عقب تعرض قاعدة "فيكتوري" في مطار بغداد لهجوم بطائرتين مسيرتين كُتب عليهما "عمليات ثأر القادة"، تزامناً مع ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس؛ وجّهت الولايات المتحدة رسالة ردّ إلى الفصائل العراقية المسلحة وإيران.
بعد أن وصفت الولايات المتحدة استهداف قواعد عسكرية تضم جنوداً أميركيين تعرضاً لـ "مصالح واشنطن في العراق"، أكدت مصادر مطلعة، لـ"روسيا اليوم"، أن "مسؤولاً أميركياً زار العراق مؤخراً، والتقى بمسؤولين حكوميين عراقيين، وأبلغهم غضب واشنطن من الضربات التي تستهدف المصالح الأميركية في البلاد".
وأضافت، أن "المسؤول الأميركي أكد علم واشنطن بوقوف طهران خلف هذه العمليات من خلال الفصائل العراقية المسلحة المقربة منها".
هذا وأشارت المصادر، إلى أن "الضيف الأميركي" بعث برسالة عبر مسؤول عراقي إلى إيران والفصائل المسلحة، تفيد "باستعداد واشنطن للرد على أي ضربات تمس مصالحها في العراق". وأكّد "الضيف" أن الأهداف حُدّدت، وفي "أي لحظة سترد أميركا على أي استهداف، ولن تقتصر أهدافها على العراق فحسب، بل ربما تصل إلى خارجه"، في إشارة إلى إيران.
طهران تنفذ
وعن التصعيد المرتقب، أكد مستشار المركز العربي الإفريقي للشؤون الأمنية والسياسية، الدكتور مخلد حازم، في حديث لـ"جسور"، أن "سياسة الرئيس الأميركي جو بايدن تختلف عن سلفه دونالد ترامب، إذ يعتمد سياسة الاحتواء والمطاولة، إلا أن الصبر الأميركي لن يصمد طويلاً في حال استمرت الفصائل المسلحة الموالية لإيران بانتهاكاتها".
وأشار حازم، إلى أن "الطائرات المستخدمة في العمليات معروف أنها إيرانية الصنع وهذا ليس اتهاماً إذ اعلنت طهران سابقاً ومؤخراً من خلال وكلائها أنها ستستأنف عملياتها ضد القوات الأميركية مع نهاية العام المنصرم وبداية العام الحالي". وتابع قائلاً: "الأهم هو أن هذه العمليات والتجاوزات تضرب بعمق السيادة العراقية والأمن القومي وتستهدف شخص رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي".
وبيين حازم وجهتي نظر متعارضتين في العراق، الأولى حكومية تريد إقامة علاقات متينة مع الأميركيين والمجتمع الدولي، إذ "أفضت جولات المحادثات مع الجانب الأميركي إلى استبقاء قواعد في عين الأسد (محافظة الأنبار) وقاعدة في منطقة حرير (في أربيل) وفيها عدد من الجنود الأميركيين بصفة مستشارين لمساعدة الجيش العراقي في عملية المشورة والدعم اللوجيستي"، بحسب حازم.
وأضاف، "هذه الرؤية التي نريدها على غرار كل العلاقات الدولية تواجهها رؤية الثانية، وهي تمثل إملاءات خارجية تنفذها دمى في الداخل العراقي تعتبر أن الوجود الأميركي تهديداً لأمنها، لذلك تقوم من خلال حلفائها أو فصائلها بعمليات اعترضية معتقدة أنها من خلالها ستستطيع إخراج القوات الأميركية من العراق".
هذا واعتبر حازم، لـ"جسور"، أنه لا يمكن فصل هذه العمليات عن مجريات الأحداث الإقليمية والدولية وخصوصاً مفاوضات فيينا فهي رسائل مبطنة من الجانب الإيراني لواشنطن تقول من خلالها "أنا هنا".
الاستهداف مستمر
على وقع التوتر الأمني الذي شهده العراق خلال اليومين الماضيين، أكد المتحدث باسم كتائب "سيد الشهداء" في العراق، الشيخ كاظم الفرطوسي، في حديث صحافي، أنّ "استهداف القوات الأميركية نتيجة طبيعية لعدم انسحابها من العراق وعدم إثبات جدية بذلك".
