بعد نجاة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من محاولة اغتياله في مقر إقامته في المنطقة الخضراء، وسط العاصمة بغداد، في الساعات الأولى من فجر الأحد، عادت جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري إلى الأذهان، لا سيّما وأن القرن الجاري لم يشهد حوادث مماثلة استهدفت رؤساء وزراء عرب، كما أن الشخصيتين وصلتا بتفاهمات إقليمية، وعملتا على مشاريع "أزعجت" البعض، إضافة إلى أن الظروف بين بيروت 2005 وبغداد 2021، قد تتقاطع وتتشابه.
في السياق، اعتبر المحلل السياسي اللبناني مصطفى فحص، في حديث لـ"جسور"، أن "الاعتداء على الكاظمي لم يكن على شخصه فقط، بل على فكرة تمكّن شخص من صنعها في موقع رئاسة الوزراء العراقية، وهذه الفكرة أثارت حفيظة بعض الأطراف الداخلية والخارجية التي لا ترغب بأن يستعيد العراق مكانته الطبيعية"؛ ويرى فحص أنّ ذلك، يتقاطع "تماماً مع ما حدث لـ(رئيس الوزراء اللبناني السابق) الشهيد رفيق الحريري، عندما حاول أن يعيد لبنان إلى موقعه الطبيعي، وأتى من يرفض ذلك، ليغتاله ويغتال معه فكرته، ويُغيّر لبنان بعد الواقعة".
واعتبر فحص، أن "الكاظمي هو ضد أي تدخل أجنبي في شؤون العراق، ويحترم الخصوصية الإيرانية، لكنه يرفض كل محاولات الهيمنة والطموحات الإقليمية على حساب بلاده ومصلحة شعبه، لذلك من الطبيعي أن تعتبر إيران الكاظمي خصماً لها، بالرغم من أن الأخير لا يعتبر الإيرانيين خصوماً له".
وتابع: "إخراج الكاظمي من المعادلة السياسة كان صعباً، فاتّخذت بعض الأطراف فكرة إخراجه جسديّاً، أي محاولة اغتياله، ما أثبت أن هذه الأطراف هي غير متماسكة لا داخليّاً ولا خارجيّاً، وتُعاني من تشرذم في موقفها وقراراتها وموقعها".
وقال فحص، إن "هذه المحاولة الفاشلة بدت أنها مرتبطة بالتحوّل الجيوسياسي الذي حدث في المنطقة، منذ سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين، مثلها مثل اغتيال الشهيد رفيق الحريري، المرتبط بقطع الطريق على مشروع إقليمي طويل عريض يصل إلى سوريا والعراق أيضاً".
"أوانٍ مستطرقة..."
من جهته، أكد المحلل السياسي العراقي، فلاح الذهبي، في حديث لـ"جسور"، أن "الأوضاع في لبنان والعراق هي "أوانٍ مستطرقة" (مجموعة أوانٍ متصلة يستقرّ فيها أي سائل بشكل متوازن، وتستخدم في المختبرات)، لأن ما يحصل في لبنان يتكرّر في العراق والعكس هو صحيح، من الصراعات الطائفية والسلاح المتفلت والمشاكل العشائرية ومحاولات الاغتيال، والتشابه الأكبر هو غياب إرادة سياسية موحدة في اتخاذ القرارات".
وأشار إلى "أنهم حاولوا اغتيال الكاظمي، لأنه يريد أن يوقف مشروع اللادولة في العراق، وعمل من أجله على الصعيدين الخارجي والداخلي، وتمكن من تأمين التقارب بين السعودية وإيران، وعمِل على مشروع الربط بين مصر والأردن والعراق، وعلى لقاء الأديان الذي حصل في مدينة أور التاريخية بزيارة البابا (فرنسيس)، وهو شخص مستقل استطاع في سنة واحدة أن يعيد 3 مليار دولار إلى خزينة الدولة العراقية".
ورأى أن "المشكلة تكمن في أن المنافسة هي على البقاء لا على بقاء الأفضل"، لافتاً إلى أن "الوضع في العراق ينقسم إلى إمبراطوريتين: الفارسية والعثمانية، وكلٌّ يبحث عن أمنه القومي وعن مصالحه، وحروبهم خارجية، في خضم كل ما يحصل".
