لم تكن قمة جدة لقاءَ بين دول الخليج والولايات المتحدة وحسب، بل طاولة جمعت إليها دولاً عربية حجزت مقاعدها بناءً على سياساتها الخارجية والإقليمية وهي العراق ومصر والأردن.
وفي تغريدة من خارج السرب، لاسيما بعد محاولات اعتراض داخلية في بلاده، تمكن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من أن يكون طرفاً أساسياً في قمة جدة، في نتيجة لسياسيته المتوازنة مع الدولة كافة، ولاسيما ايران والسعودية.
حضور الكاظمي بين زعماء الدول العربية عزز دور العراق الرائد دوليا وإقليميا وثبت مكانة بغداد في الحضن العربي، رغم التجاذبات والخلافات الحزبية الداخلية ورغم خلاف المحاور الخارجية الذي يكتنف بغداد.
مبادرة ناجحة
ورحب الرئيس الأميركي جو بايدن في قمة جدة "بمبادرة الكاظمي لقيام السعودية وايران بعقد مباحثات في بغداد"، مثمنا للدور الدبلوماسي الإيجابي للعراق.
وبشأن تصريحات الكاظمي في قمة جدة، أوضح الدكتور العراقي في جامعة أهل البيت غالب الدعمي في حديث لـ"جسور"، أن مواقف الكاظمي "كانت متوازنة ومدروسة مجسدة عمله السياسي منذ تولي الحكومة"، مشيرا الى أنه"نجح في إبعاد العراق من سياسة المحاور الخارجية بغية الوصول الى سياسية ارتكازية أولاوياتها خدمة الشعب العراقي وتحقيق مطالبه. فوجود الكاظمي، الذي بات محط ثقة زعماء الدول العربية، في قمة جدة هو تتويج لسياسيته الخارجية وخصوصا في مسار علاقة العراق بدول المنطقة".
وأضاف "هناك خشية من عدم استمرار هذه السياسية مع انتهاء ولاية الكاظمي، فقد تأتي حكومة جديدة تعتمد سياسية المحاور، ما سيؤدي الى قطع العلاقات مع الدول العربية وإعادة بغداد الى المربع الأول".
أما في الشأن العراقي الداخلي، فاعتبر الدعمي أن "الكاظمي استطاع كسب قوة شعبية كبيرة، ولكن لو استطاع تحسين بشكل أفضل بعض الخدمات لكان رجل المرحلة الراهنة".
معلّلاً بأن "الجهات السياسية المعارضة للكاظمي ساهمت بمنع تنفيذ برامج المؤسسات الحكومية، ما أدى الى ضعف القطاع الخدماتي في ولاية الكاظمي".
غياب لبنان
واللافت أن الوضع في لبنان يشبه الوضع في العراق، فالبلدان يعانيان من أزمة اقتصادية حادة، فالعراق لم يتمكن بعد من تشكيل حكومة أو انتخاب رئيس جمهورية، بما يتشابه مع لبنان الذي لم يتمكن من تشكيل حكومة منذ الانتخابات النيابية الأخيرة إضافة إلى كون انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية قد تشكل عقبة جديدة خلال أشهر.
وعلى الرغم من أوجه الشبه بين بغداد وبيروت، فإن الكاظمي حضر قمة جدة فيما غاب لبنان.
في السياق، اعتبر رئيس مركز الرفد للإعلام والدراسات الاستراتيجية الدكتور عباس الجبوري، في اتصال مع "جسور"، أن "العراق يختلف عن لبنان نظرا لإمكانياته، فبغداد تمتلك ثروات نفطية كبيرة ودول العالم باتت في أمس الحاجة الى النفط العراقي ولاسيما بعد الحرب الروسية على أوكرانيا".
وتابع "لكن لبنان كان حاضرا غائبا في قمة جدة، إذ إن معظم زعماء الدول العربية ذكروا اسمه وشددوا على حلحلة الوضع في بيروت".
ويعتقد الجبوري أن لبنان لم يحضر قمة جدة "لأنه يرفض سياسية التطبيع، غير أن وجوده في المؤتمر كان مهما جدا لأنه بحاجة الى دعم دولي وعربي".
مكافحة الارهاب
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، قد أكد على ضرورة وضع استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله.
وأشار الكاظمي خلال كلمته بافتتاح قمة جدة للأمن والتنمية، بحضور الرئيس الأميركي جو بايدن وعدد من الزعماء العرب، إلى أن العراق يدعم مسار المفاوضات لإبعاد الأسلحة النووية عن منطقة الشرق الأوسط. ولفت إلى أن الديمقراطية الناشئة في العراق تواجه مصاعب بسبب نقص الخبرات، مشددا على أن العراق يدعم وقف كل الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني.
كما أعلن الكاظمي أن العراق يدعم الجهود الدولية والإقليمية لإنهاء الأزمة في سوريا ولبنان، ويدعم الهدنة في اليمن والوصول لحل سياسي. كما تطرق الكاظمي إلى آلية التعاون مع مصر والأردن، التي أنتجت رؤية للشراكة والتكامل الاقتصادي، بحسب تعبيره، واقترح إنشاء بنك الشرق الأوسط للتنمية والتكامل.