وأشار الفرطوسي، إلى أنّ استهداف القوات الأميركية أتى بعد أن "استؤنفت المهلة المعطاة لانسحابها"، لافتاً إلى أنّ العمليات العسكرية ضد الأميركيين في العراق "ستستمر وستصبح نوعية أكثر".
وتحدثت وسائل إعلامية عن سماع أصوات قصف في محيط قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار، غرب العراق، ليتبين لاحقا أن الأصوات ناجمة عن هجوم تم تنفيذه بـ5 صواريخ من طراز غراد واستهدفت قاعدة عين الأسد.
هذا وتعرّض رتل دعم لوجستي للتحالف بقيادة واشنطن لتفجير بعبوة ناسفة في بابل جنوب بغداد، إضافة إلى استهداف رتلي دعم لوجستي يتبعان للتحالف الأميركي عند الطريق السريع الرابط بين محافظة المثنى وجنوب العراق.
كذلك، سُجّل سقوط 4 صواريخ "كاتيوشا" في محيط مطار بغداد الدولي ومقابل قاعدة الدعم الدبلوماسي الأميركي ومناطق متفرقةٍ من القاعدة.
"حكومة ترقيعية"
سياسياً، تتسارع الخطى خلف الكواليس من أجل نسج التحالفات قبيل جلسة للبرلمان المتوقع عقدها الأحد. وبهدف تشكيل الكتلة الوازنة واختيار الرئاسات الثلاث، كثفت القوى السياسية الفائزة في الانتخابات البرلمانية التي عقدت في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لقاءاتها.
ومن المتوقع أن تعلن التحالفات السياسية بين المكونات بشكل رسمي قبل موعد الجلسة النيابية الأولى للبرلمان الجديد، مع إمكانية انبثاق جبهة معارضة تضم بعض المستقلين والأحزاب الناشئة.
وفي السياق، أكد مصدر مطلع أن لقاءًا جرى بين زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، مع رئيس تحالف تقدم، محمد الحلبوسي، مؤكداً أنه كان "إيجابياً"، وأن نسبة التفاهم بينهما مرتفعة جداً، وقد تتوج بتحالف يؤدي إلى تشكيل حكومة "أغلبية وطنية" بعيداً عن تحالف الإطار التنسيقي.
ويعتبر محللون عراقيون أن الانقسام لا يقتصر على البيت الشيعي فقط، بل ينسحب إلى البيتين السني والكردي أيضاً، فالخلافات كبيرة وقد تؤدي إلى تشكيل "حكومة ترقيعية" تضم نصف الأكراد ونصف السنة أيضاً، فيما قد يذهب زعيم تحالف "دولة القانون" نوري المالكي، باتجاه الثلث المعطل مما قد يؤخر تشكيل الحكومة.
بعد أن وصفت الولايات المتحدة استهداف قواعد عسكرية تضم جنوداً أميركيين تعرضاً لـ "مصالح واشنطن في العراق"، أكدت مصادر مطلعة، لـ"روسيا اليوم"، أن "مسؤولاً أميركياً زار العراق مؤخراً، والتقى بمسؤولين حكوميين عراقيين، وأبلغهم غضب واشنطن من الضربات التي تستهدف المصالح الأميركية في البلاد".
وأضافت، أن "المسؤول الأميركي أكد علم واشنطن بوقوف طهران خلف هذه العمليات من خلال الفصائل العراقية المسلحة المقربة منها".
هذا وأشارت المصادر، إلى أن "الضيف الأميركي" بعث برسالة عبر مسؤول عراقي إلى إيران والفصائل المسلحة، تفيد "باستعداد واشنطن للرد على أي ضربات تمس مصالحها في العراق". وأكّد "الضيف" أن الأهداف حُدّدت، وفي "أي لحظة سترد أميركا على أي استهداف، ولن تقتصر أهدافها على العراق فحسب، بل ربما تصل إلى خارجه"، في إشارة إلى إيران.
طهران تنفذ
وعن التصعيد المرتقب، أكد مستشار المركز العربي الإفريقي للشؤون الأمنية والسياسية، الدكتور مخلد حازم، في حديث لـ"جسور"، أن "سياسة الرئيس الأميركي جو بايدن تختلف عن سلفه دونالد ترامب، إذ يعتمد سياسة الاحتواء والمطاولة، إلا أن الصبر الأميركي لن يصمد طويلاً في حال استمرت الفصائل المسلحة الموالية لإيران بانتهاكاتها".
