أطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على اللبنانيين ليفجر قنبلة عسكرية واستراتيجية تمثلت بكشفه علنا وللمرة الاولى ان حزب الله بات يتملك ويحول آلاف الصواريخ إلى صواريخ دقيقة، كما وان المقاومة بدأت ومنذ مدة طويلة بتصنيع المسيرات. فماذا ومن قصد نصرالله برسالته النارية هذه؟ هل وجهها الى العدو الاسرائيلي فقط أم انها رسالة للداخل اللبناني وتحديدا الى الدولة الللبنانية او ما تبقى منها؟ ام هي لشد العصب الانتخابي مع اقتراب موعد الانتخابات؟
اللافت في خطابه الأخير تركيزه على الشعب واعتباره إياه عنصراً أساسياً في المعادلة لكنه ما لبث أن حصره ببيئة حزب الله موضحاً أن احتضانها ودعمها له أساسيان لاستمراره، واضعاً الدفاع عنها وعن كرامتها من أولوياته.
إعلان نصرالله عن امتلاك حزب الله منظومة محدثة من الصورايخ لا بد أن تكون له دلالاته وليس مستغرباً أن يكون الهدف منه توجيه رسائل معينة في هذا التوقيت بالذات.
وتجدر الإشارة إلى أن شريطاً مصوراً من إنتاج حزب الله انتشر على مواقع التواصل الإجماعي قبيل إطلالة أمينه العام يظهر فيه تسعة عناصره يخضعون لتدريبات عسكرية بطريقة محترفة على الثلج.
إجماع لبناني
ولاجراء قراءة في توقيت إعلان نصرالله عن امتلاكة منظومة صواريخ متطورة تواصلت "جسور" مع الجنرال خالد حمادة الذي شدد على أن "الشعب اللبناني بكافة طوائفه وفي مقدمتهم الطائفة الشيعية غير راغب بالانتقال بلبنان إلى جمهورية إسلامية يقودها من طهران الولي الفقيه". فاللبنانيون، على حد قوله، لا يشعرون بالطمأنينة لسلاح الحزب ويرون فيه "سلاحاً غير لبناني موضوعاً بتصرف الجمهورية الإسلامية، وهدفه إبعاد لبنان عن تاريخه ومستقبله وأيضاً عن قيمه كوطن تعددي ووطن الحريات".
أما التقنيات الحديثة، يتابع حمادة "إن كان من جهزها لبنانيون أو إيرانيون، فلا تعود على لبنان والعالم العربي إلا بمزيد من الانهيار الاقتصادي والانشقاق الاجتماعي وبمزيد من إسقاط كل عناصر القوة التي يتمتع بها لبنان". بالتالي، هذا الشعب الذي عوّل عليه الأمين العام لحزب الله في خطابه يرى حمادة أنه "غير متحمس لفكرة إدخاله في سباق التسلح الذي تخوضه طهران عبر الإعلام أو بالسرّ، وفي مسار النفاق المتبادل بين إيران والولايات المتحدة الأميركية حول المفاوضات النووية في فيينا".
ولفت الجنرال حمادة إلى ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل والذي لا يزال على نار حامية، "بالأمس تخلى رئيس الجمهورية عن الخط 29 لصالح العدو الإسرائيلي وقدم له أكثر من ألف كلم مربع من المياه الاقتصادية الخالصة إلا أننا لم نر أي ردة فعل من الحزب تظهر قيمة صواريخه في التصدي لقرار التخلي عن أي نقطة من مياه لبنان الإقليمية".
وختم بالقول إن "رهان اللبنانيين الوحيد يبقى على السلاح الشرعي والجيش اللبناني".
"حق المقاومة"
من جهته قال رئيس تحرير شبكة مرايا الدولية فادي أبو دية في اتصال مع "جسور" "لا شك أن رسالة السيد نصرالله كانت واضحة حول امتلاك المقاومة لمنظومة صاروخية قادرة أن تغير معادلة القصف أو الحد من حركتها" مؤكداً أن "المقاومة تطور قدرتها بالتزامن مع تزايد التهديدات الإسرائيلية وهذا من شأنه إقامة توازن الردع" باعتبار أن لبنان أمام عدو تدعمه معظم دول العالم، كما أضاف، ويقفز فوق كل القوانين الدولية بالتالي وبحسب أبو دية "فإنه لا يفهم الا لغة المقاومة والقوة".
وأعلن أبو دية " نحن أمام معادلة الجو التي أربكت كل حسابات العدو الاسرائيلي" معتبراً أن إعلان نصرالله يقع ضمن "حق المقاومة" في امتلاك الأسلحة النوعية لمنع العدو الاسرائيلي من استباحة الاجواء اللبنانية بمسيرات أو طائرات، كما سبق لها أن منعته المقاومة من استباحة الأرض والبحر.