وفي تغريدة من خارج السرب، لاسيما بعد محاولات اعتراض داخلية في بلاده، تمكن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من أن يكون طرفاً أساسياً في قمة جدة، في نتيجة لسياسيته المتوازنة مع الدولة كافة، ولاسيما ايران والسعودية.
حضور الكاظمي بين زعماء الدول العربية عزز دور العراق الرائد دوليا وإقليميا وثبت مكانة بغداد في الحضن العربي، رغم التجاذبات والخلافات الحزبية الداخلية ورغم خلاف المحاور الخارجية الذي يكتنف بغداد.
مبادرة ناجحة
ورحب الرئيس الأميركي جو بايدن في قمة جدة "بمبادرة الكاظمي لقيام السعودية وايران بعقد مباحثات في بغداد"، مثمنا للدور الدبلوماسي الإيجابي للعراق.
وبشأن تصريحات الكاظمي في قمة جدة، أوضح الدكتور العراقي في جامعة أهل البيت غالب الدعمي في حديث لـ"جسور"، أن مواقف الكاظمي "كانت متوازنة ومدروسة مجسدة عمله السياسي منذ تولي الحكومة"، مشيرا الى أنه"نجح في إبعاد العراق من سياسة المحاور الخارجية بغية الوصول الى سياسية ارتكازية أولاوياتها خدمة الشعب العراقي وتحقيق مطالبه. فوجود الكاظمي، الذي بات محط ثقة زعماء الدول العربية، في قمة جدة هو تتويج لسياسيته الخارجية وخصوصا في مسار علاقة العراق بدول المنطقة".
وأضاف "هناك خشية من عدم استمرار هذه السياسية مع انتهاء ولاية الكاظمي، فقد تأتي حكومة جديدة تعتمد سياسية المحاور، ما سيؤدي الى قطع العلاقات مع الدول العربية وإعادة بغداد الى المربع الأول".
أما في الشأن العراقي الداخلي، فاعتبر الدعمي أن "الكاظمي استطاع كسب قوة شعبية كبيرة، ولكن لو استطاع تحسين بشكل أفضل بعض الخدمات لكان رجل المرحلة الراهنة".
معلّلاً بأن "الجهات السياسية المعارضة للكاظمي ساهمت بمنع تنفيذ برامج المؤسسات الحكومية، ما أدى الى ضعف القطاع الخدماتي في ولاية الكاظمي".
غياب لبنان
واللافت أن الوضع في لبنان يشبه الوضع في العراق، فالبلدان يعانيان من أزمة اقتصادية حادة، فالعراق لم يتمكن بعد من تشكيل حكومة أو انتخاب رئيس جمهورية، بما يتشابه مع لبنان الذي لم يتمكن من تشكيل حكومة منذ الانتخابات النيابية الأخيرة إضافة إلى كون انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية قد تشكل عقبة جديدة خلال أشهر.
وعلى الرغم من أوجه الشبه بين بغداد وبيروت، فإن الكاظمي حضر قمة جدة فيما غاب لبنان.
في السياق، اعتبر رئيس مركز الرفد للإعلام والدراسات الاستراتيجية الدكتور عباس الجبوري، في اتصال مع "جسور"، أن "العراق يختلف عن لبنان نظرا لإمكانياته، فبغداد تمتلك ثروات نفطية كبيرة ودول العالم باتت في أمس الحاجة الى النفط العراقي ولاسيما بعد الحرب الروسية على أوكرانيا".
وتابع "لكن لبنان كان حاضرا غائبا في قمة جدة، إذ إن معظم زعماء الدول العربية ذكروا اسمه وشددوا على حلحلة الوضع في بيروت".
ويعتقد الجبوري أن لبنان لم يحضر قمة جدة "لأنه يرفض سياسية التطبيع، غير أن وجوده في المؤتمر كان مهما جدا لأنه بحاجة الى دعم دولي وعربي".
مكافحة الارهاب
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، قد أكد على ضرورة وضع استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله.
وأشار الكاظمي خلال كلمته بافتتاح قمة جدة للأمن والتنمية، بحضور الرئيس الأميركي جو بايدن وعدد من الزعماء العرب، إلى أن العراق يدعم مسار المفاوضات لإبعاد الأسلحة النووية عن منطقة الشرق الأوسط. ولفت إلى أن الديمقراطية الناشئة في العراق تواجه مصاعب بسبب نقص الخبرات، مشددا على أن العراق يدعم وقف كل الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني.
كما أعلن الكاظمي أن العراق يدعم الجهود الدولية والإقليمية لإنهاء الأزمة في سوريا ولبنان، ويدعم الهدنة في اليمن والوصول لحل سياسي. كما تطرق الكاظمي إلى آلية التعاون مع مصر والأردن، التي أنتجت رؤية للشراكة والتكامل الاقتصادي، بحسب تعبيره، واقترح إنشاء بنك الشرق الأوسط للتنمية والتكامل.