استهداف المنطقة الخضراء
في السياق، اعتبر المحلل السياسي اللبناني مصطفى فحص، في حديث لـ"جسور"، أن "الاعتداء على الكاظمي لم يكن على شخصه فقط، بل على فكرة تمكّن شخص من صنعها في موقع رئاسة الوزراء العراقية، وهذه الفكرة أثارت حفيظة بعض الأطراف الداخلية والخارجية التي لا ترغب بأن يستعيد العراق مكانته الطبيعية"؛ ويرى فحص أنّ ذلك، يتقاطع "تماماً مع ما حدث لـ(رئيس الوزراء اللبناني السابق) الشهيد رفيق الحريري، عندما حاول أن يعيد لبنان إلى موقعه الطبيعي، وأتى من يرفض ذلك، ليغتاله ويغتال معه فكرته، ويُغيّر لبنان بعد الواقعة".
واعتبر فحص، أن "الكاظمي هو ضد أي تدخل أجنبي في شؤون العراق، ويحترم الخصوصية الإيرانية، لكنه يرفض كل محاولات الهيمنة والطموحات الإقليمية على حساب بلاده ومصلحة شعبه، لذلك من الطبيعي أن تعتبر إيران الكاظمي خصماً لها، بالرغم من أن الأخير لا يعتبر الإيرانيين خصوماً له".
وتابع: "إخراج الكاظمي من المعادلة السياسة كان صعباً، فاتّخذت بعض الأطراف فكرة إخراجه جسديّاً، أي محاولة اغتياله، ما أثبت أن هذه الأطراف هي غير متماسكة لا داخليّاً ولا خارجيّاً، وتُعاني من تشرذم في موقفها وقراراتها وموقعها".
وقال فحص، إن "هذه المحاولة الفاشلة بدت أنها مرتبطة بالتحوّل الجيوسياسي الذي حدث في المنطقة، منذ سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين، مثلها مثل اغتيال الشهيد رفيق الحريري، المرتبط بقطع الطريق على مشروع إقليمي طويل عريض يصل إلى سوريا والعراق أيضاً".
"أوانٍ مستطرقة..."
من جهته، أكد المحلل السياسي العراقي، فلاح الذهبي، في حديث لـ"جسور"، أن "الأوضاع في لبنان والعراق هي "أوانٍ مستطرقة" (مجموعة أوانٍ متصلة يستقرّ فيها أي سائل بشكل متوازن، وتستخدم في المختبرات)، لأن ما يحصل في لبنان يتكرّر في العراق والعكس هو صحيح، من الصراعات الطائفية والسلاح المتفلت والمشاكل العشائرية ومحاولات الاغتيال، والتشابه الأكبر هو غياب إرادة سياسية موحدة في اتخاذ القرارات".
وأشار إلى "أنهم حاولوا اغتيال الكاظمي، لأنه يريد أن يوقف مشروع اللادولة في العراق، وعمل من أجله على الصعيدين الخارجي والداخلي، وتمكن من تأمين التقارب بين السعودية وإيران، وعمِل على مشروع الربط بين مصر والأردن والعراق، وعلى لقاء الأديان الذي حصل في مدينة أور التاريخية بزيارة البابا (فرنسيس)، وهو شخص مستقل استطاع في سنة واحدة أن يعيد 3 مليار دولار إلى خزينة الدولة العراقية".
ورأى أن "المشكلة تكمن في أن المنافسة هي على البقاء لا على بقاء الأفضل"، لافتاً إلى أن "الوضع في العراق ينقسم إلى إمبراطوريتين: الفارسية والعثمانية، وكلٌّ يبحث عن أمنه القومي وعن مصالحه، وحروبهم خارجية، في خضم كل ما يحصل".
استهداف المنطقة الخضراء
وكانت وزارة الداخلية العراقية قد أكدت أن محاولة اغتيال رئيس حكومة تصريف الأعمال، مصطفى الكاظمي، قد جرت باستخدام 3 طائرات مسيرة.
وفي وقت متأخر ليل الأحد، حدّد الناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول، أن "الطائرتين المسيرتين اللتين نفذتا الهجوم على منزل رئيس مجلس الوزراء القائد العام القوات مسلحة مصطفى الكاظمي انطلقتا من منطقة تبعد 12 كيلومتراً شمال شرق بغداد"، لافتا إلى أن "الطائرتين المسيرتين لم تحلقا بجوار السفارة الأمريكية أو بالقرب منها للتصدي لها عبر منظومة السيرام".
وشهدت المنطقة إطلاق نار كثيف فجر الأحد، دفع البعض للاعتقاد أن هناك محاولة لاقتحام المنطقة، لكن تبين أنها كانت أصوات مضادات الطائرات التي أسقطت المسيرتين.
