خلال احياء ذكرى العاشر من محرّم، أطلّ أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله، بمظهر شديد اللهجة، مُهدّدًا، متوعّدًا ومُحذّرا. نصر الله وفي خطابه تحدّث عن الملفات الداخليّة وعن مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، مُحذّرًا "بقطع اليد التي ستمتدّ إلى ثروتنا" ومشددًا على أن "المقاومة وبسلاحها هي أقوى من أي زمن مضى." إلّا أنه وبحسب الصحافي أسعد بشارة فإن رفع السقف هذا مُرتبط بوظيفتين. فما هما؟
حزب الله يستبق
يقول بشارة في حديث لـ"جسور"، "الواضح أن عمليّة التفاوض حول الترسيم تسير بطريق ربمّا تؤدي الى إتفاق يستبقه حزب الله برفع الصوت لكي يقول بأنه هو من أتى بهذا الإتفاق، وأن سلاحه هو حامي الثروة النفطية في لبنان"، ويضيف، "رفع السقف هذا له وظيفة داخلية وأخرى مُرتبطة بالمفاوضات الإيرانيّة مع الدول الخمس، الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبيّة في الملف النووي."
الحسم.. والعين على فيينا
ويشير بشارة الى "أن مفاوضات فيينا تقترب من الحسم سلبًا أو إيجابًا، فضلًا عن احتماليّة الوصول إلى اتفاق وبالتالي حزب الله لا يتحرّك إلا على وقع هذين العاملين سواء عندما يرفع السقف أو عندما يذهب الى التفاوض". ويعتبر أننا "أمام مرحلة انتقالية ليست سهلة، ونحن أمام مرحلة ترقّب، والعين تبقى على فيينا وليس فقط على التهديدات التي يُطلقها حزب الله لأن هذه التهديدات مُرتبطة بالمفاوضات الإيرانيّة – الأميركيّة".
نصرالله يُصعّد
وأكد نصرالله في كلمة ألقاها اليوم أننا "على موقفنا المعروف بشأن الترسيم والنفط والغاز، وفي الأيام المقبلة ستأتي الأجوبة على مطالب الدولة اللبنانية، وسنبني على الشيء مقتضاه. وتوجّه للأميركيين قائلًا: "للأميركيين الذين يقدمون أنفسهم وسطاء وهم ليسوا كذلك، نحن لن نتسامح مع نهب ثرواتنا ونحن وصلنا إلى آخر الخط، وسنذهب الى آخر الدروب فلا يجرّبنا أحد ولا يمتحننا أحد ولا يراهن أحد على ترهيبنا"، مشددًا على أن "المقاومة وبسلاحها هي أقوى من أي زمن مضى، واليد التي ستمتد الى أي ثروة من ثرواتنا ستُقطع وأي اعتداء على أي إنسان في لبنان لن يمر من دون عقاب أو ردّ".
الحدود البحريّة
وكان الوسيط الأميركي آموس هوكستين زار بيروت أخيرًا وعقد اجتماعات مع المسؤولين اللبنانيين، بمن فيهم الرئيس اللبناني ميشال عون، سعيًا لإيجاد صيغة تسوية بشأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.
وحمل إلى بيروت طرحًا إسرائيليًا لترسيم الحدود البحرية وفق مسار متعرّج يعتمد الخط 23 قاعدة انطلاق له، على أن ينحرف لاحقًا ليمنح إسرائيل مساحة شمال هذا الخط وصولا إلى نقطة خط الوسط بين لبنان وقبرص.