بعد استهداف مقر النائب عن تحالف "تقدم"، عبد الكريم عبطان، في بغداد، اعتبر مراقبون أن التفجيرات على الرغم من محدودية الخسائر التي أحدثتها، إلا أنها كانت رسالة إلى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
أضرار مادية فقط خلّفها هجوم بقنبلة استهدف مكتب النائب عبدالكريم عبطان بتحالف "تقدم" في شارع 40 بمنطقة السيدية في بغداد.
وكانت مصادر أمنية عراقية، أفادت بوقوع انفجارٍ وإطلاقِ نار قرب مقر النائب عبطان، مضيفة أن الهجوم تم بقنبلة يدوية من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
ويأتي الهجوم بعد تعرض عدد من المقار الحزبية والسياسية في بغداد إلى هجمات مسلحة، تقول الحكومة العراقية إن التحقيقات جارية للكشف عن منفذيها.
رسالة تهديد!
وفي أول تعليق على الهجوم الذي استهدف منزله في منطقة السيدية في بغداد، كشف النائب عبدالكريم عبطان، أنه تعرض سابقا لتهديدات.
وأوضح القيادي في تحالف "تقدم"، بتغريدة على حسابه على تويتر، ليل السبت الأحد، أنه وجد ظرفاً أمام باب منزله، يحمل رسالة تهديد.
وجاء في الرسالة المذكورة، بحسب عبطان، نصا مفاده: "تحالفك مع الأغلبية الوطنية سيحملك الكثير من العواقب"، في إشارة إلى تحالف تقدم مع التيار الصدري في تشكيل الحكومة الجديدة، التي أكد مرارا مقتدى الصدر، أنه يريدها حكومة أغلبية وطنية.
كما أشار إلى أن موجهي التهديد طلبوا منه الإتجاه نحو حكومة توافقية والإنسحاب من "تقدم "، معتبرا أن استهداف منزله كانت أولى طلائع هذا التهديد.
ترهيب وتخويف!
وحمل استهداف مكتب النائب عبدالكريم عبطان، رسالة ترهيب جديدة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والأحزاب التي تستعد للتحالف معه لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، مفادها أن الفصائل المعترضة لن تسمح بأي تكتلات سياسية ولا بحكومة جديدة تكون هي خارجها.
وفي هذا الشأن، يقول الكاتب والمحلل السياسي علي البيدر، في حديث لـ"جسور"، إنّ "الهجمات الأخيرة على المقار الحزبية والسياسية في بغداد تأتي في إطار رسائل التخويف التي تستخدمها بعض الجماعات المسلحة من أجل الضغط السياسي على تلك الأطراف لثنيها عن بعض القرارات السياسية وإجبارها على التراجع عن بعض المواقف التي اتخذتها".
وبيّن البيدر، أنّ تلك الهجمات "تعتمد على استهداف بعض الشخصيات والمقرات الحزبية التابعة للأطراف السنيّة والكردية كونها الأضعف في أماكن نفوذ تلك الجماعات، التي لا تستطيع مهاجمة التيار الصدري الذي يمتلك بدوره جماعات مسلحة، وبذلك تلجأ الجماعات المسلحة لإرهاب هذه الأطراف التي لا تمتلك السلاح، وهذا بطبيعة الحال يناقض التوجهات الديمقراطية والصراع السياسي الذي تحول إلى صراع مسلّح من طرف واحد".
وشدّد البيدر عبر "جسور"، على ضرورة أن تتخذ المؤسسات الأمنية التابعة للدولة مواقف أكثر حزما في منع تلك العمليات وحماية الأطراف الفاعلة داخل المنظومة السياسية.
من جهته، اعتبر المستشار في المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية، الدكتور الناصر دريد، في حديث لـ"جسور"، أنّ "الهجمات الإرهابية تأتي في إطار إرهاب الطرف الآخر كي يتخلى ربما عن تحالفه مع الصدر تحت الخوف والترهيب"، وبالتالي "تسقط عملية الأغلبية التي يتباهى الصدر بها في التشكيلة الحكومية المرتقبة".
