تحليل يكشف 180 ألف تغريدة، حول اغتيال الباحث السياسي والناشر اللبناني، مؤسس ومدير مركز "أمم للتوثيق والأبحاث"، لقمان سليم، عن "شبكة كراهية" عبر الإنترنت.
يواصل "حزب الله" اللبناني وجماعته الحملة ضد الباحث السياسي والناشر اللبناني لقمان سليم، اذ لا يزال هذا الاسم يؤرق حزب الله الذي نظّم شبكة كراهية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تنشر الأخبار المضللة عن سليم، منذ اليوم الأول لاغتياله حتى انها تحتفي بمقتله او تبرره وتقلل من أهميته.
حملة تضليل مخطط لها بمهارة
وبعد 9 أشهر على اغتيال لقمان سليم، نشر مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية "سكايز"، في مؤسسة "سمير قصير" في لبنان، دراسة بعنوان "خطاب الكراهية المحيط باغتيال لقمان سليم". وثقت الخطاب التحريضي عبر السوشيل ميديا الذي رافق اغتيال سليم المنتقد البارز لسياسة حزب الله.
وانطلقت الحملة فور الإعلان عن اغتيال لقمان، بتغريدة لجواد نصر الله، نجل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، حذفها سريعاً، كان قد قال فيها إن "خسارة بعض الناس في الواقع انتصار ونعمة غير متوقعة، مع هاشتاغ #no_regrets (لا ندم). وذلك بعد فترة وجيزة من العثور على سليم مقتولاً بالرصاص في سيارته بجنوب لبنان في 3 شباط/فبراير 2021.
وتلت التغريدة حينها مئات آلاف التغريدات عبر "تويتر"، التي هاجمت سليم واتهمته بالتعاون مع إسرائيل، وقدمت فيها أدلة كاذبة أو معلومات مقتطعة من سياقها.
وبحسب الدراسة، فإن ما يبدو للوهلة الأولى وكأنه مجرد نقاش واسع في مواقع التواصل، حول إرث سليم السياسي ومواقفه العامة، كان في حقيقة الأمر "حملة تضليل جيدة التنسيق ومخططاً لها بمهارة".
ماذا كشفت الدراسة؟
وكشفت الدراسة أن الحملة لم تقتصر على شبكة خطاب الكراهية فقط، بل أيضاً عن عملية تضليل معقدة تتضمن حسابات مزيفة وأسماء لصحافيين وهميين ومخططاً مفصلاً لاغتيال سليم معنوياً، بعد اغتياله جسدياً، حسبما قال المدير التنفيذي لـ"سكايز"، أيمن مهنا.
وحللت الدراسة 187 ألفاً و540 تغريدة بين 4 يناير / كانون الثاني 2021 و4 مارس/آذار 2021، أي قبل شهر واحد من اغتيال سليم إلى شهر واحد بعده. وخلصت الوثيقة إلى أن “شبكة الكراهية” تضم مجموعة من المؤثرين، وكثير منهم صحافيون في وسائل إعلام معروفة، إضافة إلى العديد من الحسابات المزيفة التي روجت لرسائل واتهامات ضد سليم وعائلته.
شقيقة لقمان: العالم يرى بأم العين إجرامهم ولا يحرّك ساكنًا
علّقت الناشرة والروائية رشا الأمير، شقيقة لقمان سليم، على الدراسة، في اتصال مع "جسور"، بالقول: "الباحث نصري مسرّة، يبيّن أخطبوطهم وسمومه القاتلة، أخطبوطهم قتل لقمان مئات المرّات، وهم يتمتّعون بالقتل المعنويّ والجسدي"، مضيفة أنّ القتلة هم من طراز محترف والعالم الحرّ يرى بأم العين إجرامهم ولا يحرّك ساكناً."
الامير وفي سياق حديثها، أكدت أنّ سليم "أكبر وأنبل ولم يردّ يوماً على سفاهاتهم"، مشيرة إلى أنّ لقمان "من معدن النبل وهم شذّاذ آفاق تُسكرهم الخرافة والمؤامرة "والعدو الوهمي.
حملة منسقة بقيادة "حزب الله"
وسلطت الدراسة الضوء على عوامل تثير الشكوك حول وجود حملة منسقة، حيث اختفت بعض الحسابات التي نشر جزء منها عدداً كبيراً من الاتهامات، بعد انتهاء الحملة، ولم تعد نشطة أثناء إجراء البحث.
ورغم ذلك، تمكن الباحثون من الحصول على المحتوى باستخدام أدوات تعقب البيانات في مواقع التواصل الاجتماعي. كما أن بعض الحسابات التي نشرت الاتهامات والمعلومات المشوهة، كانت لأسماء مستخدمين معقدة، تبدو وكأنها تم إنشاؤها بواسطة الكومبيوتر، كما أن بعضها كان ينشر بكثافة وصلت إلى 10,600 تغريدة في أقل من عامين.
واللافت أيضاً أن بعض الحسابات المجهولة، حملت أسماء مستعارة لقادة سياسيين أو شخصيات تم اغتيالها، ومثلت جزءاً من شبكة التغريد التي احتفلت باغتيال سليم.
