بعد نحو شهرين من الأزمة التي أشعلها وزير الإعلام اللبناني الأسبق، جورج قرداحي، بسبب تصريحاته عن حرب اليمن والسعودية والتحالف العربي، وصل وزير خارجية الكويت ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح إلى لبنان، في زيارة تعدّ أولى الزيارات لشخصيات سياسية رسمية عربية منذ تصريحات قرداحي مع دول الخليج .
وكان في استقباله على أرض المطار وزير الخارجية اللبنانية عبد الله بو حبيب والقائم بالأعمال في السفارة الكويتية المستشار عبدالله الشاهين وأركان السفارة الكويتية في لبنان.
ميقاتي يرحّب
ولاحقا، عقد رئيس مجلس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي خلوة مع الوزير الصباح استمرت نصف ساعة أعقبها اجتماع موسع شارك فيه عن الجانب اللبناني وزير الخارجية عبد الله بو حبيب والامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية ومستشار الرئيس ميقاتي الديبلوماسي السفير بطرس عساكر.
كما حضر عن الجانب الكويتي مساعد وزير الخارجية لشؤون الوطن العربي الوزير المفوض ناصر صنهات القحطاني، القائم بأعمال سفارة دولة الكويت لدى لبنان عبدالله سليمان الشاهين نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب الوزير أحمد عبدالرحمن الشريم، المستشار في مكتب وزير الخارجية فواز عبدالله بورسلي، والسكرتير الثاني لادارة شؤون الوطن العربي سالم علي أبو حديدة.
وفي خلال الاجتماع رحّب ميقاتي بزيارة وزير خارجية الكويت التي تعبّر عن مشاعر أخوية وثيقة، وتاريخ طويل من التفاهم والثقة بين لبنان والكويت.
وشكر رئيس مجلس الوزراء دولة الكويت، أميراً وحكومة وشعباً، على وقوفها الدائم الى جانب لبنان، وقال: " لقد مثلت العلاقات بين بلدينا نموذجاً للاخوة ونحن نشكر الكويت على ما تقدمه من عون دائم وسند للبنان في كل الأوقات والأحوال، وعلى احتضانها اللبنانيين، ولن ينسى اللبنانيون وقوف الكويت دولة وشعبا الى جانبهم في كل الاوقات العصيبة، وآخرها بعد تفجير مرفا بيروت، حيث هبت الكويت، بتوجيه أميري، لبلسمة جراح المنكوبين والمساهمة في اعادة اعمار ما تهدّم".
وأضاف: "نحن نتطلع الى توثيق التعاون بن لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي وباذن الله ستكون الكويت الى جانب لبنان وستستعيد العلاقات بين لبنان والاخوة العرب متانتها".
3 رسائل بجعبة الصباح
من جهته، أشار وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح إلى أن الزيارة إلى بيروت تأتي ضمن الجهود الدولية لإعادة بناء الثقة مع لبنان الشقيق، قائلا: "لبنان أيقونة متميزة في العالم العربي ونشدد على ضرورة عدم تدخله في شؤون أي دولة عربية".
وأضاف، في تصريح من السراي الحكومي: "أحمل 3 رسائل أولها التعاطف مع الشعب اللبناني وثانيًا لا نريد أن يكون لبنان منصة للتهجّم على الدول العربية والخليجية وثالثًا أن يلتزم لبنان بالإصلاحات المطلوبة منه".
وتابع: "سلمنا اقتراحات وإجراءات لإعادة بناء الثقة وعلى الأشقاء لبنان دراستها للمضي بها ولمسنا ملامح إيجابية لما قدمناه من أفكار في لبنان ونأمل أن تتطور الأمور"، مؤكدًا أن تحرك الكويت يتم بالتنسيق مع دول الخليج العربية، المتعاطفة مع الشعب اللبناني.
يذكر ان كلا من السعودية والبحرين والكويت كانت قد سحبت سفراءها من بيروت، وطلبت من سفيري لبنان لديها، مغادرة أراضيها، وحظرت الرياض جميع الواردات اللبنانية، احتجاجا على تصريحات قرداحي حول الحرب المتواصلة في اليمن منذ اكثر من 7 سنوات.
وبرغم ان هذه التصريحات كانت قديمة، أي قبل ان يستلم قرداحي منصبه كوزير للأعلام، لكنها خلّفت أزمة سياسية دبلوماسية أدت الى تدهور وتوتر العلاقات الخليجية اللبنانية، والتي قدم على خلفيتها لاحقًا قرداحي استقالته من وزارة الاعلام اللبنانية.