في خطوة مفاجئة أعلن الثنائي الشيعي حركة أمل وحزب الله، العودة إلى جلسات مجلس الوزراء في لبنان. وبدأت الأوساط السياسية تتحدث عن ثمن هذه العودة التي ربطها محللون بهواجس من "انفجار شعبي" جراء تدهور الأوضاع المعيشية من جهة، وتجميد التحقيق في ملف إنفجار مرفأ بيروت من جهة أخرى.
الحكومة اللبنانية إذاً مدعوة للإنعقاد بعد نحو 90 يوماً من تعطيلها، فيما يتم تحضير مشروع الموازنة لتسليمه لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي ليوزعه على الوزراء. وفي حين يفصل البعض العودة عن الملفات الإقليمية وخصوصا محادثات فيينا بين الولايات المتحدة وايران، يؤكد محللون أن عودة الحكومة إلى الإنعقاد ليست أكثر من "رسالة اختبار نيّات إيرانية تمرر عبر لبنان باتّجاه الولايات المتّحدة" وهذا ما أكده الصحافي والكاتب اللبناني منير الربيع.
إيران تتراجع؟
فقد أشار الصحافي منير الربيع، في حديثٍ لـ"جسور"، أنه لا يمكن فصل الملف اللبناني الداخلي عن تطورات الوضع الإقليمي، "كل ما يحدث في لبنان مرتبط بالوضع العام في المنطقة وبمفاوضات فيينا. لذلك عودة حزب الله الى الحكومة تعكس المسار التقدمي الذي تعتبر إيران أنها قد حققته مع الولايات المتحدة في المفاوضات النووية".
يعتبر الربيع، أن السياق التصعيدي مستمر رغم التفاوض السعودي – الإيراني، إذ إن "مقوماته في اليمن ولبنان لا تزال قائمة وهذا ما لمسناه في الهجوم الذي شنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، على السعودية أخيراً وتنظيم مؤتمرات للمعارضة البحرينية في لبنان وغيرها من الأمور التي تؤكد أن التفاوض بين الرياض وطهران لا يمنع أن تعزز الأخيرة أوراقها في الساحة اللبنانية من خلال حزب الله لجعل لبنان منصة عمليات سياسية واعلامية لها".
ومع تقدم المفاوضات في فيينا، وجدت ايران أنها غير قادرة على التراجع في اليمن لذلك قدمت تراجعا بسيطا في لبنان تمثل بالعودة الى جلسات مجلس الوزراء.
يعتبر الربيع، أن السياق التصعيدي مستمر رغم التفاوض السعودي – الإيراني، إذ إن "مقوماته في اليمن ولبنان لا تزال قائمة وهذا ما لمسناه في الهجوم الذي شنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، على السعودية أخيراً وتنظيم مؤتمرات للمعارضة البحرينية في لبنان وغيرها من الأمور التي تؤكد أن التفاوض بين الرياض وطهران لا يمنع أن تعزز الأخيرة أوراقها في الساحة اللبنانية من خلال حزب الله لجعل لبنان منصة عمليات سياسية واعلامية لها".
ومع تقدم المفاوضات في فيينا، وجدت ايران أنها غير قادرة على التراجع في اليمن لذلك قدمت تراجعا بسيطا في لبنان تمثل بالعودة الى جلسات مجلس الوزراء.
تموضع داخلي
بحسب الربيع، "حقق حزب الله مرحلياً ما يريده من خلال تجميد التحقيقات في مرفأ بيروت التي يقودها القاضي طارق البيطار من خلال شغور منصب قاضٍ في الهيئة الإتهامية وبالتالي لن يتم تعين بديل عنه ما يعني أن التحقيق مجمد". وتابع ، "أضف إلى قضية المرفأ يرغب حزب الله بإرضاء حلفائه في الداخل وخصوصاً الرئيس ميشال عون الذي اعتبر أن حليفه (حزب الله) يدخل لبنان والعهد في أزمة".
ويسعى حزب الله مع اقتراب الإستحقاق الإنتخابي إلى تثبيت علاقته مع الحلفاء واعادة تعزيز وضعه السياسي إلا أن الوضع الإقتصادي والمعيشي المتردي في البلاد جعل من حزب الله مرغماً على العودة إلى الحكومة لاسترضاء الجميع وعلى رأسهم بيئته الحاضنة بحسب الربيع. فمن خلال هذه العودة يقول "أنا عدت للمشاركة في نسج خطة التعافي مع صندوق النقد الدولي والموازنة". وأشار الربيع إلى أن "هذه العودة لن تخلو من مشكلات محتملة اذ سيرفض حزب الله تحرير سعر الصرف ورفع تعرفة الكهرباء ورفع الخدمات الاساسية وبالتالي لن تكون عودة الجلسات سلسة".
