رغم انشغال اللبنانيين بالانتخابات النيابية والهموم المعيشية والاقتصادية، فقد انعقدت في مدينة جبيل التاريخية، يومي الخميس والجمعة الماضيين، طاولة حوار لبنانية – لبنانية غير رسمية بدعوة من مركز تموز للدراسات والتكوين على المواطنية ومجموعة حل النزاعات وبدعم من مؤسسة هانز زايدل الألمانية، وكان عنوان الحوار: "النزاعات في لبنان – الأسباب والحلول"، وقد شارك فيه عدد كبير من الشخصيات الفكرية والسياسية والاعلامية والدبلوماسية والحقوقية، ووفد من طلاب كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية (فرع الشمال)، ورغم أن الحوار لم يأخذ الطابع الرسمي والحزبي والتمثيلي لمختلف الأطراف السياسية، فقد تميّز بحيوية كبيرة وبمشاركة شخصيات متنوعة تُمثّل جانبا كبيرا من المكونات اللبنانية السياسية والطائفية، كما شارك وفد من السفارة الفرنسية والمسؤولة عن مشروع السلام في لبنان التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ريما زعزع، إضافة لموظف من القسم السياسي في قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) والمسؤول الإقليمي لمؤسسة "هانز زايدل" الألمانية كريستوف دوفارتس.
وقد تناولت الورشة الحوارية في اليوم الأول، الموضوعات التالية: الأسباب التاريخية للنزاعات في لبنان وتحدث عنها المؤرخ الدكتور عبد الرؤوف سنو مقدّما عرضا تاريخيا لأسباب النزاعات ورؤيته للوضع المستقبلي في لبنان، وقد أثارت مداخلته نقاشا واسعا واستدعت ردا من عضو المكتب السياسي في حركة "أمل" حسن قبلان وعضو المجلس الاستشاري الدكتور زكي جمعة، خصوصا بشأن تحميل المقاومة مسؤولية الانهيار في لبنان واتهام القوى السياسية الشيعية بعدم طرح مشروع حقيقي لمعالجة مشكلة الطائفية السياسية.
وحول دور القوى الخارجية في لبنان، تحدث كلٌّ من الدكتور خلدون الشريف والوزير السابق الدكتور عدنان منصور، حيث استعرضا تطور الأزمات في لبنان منذ نشوئه الى اليوم ودور القوى الخارجية ووجود استعداد وقابلية لبنانية للتدخل الخارجي، وقدّم المحاضران أفكارا عملية لمعالجة الأزمات وأهمها الدعوة لحوار وطني يتناول محتلف القضايا الإشكالية.
وعن دور الأحزاب اللبنانية في النزاعات تحدث كلٌّ من الباحث في المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق الدكتور حسام مطر ورئيس حزب الخضر اللبناني وحركة السلام الدائم الأستاذ فادي أبي علام، حيث استعرضا دور الأحزاب اللبنانية في الأزمة الساسية وفي صناعة السلام والمشكلات التي تعاني منها، وقدّما أفكارا عملية لتطوير دور الأحزاب ودور الشباب اللبناني في التغيير.
وفي اليوم الثاني، خُصّصت الجلسة الأولى لموضوع دور الطوائف في النزاعات وشارك فيها الأب الدكتور باسم الراعي والدكتور طلال عتريسي، وتحدثا عن إشكالية الجماعات الطائفية بين الهويات المتصارعة والدور البناء وأزمة لبنان بين الميثاقية والنظام السياسي، وكان حوارا معمقا حول كيفية الخروج من الأزمة الحالية مع حماية التنوع والتعددية والميثاقية.
أما الجلسة الثانية فتناولت دور المنظمات الدولية في حل النزاعات وشاركت فيها الخبيرة في التدريب والتفكير الاستراتيجي الدكتورة لينا علم الدين وممثلة مشروع السلام التابع للبرنامج الانمائي للامم المتحدة ريما زعزع، حيث جرى استعراض آليات عمل المنظمات الدولية وبرامجها وأهم العناوين التي يعمل عليها برنامج السلام في لبنان، كما تمّ توزيع تقرير مكتوب عن دور قوات الطوارئ الدولية في لبنان (اليونيفيل). وكانت الجلسة الأخيرة حول دور الحوار في حل النزاعات ودور المؤسسات الحوارية في لبنان، وتحدث فيها الوزير السابق الدكتور طارق متري والمدير التنفيذي في مؤسسة أديان الدكتور إيلي الهندي، وتركزت على عرض التجارب الحوارية في حل النزاعات وشروط العمل الحواري ودور بعض المؤسسات الحوارية في لبنان والعالم.
كما أضفى حضور طلاب الجامعة اللبنانية والشباب من مختلف الاتجاهات على الورشة الحوارية حيويّةً مميزة، واتسمت النقاشات بصراحة كبيرة وجدية عالية، مما يؤشر لإمكانية توسعة هذه الحوارات رغم حدية المواقف وصراحتها في كثير من الأحيان.
وأهمية هذه الورشة الحوارية اليوم، أنها تشكل نموذجا وتجربة عملية حول كيفية مقاربات الأزمات في لبنان والبحث عن أفق جدي للحلول في المستقبل، وهي تتزامن مع تجارب حوارية مماثلة تتولاها مؤسسات لبنانية ودولية من أجل البحث عن مستقبل لبنان بعد الانتخابات النيابية وكيفية التحضير لعقد طاولة حوار لبنانية – لبنانية، سواء في بيروت أو بدعوة من جهات عربية ودولية.