وتساءل دريد عما "إذا كانت الهجمات من ضمن استراتيجية متّبعة من قبل كل الإطار التنسيقي (يضم حزب نوري المالكي، وتحالف الفتح وغيرهما من الحركات الشيعية) وبموافقته، أم هي تصرفات فردية لبعض الأطراف داخل هذا الإطار؟".
وساطة إيرانية؟
يأتي الهجوم فيما لا تزال المشاورات بين الكتل النيابية مستمرة من أجل تشكيل الحكومة، لاسيما بين التيار الصدري الذي أثبتت الانتخابات النيابية في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي فوزه بـ 73 نائبا، ليتصدّر بذلك النتائج، وسط تراجع مرير للأحزاب الموالية لإيران في البلاد.
وكان الصدر دعم ترشح رئيس البرلمان محمد الحلبوسي لولاية ثانية، وقد فاز بها الأحد الماضي، فيما دعمت الأحزاب والفصائل المقربة من طهران والمنضوية ضمن الإطار التنسيقي مرشحا آخر، في خطوة زادت التوتر بين الجانبين.
وعن جديد ملف الحكومة، رأى الباحث في الشأن السياسي والاقتصادي، نبيل جبار العلي، أن "الكرة لا زالت في ملعب القوى الشيعية لتشكيل الحكومة، والمحادثات مستمرة بين قطبي الشيعة ومجموعة الإطار التنسيقي من جهة ثانية"؛ لافتا في اتصال مع "جسور" إلى أن "ليلة السبت شهدت لقاء بين الصدر ورئيس تحالف فتح هادي العامري في النجف الأشرف، بهدف تفكيك الأزمة السياسية بين الأطراف الشيعية".
وكشف العلي، عن وساطة إيرانية يُحاك جزء منها في بغداد والآخر في طهران لحلحلة الصراع القائم بين القوى السياسية الشيعية.
"زوبعات صبيانية"
وحادث استهداف مكتب عبطان، لم يكن الأول من نوعه، إذ تعرضت مكاتب "تقدم" و"عزم" و"الحزب الديمقراطي الكردستاني" (رابع الترتيب برصيد 31 مقعدا) لهجمات مماثلة يومي الخميس والجمعة الماضيين.
وعن هذا الإستهداف، علّق حزب "تقدّم"، واصفا إياه بـ "الزوبعات الصبيانية"، ومشددا على أنه "ماض في مشروعه نحو البناء والإعمار واستتباب الأمن في البلاد".
كما اعتبر أن أي تصرفات صبيانية "لم و لن تهزمه".
تحالف سني يستنكر!
بدوره، أدان التحالف المشترك الذي يضم تحالف "تقدم" بزعامة محمد الحلبوسي (ثاني الترتيب برصيد 37 مقعدا من أصل 329)، وتحالف "عزم" بزعامة خميس الخنجر (14 مقعدا)، تكرار الهجمات التي تطال قياداتها ومكاتبها، داعيا إلى "ملاحقة المجموعة الإرهابية التي هاجمت مقر النائب الشيخ عبد الكريم عبطان الجبوري وتقديمهم للعدالة من دون تأخير".
وتابع: "استخدام هذه الأساليب الإجرامية في تغيير إرادتنا، لن يفلح في شيء، ولن يثنينا عن توجهاتنا في بناء دولة قوية ذات سيادة بعيدة عن الأجندات المشبوهة، وخالية من الإرهاب والسلاح المنفلت".
استهداف قاعدة بلد
الهجوم على مقر النائب عبطان، تزامن مع إحباط هجمات بـ3 طائرات مسيرة، حاولت استهداف قاعدة بلد الجوية في محافظة صلاح الدين شمالي البلاد.
وكانت خلية الإعلام الأمني ذكرت أنّ 3 طائرات مسيرة اقتربت فجر السبت (أمس) من المحيط الجنوبي لقاعدة بلد الجوية في محافظة صلاح الدين.
وأضافت أن "الطائرات تمت مشاهدتها بالعين المجردة من قبل القوة المكلفة بحماية الأبراج الخارجية، والتأكد من أنها طائرات معادية، حيث قامت القوة بفتح النار باتجاه هذه الطائرات التي لاذت بالفرار".
وقاعدة بلد الجوية شمالي العراق تُعتبر كبرى القواعد العسكرية الجوية في البلاد، وتضم أسراب طائرات إف-16 (F-16) الأميركية، كما تضم القواعد العسكرية فنيين من الجانب الأميركي للمساعدة في صيانة الطائرات.
