في واقعة متكرّرة، اندلع حريق ليل الأحد داخل مخيم بحركة قرب أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، الذي يضم آلاف النازحين من محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل شمالي العراق. وأعلنت فرق الدفاع المدني في أربيل وفاة فتى يبلغ من العمر 17 عامًا إثر الحريق.
هذا الحادث هو واحد من سلسلة حوادث مشابهة تعرّضت لها مخيمات تضم عشرات آلاف النازحين العراقيين من المناطق التي احتلها تنظيم "داعش" الإرهابي بين عامي 2014 و2017، في محافظات مثل نينوى وصلاح الدين وديالى.
فما سبب هذه الحرائق؟ وهل هي متعمّدة؟
كان لـ"جسور" حديث مع الناطق الرسمي في وزارة الهجرة العراقية علي عباس جهانكير الذي أوضح ملابسات الحادث داخل المخيم وقال، "بحسب تقرير الأدلّة الجنائية فإن سبب الحريق هو ماس كهربائي، مع الاشارة الى أن إدارة المخيمات هي على عاتق حكومة اقليم كردستان"، وأضاف، "مع ذلك تواجدت الوزارة منذ اللحظات الأولى للحادث واستطعنا في تلك اللحظات نقل الأُسَر الى مكان آمن في نفس المخيم وتجهيز المكان وتزويدهم بكرفانات بديلة، بدل الذي تعرض للحريق وتزويدهم بالمستلزمات الإغاثية العاجلة التي يحتاجونها".
واعتبر أن سبب هذه الحوادث الإهمال وعبث الأطفال أو عدم صيانة الأسلاك أو عدم متابعة هذه الأمور داخل المخيّم".
إجراءات الوزارة
وذكّر انه "في حين أن إدارة المخيمات تقع على عاتق الإقليم بمتابعة الأمور داخل المخيم، إلا أنني طلبت من الإدارات الكشف عن كل المخيمات وتشخيص الحالات التي تحتاج الى صيانة خاصة للتسليك واستبدال الأسلاك الكهربائية والكابلات التي نتوقع أن تكون مسببة للحرائق".
الأعمال مشبوهة أم قضاء وقدر؟
يقول جهانكير إن "الحادث قضاء وقدر ولا علاقة له بأعمال مشبوهة بفعل فاعل، وبالنسبة لنا نسلّم لتقرير الجهات المختصّة بهذا الاتجاه، ووضع النازحين كوضع أي مخيّم وينقصه الكثير، لكن نحن وبالرغم من هذه الظروف وإمكانيات الوزارة، إلا أننا جهّزنا بما يمكن داخل المخيم من توفير المياه والكهرباء والمستوصفات والمدارس، وها نحن نسعى لإعادتهم بعد تأهيل مناطقهم وإزالة التحديات التي تحول دون عودتهم إلى مناطقهم الأصلية".
التفادي.. هل يمكن ضمنه؟
وردًا على سؤال عمّا إذا بالإمكان تفادي هكذا حوادث، رأى أن "كل الجهات عليها التعاون بالاضافة إلى العائلة وربّ الاسرة والأشخاص القائمين على ادارة المخيمات، كذلك لا بد من التعامل مع هذا الوضع بواقعية أكثر لأن موضوع الكهرباء والحرائق موضوع غير مضمون حتى في مناطق سكنية ثابتة، فكيف إذا كنا نتحدث عن مخيم يحتاج الى تركيز أكثر. من جهتي دعوت لأن يكون هناك ورش وبرامج تثقيفيّة للأُسَر ومتابعة الأطفال وتجنّب العبث بهكذا أمور داخل المخيمات".