ويسعى حزب الله مع اقتراب الإستحقاق الإنتخابي إلى تثبيت علاقته مع الحلفاء واعادة تعزيز وضعه السياسي إلا أن الوضع الإقتصادي والمعيشي المتردي في البلاد جعل من حزب الله مرغماً على العودة إلى الحكومة لاسترضاء الجميع وعلى رأسهم بيئته الحاضنة بحسب الربيع. فمن خلال هذه العودة يقول "أنا عدت للمشاركة في نسج خطة التعافي مع صندوق النقد الدولي والموازنة". وأشار الربيع إلى أن "هذه العودة لن تخلو من مشكلات محتملة اذ سيرفض حزب الله تحرير سعر الصرف ورفع تعرفة الكهرباء ورفع الخدمات الاساسية وبالتالي لن تكون عودة الجلسات سلسة".
حزب الله متورط؟
توازياً، أشار القيادي السابق في حركة أمل الصحافي محمد عبيد، الى أن عودة الثنائي لجلسات الحكومة لا علاقة لها بتحقيقات المرفأ اذ ان التحقيق يستخدم من قبل الوزراء المطلوبين للتحقيق من خلال استخدام اسلوب المماحكة عبر تقديم طلبات الرد. واعتبر عبيد أن هذا الموضوع يعالج من قبل الجهات القضائية المعنية لإيقاف هذه "المهزلة" وإنجاز التحقيق ومثول الوزراء وأي شخص آخر أمام العدالة.
وفي اتصال مع "جسور"، أكد عبيد وجود ضغوطات على المستوى الشعبي والسياسي العام وهو أحد أسباب عودة حزب الله تحديداً للمشاركة في جلسات الحكومة. وأضاف، "الرئيس بري (رئيس مجلس النواب اللبناني) لديه مصلحة بتجميد أو عدم العودة إلى مجلس الوزراء بانتظار إيجاد حل للقاضي طارق البيطار إلا ان حزب الله لا مصلحة له بذلك فلا أحد من وزرائه أو نوابه متهم بالقضية وبالتالي هو غير معني بالتعطيل خصوصاً أنه بادر الى تسمية الرئيس ميقاتي لرئاسة الحكومة ومتحمس لدور الحكومة الذي ستعلبه في انقاذ الوضع الإقتصادي المتردي".
واعتبر عبيد، أن "الحزب تورط في الموقف مع بري وبات أسيراً له الى حين اتخذ قراراً متأخرا بالعودة إلى مجلس الوزراء ضمن شروط".
وفي اتصال مع "جسور"، أكد عبيد وجود ضغوطات على المستوى الشعبي والسياسي العام وهو أحد أسباب عودة حزب الله تحديداً للمشاركة في جلسات الحكومة. وأضاف، "الرئيس بري (رئيس مجلس النواب اللبناني) لديه مصلحة بتجميد أو عدم العودة إلى مجلس الوزراء بانتظار إيجاد حل للقاضي طارق البيطار إلا ان حزب الله لا مصلحة له بذلك فلا أحد من وزرائه أو نوابه متهم بالقضية وبالتالي هو غير معني بالتعطيل خصوصاً أنه بادر الى تسمية الرئيس ميقاتي لرئاسة الحكومة ومتحمس لدور الحكومة الذي ستعلبه في انقاذ الوضع الإقتصادي المتردي".
واعتبر عبيد، أن "الحزب تورط في الموقف مع بري وبات أسيراً له الى حين اتخذ قراراً متأخرا بالعودة إلى مجلس الوزراء ضمن شروط".
معطيات إيجابية
وعن الملفات العالقة بين الافرقاء على صعيد القرارات المالية وسعر الصرف والتفاوض مع صندوق النقد الدولي، أكد عبيد أن التعاطي مع هذه الملفات خاضع للأداء في الحكومة"، مشيراً إلى أنه وبحسب مطعياته، حزب الله سيكون متعاوناً جداً وايجابياً لمعالجة ما أمكنه من الشؤون المعيشية والإجتماعية والإقتصادية سعياً لتحقيق الإستقرار الداخلي في الشأن العام.
هذا وأوضح عبيد الدور المقبل لحزب الله من بوابة الخيارات البديلة عن العودة لجلسات الحكومة إذ قال: "دور حزب الله الايجابي في المرحلة المقبلة سببه وقف الإنهيار الاقتصادي والمالي والنقدي قدر الإمكان الذي سيترجم حكماً بإشكالات أمنية على الأرض الحزب بغنى عنها ولا يريدها".
هذا وأوضح عبيد الدور المقبل لحزب الله من بوابة الخيارات البديلة عن العودة لجلسات الحكومة إذ قال: "دور حزب الله الايجابي في المرحلة المقبلة سببه وقف الإنهيار الاقتصادي والمالي والنقدي قدر الإمكان الذي سيترجم حكماً بإشكالات أمنية على الأرض الحزب بغنى عنها ولا يريدها".