أضرار مادية فقط خلّفها هجوم بقنبلة استهدف مكتب النائب عبدالكريم عبطان بتحالف "تقدم" في شارع 40 بمنطقة السيدية في بغداد.
وكانت مصادر أمنية عراقية، أفادت بوقوع انفجارٍ وإطلاقِ نار قرب مقر النائب عبطان، مضيفة أن الهجوم تم بقنبلة يدوية من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
ويأتي الهجوم بعد تعرض عدد من المقار الحزبية والسياسية في بغداد إلى هجمات مسلحة، تقول الحكومة العراقية إن التحقيقات جارية للكشف عن منفذيها.
رسالة تهديد!
وفي أول تعليق على الهجوم الذي استهدف منزله في منطقة السيدية في بغداد، كشف النائب عبدالكريم عبطان، أنه تعرض سابقا لتهديدات.
وأوضح القيادي في تحالف "تقدم"، بتغريدة على حسابه على تويتر، ليل السبت الأحد، أنه وجد ظرفاً أمام باب منزله، يحمل رسالة تهديد.
وجاء في الرسالة المذكورة، بحسب عبطان، نصا مفاده: "تحالفك مع الأغلبية الوطنية سيحملك الكثير من العواقب"، في إشارة إلى تحالف تقدم مع التيار الصدري في تشكيل الحكومة الجديدة، التي أكد مرارا مقتدى الصدر، أنه يريدها حكومة أغلبية وطنية.
كما أشار إلى أن موجهي التهديد طلبوا منه الإتجاه نحو حكومة توافقية والإنسحاب من "تقدم "، معتبرا أن استهداف منزله كانت أولى طلائع هذا التهديد.
ترهيب وتخويف!
وحمل استهداف مكتب النائب عبدالكريم عبطان، رسالة ترهيب جديدة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والأحزاب التي تستعد للتحالف معه لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، مفادها أن الفصائل المعترضة لن تسمح بأي تكتلات سياسية ولا بحكومة جديدة تكون هي خارجها.
وفي هذا الشأن، يقول الكاتب والمحلل السياسي علي البيدر، في حديث لـ"جسور"، إنّ "الهجمات الأخيرة على المقار الحزبية والسياسية في بغداد تأتي في إطار رسائل التخويف التي تستخدمها بعض الجماعات المسلحة من أجل الضغط السياسي على تلك الأطراف لثنيها عن بعض القرارات السياسية وإجبارها على التراجع عن بعض المواقف التي اتخذتها".
وبيّن البيدر، أنّ تلك الهجمات "تعتمد على استهداف بعض الشخصيات والمقرات الحزبية التابعة للأطراف السنيّة والكردية كونها الأضعف في أماكن نفوذ تلك الجماعات، التي لا تستطيع مهاجمة التيار الصدري الذي يمتلك بدوره جماعات مسلحة، وبذلك تلجأ الجماعات المسلحة لإرهاب هذه الأطراف التي لا تمتلك السلاح، وهذا بطبيعة الحال يناقض التوجهات الديمقراطية والصراع السياسي الذي تحول إلى صراع مسلّح من طرف واحد".
وشدّد البيدر عبر "جسور"، على ضرورة أن تتخذ المؤسسات الأمنية التابعة للدولة مواقف أكثر حزما في منع تلك العمليات وحماية الأطراف الفاعلة داخل المنظومة السياسية.
من جهته، اعتبر المستشار في المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية، الدكتور الناصر دريد، في حديث لـ"جسور"، أنّ "الهجمات الإرهابية تأتي في إطار إرهاب الطرف الآخر كي يتخلى ربما عن تحالفه مع الصدر تحت الخوف والترهيب"، وبالتالي "تسقط عملية الأغلبية التي يتباهى الصدر بها في التشكيلة الحكومية المرتقبة".
وتساءل دريد عما "إذا كانت الهجمات من ضمن استراتيجية متّبعة من قبل كل الإطار التنسيقي (يضم حزب نوري المالكي، وتحالف الفتح وغيرهما من الحركات الشيعية) وبموافقته، أم هي تصرفات فردية لبعض الأطراف داخل هذا الإطار؟".
