عملية تعدّ الأكبر لتنظيم داعش منذ 3 سنوات، ارتفعت حصيلة القتلى بحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إلى نحو 80، كاشفا عن أن السجن أصبح تحت سيطرة "داعش" بشكل كامل.
كواليس الهجوم
وفي حديث صحفي، كشف المتحدث باسم قوّات سوريا الديمقراطية، آرام حنا، أسرار الهجوم الذي تعرض له سجن غويران في الحسكة، والذي تُسيطر عليه "قسد"، وذلك من قِبل عناصر داعش، مما أدى الى فرار بعض العناصر من داخل السجن، بعد إشعال الحرائق في بعض المقتنيات، وهو ما دفع بعض الأهالي للنزوح خارج المدينة.
وقال حنا: "في البداية، تسللت خلايا داعش النائمة إلى حي الزهور في الحسكة، وقامت بتنفيذ هجومها على سجن غويران، بعد تفجير سيارة مفخخة بالقرب من مدخل السجن، ثم توالت الأحداث، ليبدأ هجوم مسلح على الحراس، المُكلفين بحماية أسوار السجن، وبعدها بدأ استعصاء العناصر الإرهابية في الداخل، وحرقوا الأثاث والتجهيزات، وهو ما شكّل سحابة دخان فوق السجن".
وأضاف المتحدث باسم قوّات سوريا الديمقراطية، أن القوات الخاصة، سارعت للتدخل، لتأمين سجن غويران، والسيطرة عليه، ومنع العناصر الإرهابية من الفرار، مع عمليات تمشيط في حي الزهور، والمحيط الشمالي لسجن الصناعة، مشيرًا إلى أنها قوات مُدربة، وقادرة على التعامل مع مثل هذه المواقف.
ويضم سجن غويران المخصص لاحتجاز عناصر التنظيم، نحو 5 آلاف داعشي غالبيتهم من سوريا والعراق، فضلا عن جنسيات أخرى، وفق مصادر قوات سوريا الديمقراطية، وهو أكبر سجن لاحتجاز الدواعش في العالم.
الدفاع الروسية تحذّر
بدورها، حذّرت وزارة الدفاع الروسية، من أنّ إشراك القوات الجوية الأميركية في عمليات القضاء على الإرهابيّين الفارين من سجنٍ في الحسكة قد يؤدي إلى مقتل مدنيين.
ودعا نائب مدير مركز حميميم، ما يسمّى بـ"الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا" إلى التخلّي عن المواجهة مع الحكومة السورية الشرعية وضمان أمن السكان المدنيين والمنشآت العامة.
في المقابل، أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في وقت سابق دعمها العسكري لقوات سوريا الديمقراطية في المعارك الدائرة بمدينة الحسكة، ضد هجوم تنظيم داعش.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جون كيربي، إن "قوات التحالف دعمت قوات سوريا الديمقراطية خلال تعاملها مع هجوم تنظيم داعش على سجن الحسكة".
وكشف عن أن "الدعم كان عبر تنفيذ بعض الضربات الجوية"، من دون أن يقدم أي تفاصيل تتعلق بهدف الضربات أو نتائجها.
حرب حقيقية!
وعلى وقع أصوات الرصاص والاشتباكات العنيفة، تعيش الحسكة أجواء حرب حقيقية، وسط تحليق مكثف لطيران التحالف الدولي، وتعزيزات عسكرية أميركية ومن قوات الأسايش و"قسد".
تزامنا، يسود القلق والخوف بين المدنيين في محافظة الحسكة من احتمال فرار آلاف الدواعش من سجن غويران، وانتشارهم وسط الأحياء السكنية وارتكابهم مجازر انتقامية بحق سكان المحافظة، وعددهم أكثر من مليون نسمة، وعلى الأثر نزح المئات من المناطق القريبة من ساحة الاشتباكات إلى مواقع أكثر أم