كما أن الشبكة تشكلت في المجمل من دوائر متعددة تفاعلت مع بعضها البعض، وتظهر تفاعلاً عالياً حول العديد من حسابات المؤثرين، بما في ذلك الصحافيون، والتي أعيد تغريدها وحصلت على اعجابات من العديد من الحسابات المزيفة.
وستعيد العديد من الحسابات المزيفة التغريد وتتفاعل مع العديد من حسابات المؤثرين مرة أخرى.
وقال رئيس قسم علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في الجامعة اليسوعية ببيروت، والخبير في استراتيجيات التسويق الرقمي والتواصل الباحث نصري مسرة الذي كتب الدراسة: "اكتشاف أن أولئك الذين لعبوا الدور السيئ كانوا حقاً صحافيين، كان محزناً رغم وجود العديد من الحسابات المزيفة المحيطة بهم".
وأضاف مسرة، أن المؤثرين الرئيسيين هم الصحافيون: "أعتقد أن هذا يثير أيضاً مسألة الأخلاق والسلطة في الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي". والحال أن وسائل التواصل الاجتماعي مثل "تويتر" تستخدم نظاماً يتم فيه دفع الموضوعات التي تحظى بأكبر عدد من الإعجابات أو الاقتباسات من أجل الظهور، ومواصلة المحادثة وزيادة المشاركة وهوامش الربح.
وبحسب مسرة، فإن هذا النظام يركز أكثر على كيفية زيادة الأرباح ولا يعكس حقيقة السلوك البشري.
شبكة تستهدف سليم
ووجد مسرة أن هناك شبكة تستهدف سليم، متهمة إياه بالأساس بأنه خائن ومتعاون مع إسرائيل.
كما كان هناك ردّ مُعدّ على كل من ينتقد "حزب الله" بخصوص اغتيال سليم.
ومن المفارقات أن الرواية الرئيسية للشبكة، كانت اتهام منتقدي الحزب بأنهم جزء من جهد منسق لمهاجمة الحزب، بما في ذلك تغريدة حذفت لاحقاً اتهمت الصحافية اللبنانية ديما صادق، بمعرفتها بخطة الاغتيال ما يدل على أنها جزء من خطة أعدت في حملة ومتزامنة ضد "حزب الله".
وأضاف التقرير أنه "من بين 1561 مستخدماً شاركوا في تغريدات بغيضة ضد صادق وسليم، فإن شبكاتهم تضم 222 مستخدماً مشتركاً".
ويعطي ذلك بحسب الدراسة لمحة عن أهمية توخي الحذر في مواقع التواصل، لأن المشاركة السريعة قد تساهم عن غير قصد في نشر الأخبار المزيفة والكاذبة.
يواصل "حزب الله" اللبناني وجماعته الحملة ضد الباحث السياسي والناشر اللبناني لقمان سليم، اذ لا يزال هذا الاسم يؤرق حزب الله الذي نظّم شبكة كراهية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تنشر الأخبار المضللة عن سليم، منذ اليوم الأول لاغتياله حتى انها تحتفي بمقتله او تبرره وتقلل من أهميته.
حملة تضليل مخطط لها بمهارة
وبعد 9 أشهر على اغتيال لقمان سليم، نشر مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية "سكايز"، في مؤسسة "سمير قصير" في لبنان، دراسة بعنوان "خطاب الكراهية المحيط باغتيال لقمان سليم". وثقت الخطاب التحريضي عبر السوشيل ميديا الذي رافق اغتيال سليم المنتقد البارز لسياسة حزب الله.
وانطلقت الحملة فور الإعلان عن اغتيال لقمان، بتغريدة لجواد نصر الله، نجل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، حذفها سريعاً، كان قد قال فيها إن "خسارة بعض الناس في الواقع انتصار ونعمة غير متوقعة، مع هاشتاغ #no_regrets (لا ندم). وذلك بعد فترة وجيزة من العثور على سليم مقتولاً بالرصاص في سيارته بجنوب لبنان في 3 شباط/فبراير 2021.
وتلت التغريدة حينها مئات آلاف التغريدات عبر "تويتر"، التي هاجمت سليم واتهمته بالتعاون مع إسرائيل، وقدمت فيها أدلة كاذبة أو معلومات مقتطعة من سياقها.
وبحسب الدراسة، فإن ما يبدو للوهلة الأولى وكأنه مجرد نقاش واسع في مواقع التواصل، حول إرث سليم السياسي ومواقفه العامة، كان في حقيقة الأمر "حملة تضليل جيدة التنسيق ومخططاً لها بمهارة".
ماذا كشفت الدراسة؟
وكشفت الدراسة أن الحملة لم تقتصر على شبكة خطاب الكراهية فقط، بل أيضاً عن عملية تضليل معقدة تتضمن حسابات مزيفة وأسماء لصحافيين وهميين ومخططاً مفصلاً لاغتيال سليم معنوياً، بعد اغتياله جسدياً، حسبما قال المدير التنفيذي لـ"سكايز"، أيمن مهنا.