وأعلن مدير إعلام وزارة الداخلية، اللواء سعد معن، في تصريح صحافي، إجراء "تحقيق واسع للوصول للجناة من خلال متابعة مناطق الانطلاق والآلية المستخدمة".
وأكد معن وقوع إصابات لبعض المتواجدين في منزل الكاظمي جراء محاولة الاغتيال، مشيرا إلى أنهم يتلقون العلاج.
وقال بيان لخلية الإعلام الأمني: "محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها رئيس مجلس الوزراء العراقي بواسطة طائرة مسيرة مفخخة حاولت استهداف مكان إقامته في المنطقة الخضراء ببغداد من دون أن يصاب بأي أذى". وتعرض منزل الكاظمي لأضرار متفرقة جراء الهجوم بالطائرات المسيرة.
الكاظمي: نحن بألف خير!
ودعا الرئيس الكاظمي الجميع إلى الحوار الهادف والبناء من أجل العراق ومستقبله، فيما أشار إلى أن الصواريخ والطائرات المسيرة الجبانة لا تبني أوطاننا ولا مستقبلنا.
وقال الكاظمي في كلمة له: "إلى أهلي وشعبي في كل مكان من العراق العظيم، إلى كل من قلق في هذه الليلة، فقد تعرض منزلي إلى عدوان جبان وأنا ومن يعمل معي بألف خير".
وأضاف: ان "قواتكم الأمنية والعسكرية البطلة تعمل على استقرار العراق وحمايته"، لافتا الى أن "الصواريخ والطائرات المسيرة الجبانة لا تبني أوطاننا ولا مستقبلنا"، فيما قال: "نحن نعمل على بناء وطننا عبر احترام الدولة ومؤسساتها وعبر تأسيس مستقبل أفضل لكل العراقيين"، داعيا الجميع إلى "الحوار الهادف والبناء من اجل العراق ومستقبله".
وفي وقت متأخر ليل الأحد، حدّد الناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول، أن "الطائرتين المسيرتين اللتين نفذتا الهجوم على منزل رئيس مجلس الوزراء القائد العام القوات مسلحة مصطفى الكاظمي انطلقتا من منطقة تبعد 12 كيلومتراً شمال شرق بغداد"، لافتا إلى أن "الطائرتين المسيرتين لم تحلقا بجوار السفارة الأمريكية أو بالقرب منها للتصدي لها عبر منظومة السيرام".
وشهدت المنطقة إطلاق نار كثيف فجر الأحد، دفع البعض للاعتقاد أن هناك محاولة لاقتحام المنطقة، لكن تبين أنها كانت أصوات مضادات الطائرات التي أسقطت المسيرتين.
وأعلن مدير إعلام وزارة الداخلية، اللواء سعد معن، في تصريح صحافي، إجراء "تحقيق واسع للوصول للجناة من خلال متابعة مناطق الانطلاق والآلية المستخدمة".
وأكد معن وقوع إصابات لبعض المتواجدين في منزل الكاظمي جراء محاولة الاغتيال، مشيرا إلى أنهم يتلقون العلاج.
وقال بيان لخلية الإعلام الأمني: "محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها رئيس مجلس الوزراء العراقي بواسطة طائرة مسيرة مفخخة حاولت استهداف مكان إقامته في المنطقة الخضراء ببغداد من دون أن يصاب بأي أذى". وتعرض منزل الكاظمي لأضرار متفرقة جراء الهجوم بالطائرات المسيرة.
الكاظمي: نحن بألف خير!
ودعا الرئيس الكاظمي الجميع إلى الحوار الهادف والبناء من أجل العراق ومستقبله، فيما أشار إلى أن الصواريخ والطائرات المسيرة الجبانة لا تبني أوطاننا ولا مستقبلنا.
وقال الكاظمي في كلمة له: "إلى أهلي وشعبي في كل مكان من العراق العظيم، إلى كل من قلق في هذه الليلة، فقد تعرض منزلي إلى عدوان جبان وأنا ومن يعمل معي بألف خير".
وأضاف: ان "قواتكم الأمنية والعسكرية البطلة تعمل على استقرار العراق وحمايته"، لافتا الى أن "الصواريخ والطائرات المسيرة الجبانة لا تبني أوطاننا ولا مستقبلنا"، فيما قال: "نحن نعمل على بناء وطننا عبر احترام الدولة ومؤسساتها وعبر تأسيس مستقبل أفضل لكل العراقيين"، داعيا الجميع إلى "الحوار الهادف والبناء من اجل العراق ومستقبله".