وساطة إيرانية؟
يأتي الهجوم فيما لا تزال المشاورات بين الكتل النيابية مستمرة من أجل تشكيل الحكومة، لاسيما بين التيار الصدري الذي أثبتت الانتخابات النيابية في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي فوزه بـ 73 نائبا، ليتصدّر بذلك النتائج، وسط تراجع مرير للأحزاب الموالية لإيران في البلاد.
وكان الصدر دعم ترشح رئيس البرلمان محمد الحلبوسي لولاية ثانية، وقد فاز بها الأحد الماضي، فيما دعمت الأحزاب والفصائل المقربة من طهران والمنضوية ضمن الإطار التنسيقي مرشحا آخر، في خطوة زادت التوتر بين الجانبين.
وعن جديد ملف الحكومة، رأى الباحث في الشأن السياسي والاقتصادي، نبيل جبار العلي، أن "الكرة لا زالت في ملعب القوى الشيعية لتشكيل الحكومة، والمحادثات مستمرة بين قطبي الشيعة ومجموعة الإطار التنسيقي من جهة ثانية"؛ لافتا في اتصال مع "جسور" إلى أن "ليلة السبت شهدت لقاء بين الصدر ورئيس تحالف فتح هادي العامري في النجف الأشرف، بهدف تفكيك الأزمة السياسية بين الأطراف الشيعية".
وكشف العلي، عن وساطة إيرانية يُحاك جزء منها في بغداد والآخر في طهران لحلحلة الصراع القائم بين القوى السياسية الشيعية.
"زوبعات صبيانية"
وحادث استهداف مكتب عبطان، لم يكن الأول من نوعه، إذ تعرضت مكاتب "تقدم" و"عزم" و"الحزب الديمقراطي الكردستاني" (رابع الترتيب برصيد 31 مقعدا) لهجمات مماثلة يومي الخميس والجمعة الماضيين.
وعن هذا الإستهداف، علّق حزب "تقدّم"، واصفا إياه بـ "الزوبعات الصبيانية"، ومشددا على أنه "ماض في مشروعه نحو البناء والإعمار واستتباب الأمن في البلاد".
كما اعتبر أن أي تصرفات صبيانية "لم و لن تهزمه".
تحالف سني يستنكر!
بدوره، أدان التحالف المشترك الذي يضم تحالف "تقدم" بزعامة محمد الحلبوسي (ثاني الترتيب برصيد 37 مقعدا من أصل 329)، وتحالف "عزم" بزعامة خميس الخنجر (14 مقعدا)، تكرار الهجمات التي تطال قياداتها ومكاتبها، داعيا إلى "ملاحقة المجموعة الإرهابية التي هاجمت مقر النائب الشيخ عبد الكريم عبطان الجبوري وتقديمهم للعدالة من دون تأخير".
وتابع: "استخدام هذه الأساليب الإجرامية في تغيير إرادتنا، لن يفلح في شيء، ولن يثنينا عن توجهاتنا في بناء دولة قوية ذات سيادة بعيدة عن الأجندات المشبوهة، وخالية من الإرهاب والسلاح المنفلت".
استهداف قاعدة بلد
الهجوم على مقر النائب عبطان، تزامن مع إحباط هجمات بـ3 طائرات مسيرة، حاولت استهداف قاعدة بلد الجوية في محافظة صلاح الدين شمالي البلاد.
وكانت خلية الإعلام الأمني ذكرت أنّ 3 طائرات مسيرة اقتربت فجر السبت (أمس) من المحيط الجنوبي لقاعدة بلد الجوية في محافظة صلاح الدين.
وأضافت أن "الطائرات تمت مشاهدتها بالعين المجردة من قبل القوة المكلفة بحماية الأبراج الخارجية، والتأكد من أنها طائرات معادية، حيث قامت القوة بفتح النار باتجاه هذه الطائرات التي لاذت بالفرار".
وقاعدة بلد الجوية شمالي العراق تُعتبر كبرى القواعد العسكرية الجوية في البلاد، وتضم أسراب طائرات إف-16 (F-16) الأميركية، كما تضم القواعد العسكرية فنيين من الجانب الأميركي للمساعدة في صيانة الطائرات.