وحللت الدراسة 187 ألفاً و540 تغريدة بين 4 يناير / كانون الثاني 2021 و4 مارس/آذار 2021، أي قبل شهر واحد من اغتيال سليم إلى شهر واحد بعده. وخلصت الوثيقة إلى أن “شبكة الكراهية” تضم مجموعة من المؤثرين، وكثير منهم صحافيون في وسائل إعلام معروفة، إضافة إلى العديد من الحسابات المزيفة التي روجت لرسائل واتهامات ضد سليم وعائلته.
شقيقة لقمان: العالم يرى بأم العين إجرامهم ولا يحرّك ساكنًا
علّقت الناشرة والروائية رشا الأمير، شقيقة لقمان سليم، على الدراسة، في اتصال مع "جسور"، بالقول: "الباحث نصري مسرّة، يبيّن أخطبوطهم وسمومه القاتلة، أخطبوطهم قتل لقمان مئات المرّات، وهم يتمتّعون بالقتل المعنويّ والجسدي"، مضيفة أنّ القتلة هم من طراز محترف والعالم الحرّ يرى بأم العين إجرامهم ولا يحرّك ساكناً."
الامير وفي سياق حديثها، أكدت أنّ سليم "أكبر وأنبل ولم يردّ يوماً على سفاهاتهم"، مشيرة إلى أنّ لقمان "من معدن النبل وهم شذّاذ آفاق تُسكرهم الخرافة والمؤامرة "والعدو الوهمي.
حملة منسقة بقيادة "حزب الله"
وسلطت الدراسة الضوء على عوامل تثير الشكوك حول وجود حملة منسقة، حيث اختفت بعض الحسابات التي نشر جزء منها عدداً كبيراً من الاتهامات، بعد انتهاء الحملة، ولم تعد نشطة أثناء إجراء البحث.
ورغم ذلك، تمكن الباحثون من الحصول على المحتوى باستخدام أدوات تعقب البيانات في مواقع التواصل الاجتماعي. كما أن بعض الحسابات التي نشرت الاتهامات والمعلومات المشوهة، كانت لأسماء مستخدمين معقدة، تبدو وكأنها تم إنشاؤها بواسطة الكومبيوتر، كما أن بعضها كان ينشر بكثافة وصلت إلى 10,600 تغريدة في أقل من عامين.
واللافت أيضاً أن بعض الحسابات المجهولة، حملت أسماء مستعارة لقادة سياسيين أو شخصيات تم اغتيالها، ومثلت جزءاً من شبكة التغريد التي احتفلت باغتيال سليم.
كما أن الشبكة تشكلت في المجمل من دوائر متعددة تفاعلت مع بعضها البعض، وتظهر تفاعلاً عالياً حول العديد من حسابات المؤثرين، بما في ذلك الصحافيون، والتي أعيد تغريدها وحصلت على اعجابات من العديد من الحسابات المزيفة.
وستعيد العديد من الحسابات المزيفة التغريد وتتفاعل مع العديد من حسابات المؤثرين مرة أخرى.
وقال رئيس قسم علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في الجامعة اليسوعية ببيروت، والخبير في استراتيجيات التسويق الرقمي والتواصل الباحث نصري مسرة الذي كتب الدراسة: "اكتشاف أن أولئك الذين لعبوا الدور السيئ كانوا حقاً صحافيين، كان محزناً رغم وجود العديد من الحسابات المزيفة المحيطة بهم".
وأضاف مسرة، أن المؤثرين الرئيسيين هم الصحافيون: "أعتقد أن هذا يثير أيضاً مسألة الأخلاق والسلطة في الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي". والحال أن وسائل التواصل الاجتماعي مثل "تويتر" تستخدم نظاماً يتم فيه دفع الموضوعات التي تحظى بأكبر عدد من الإعجابات أو الاقتباسات من أجل الظهور، ومواصلة المحادثة وزيادة المشاركة وهوامش الربح.
وبحسب مسرة، فإن هذا النظام يركز أكثر على كيفية زيادة الأرباح ولا يعكس حقيقة السلوك البشري.
شبكة تستهدف سليم
ووجد مسرة أن هناك شبكة تستهدف سليم، متهمة إياه بالأساس بأنه خائن ومتعاون مع إسرائيل.
كما كان هناك ردّ مُعدّ على كل من ينتقد "حزب الله" بخصوص اغتيال سليم.
ومن المفارقات أن الرواية الرئيسية للشبكة، كانت اتهام منتقدي الحزب بأنهم جزء من جهد منسق لمهاجمة الحزب، بما في ذلك تغريدة حذفت لاحقاً اتهمت الصحافية اللبنانية ديما صادق، بمعرفتها بخطة الاغتيال ما يدل على أنها جزء من خطة أعدت في حملة ومتزامنة ضد "حزب الله".
وأضاف التقرير أنه "من بين 1561 مستخدماً شاركوا في تغريدات بغيضة ضد صادق وسليم، فإن شبكاتهم تضم 222 مستخدماً مشتركاً".
ويعطي ذلك بحسب الدراسة لمحة عن أهمية توخي الحذر في مواقع التواصل، لأن المشاركة السريعة قد تساهم عن غير قصد في نشر الأخبار المزيفة والكاذبة.