بانتظار صدور توصيات الورشة والتقرير المفصّل عما جرى خلال الجلسات، فإن انعقادها والحضور المتنوع فيها يُشكلان رسالة إيجابية بأن خيار الحوار اللبناني- اللبناني يتقدم على أي خيار اخر، لا سيما وأن ذلك يتزامن من الإعلان عن الهدنة العسكرية في اليمن والحديث عن تسويات مستقبلية للأزمات في المنطقة.
وقد تناولت الورشة الحوارية في اليوم الأول، الموضوعات التالية: الأسباب التاريخية للنزاعات في لبنان وتحدث عنها المؤرخ الدكتور عبد الرؤوف سنو مقدّما عرضا تاريخيا لأسباب النزاعات ورؤيته للوضع المستقبلي في لبنان، وقد أثارت مداخلته نقاشا واسعا واستدعت ردا من عضو المكتب السياسي في حركة "أمل" حسن قبلان وعضو المجلس الاستشاري الدكتور زكي جمعة، خصوصا بشأن تحميل المقاومة مسؤولية الانهيار في لبنان واتهام القوى السياسية الشيعية بعدم طرح مشروع حقيقي لمعالجة مشكلة الطائفية السياسية.
وحول دور القوى الخارجية في لبنان، تحدث كلٌّ من الدكتور خلدون الشريف والوزير السابق الدكتور عدنان منصور، حيث استعرضا تطور الأزمات في لبنان منذ نشوئه الى اليوم ودور القوى الخارجية ووجود استعداد وقابلية لبنانية للتدخل الخارجي، وقدّم المحاضران أفكارا عملية لمعالجة الأزمات وأهمها الدعوة لحوار وطني يتناول محتلف القضايا الإشكالية.
وعن دور الأحزاب اللبنانية في النزاعات تحدث كلٌّ من الباحث في المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق الدكتور حسام مطر ورئيس حزب الخضر اللبناني وحركة السلام الدائم الأستاذ فادي أبي علام، حيث استعرضا دور الأحزاب اللبنانية في الأزمة الساسية وفي صناعة السلام والمشكلات التي تعاني منها، وقدّما أفكارا عملية لتطوير دور الأحزاب ودور الشباب اللبناني في التغيير.
وفي اليوم الثاني، خُصّصت الجلسة الأولى لموضوع دور الطوائف في النزاعات وشارك فيها الأب الدكتور باسم الراعي والدكتور طلال عتريسي، وتحدثا عن إشكالية الجماعات الطائفية بين الهويات المتصارعة والدور البناء وأزمة لبنان بين الميثاقية والنظام السياسي، وكان حوارا معمقا حول كيفية الخروج من الأزمة الحالية مع حماية التنوع والتعددية والميثاقية.
أما الجلسة الثانية فتناولت دور المنظمات الدولية في حل النزاعات وشاركت فيها الخبيرة في التدريب والتفكير الاستراتيجي الدكتورة لينا علم الدين وممثلة مشروع السلام التابع للبرنامج الانمائي للامم المتحدة ريما زعزع، حيث جرى استعراض آليات عمل المنظمات الدولية وبرامجها وأهم العناوين التي يعمل عليها برنامج السلام في لبنان، كما تمّ توزيع تقرير مكتوب عن دور قوات الطوارئ الدولية في لبنان (اليونيفيل). وكانت الجلسة الأخيرة حول دور الحوار في حل النزاعات ودور المؤسسات الحوارية في لبنان، وتحدث فيها الوزير السابق الدكتور طارق متري والمدير التنفيذي في مؤسسة أديان الدكتور إيلي الهندي، وتركزت على عرض التجارب الحوارية في حل النزاعات وشروط العمل الحواري ودور بعض المؤسسات الحوارية في لبنان والعالم.
كما أضفى حضور طلاب الجامعة اللبنانية والشباب من مختلف الاتجاهات على الورشة الحوارية حيويّةً مميزة، واتسمت النقاشات بصراحة كبيرة وجدية عالية، مما يؤشر لإمكانية توسعة هذه الحوارات رغم حدية المواقف وصراحتها في كثير من الأحيان.
وأهمية هذه الورشة الحوارية اليوم، أنها تشكل نموذجا وتجربة عملية حول كيفية مقاربات الأزمات في لبنان والبحث عن أفق جدي للحلول في المستقبل، وهي تتزامن مع تجارب حوارية مماثلة تتولاها مؤسسات لبنانية ودولية من أجل البحث عن مستقبل لبنان بعد الانتخابات النيابية وكيفية التحضير لعقد طاولة حوار لبنانية – لبنانية، سواء في بيروت أو بدعوة من جهات عربية ودولية.
بانتظار صدور توصيات الورشة والتقرير المفصّل عما جرى خلال الجلسات، فإن انعقادها والحضور المتنوع فيها يُشكلان رسالة إيجابية بأن خيار الحوار اللبناني- اللبناني يتقدم على أي خيار اخر، لا سيما وأن ذلك يتزامن من الإعلان عن الهدنة العسكرية في اليمن والحديث عن تسويات مستقبلية للأزمات في المنطقة.