وأشار حازم، إلى أن "الطائرات المستخدمة في العمليات معروف أنها إيرانية الصنع وهذا ليس اتهاماً إذ اعلنت طهران سابقاً ومؤخراً من خلال وكلائها أنها ستستأنف عملياتها ضد القوات الأميركية مع نهاية العام المنصرم وبداية العام الحالي". وتابع قائلاً: "الأهم هو أن هذه العمليات والتجاوزات تضرب بعمق السيادة العراقية والأمن القومي وتستهدف شخص رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي".
وبيين حازم وجهتي نظر متعارضتين في العراق، الأولى حكومية تريد إقامة علاقات متينة مع الأميركيين والمجتمع الدولي، إذ "أفضت جولات المحادثات مع الجانب الأميركي إلى استبقاء قواعد في عين الأسد (محافظة الأنبار) وقاعدة في منطقة حرير (في أربيل) وفيها عدد من الجنود الأميركيين بصفة مستشارين لمساعدة الجيش العراقي في عملية المشورة والدعم اللوجيستي"، بحسب حازم.
وأضاف، "هذه الرؤية التي نريدها على غرار كل العلاقات الدولية تواجهها رؤية الثانية، وهي تمثل إملاءات خارجية تنفذها دمى في الداخل العراقي تعتبر أن الوجود الأميركي تهديداً لأمنها، لذلك تقوم من خلال حلفائها أو فصائلها بعمليات اعترضية معتقدة أنها من خلالها ستستطيع إخراج القوات الأميركية من العراق".
هذا واعتبر حازم، لـ"جسور"، أنه لا يمكن فصل هذه العمليات عن مجريات الأحداث الإقليمية والدولية وخصوصاً مفاوضات فيينا فهي رسائل مبطنة من الجانب الإيراني لواشنطن تقول من خلالها "أنا هنا".
الاستهداف مستمر
على وقع التوتر الأمني الذي شهده العراق خلال اليومين الماضيين، أكد المتحدث باسم كتائب "سيد الشهداء" في العراق، الشيخ كاظم الفرطوسي، في حديث صحافي، أنّ "استهداف القوات الأميركية نتيجة طبيعية لعدم انسحابها من العراق وعدم إثبات جدية بذلك".
وأشار الفرطوسي، إلى أنّ استهداف القوات الأميركية أتى بعد أن "استؤنفت المهلة المعطاة لانسحابها"، لافتاً إلى أنّ العمليات العسكرية ضد الأميركيين في العراق "ستستمر وستصبح نوعية أكثر".
وتحدثت وسائل إعلامية عن سماع أصوات قصف في محيط قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار، غرب العراق، ليتبين لاحقا أن الأصوات ناجمة عن هجوم تم تنفيذه بـ5 صواريخ من طراز غراد واستهدفت قاعدة عين الأسد.
هذا وتعرّض رتل دعم لوجستي للتحالف بقيادة واشنطن لتفجير بعبوة ناسفة في بابل جنوب بغداد، إضافة إلى استهداف رتلي دعم لوجستي يتبعان للتحالف الأميركي عند الطريق السريع الرابط بين محافظة المثنى وجنوب العراق.
كذلك، سُجّل سقوط 4 صواريخ "كاتيوشا" في محيط مطار بغداد الدولي ومقابل قاعدة الدعم الدبلوماسي الأميركي ومناطق متفرقةٍ من القاعدة.
"حكومة ترقيعية"
سياسياً، تتسارع الخطى خلف الكواليس من أجل نسج التحالفات قبيل جلسة للبرلمان المتوقع عقدها الأحد. وبهدف تشكيل الكتلة الوازنة واختيار الرئاسات الثلاث، كثفت القوى السياسية الفائزة في الانتخابات البرلمانية التي عقدت في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لقاءاتها.
ومن المتوقع أن تعلن التحالفات السياسية بين المكونات بشكل رسمي قبل موعد الجلسة النيابية الأولى للبرلمان الجديد، مع إمكانية انبثاق جبهة معارضة تضم بعض المستقلين والأحزاب الناشئة.
وفي السياق، أكد مصدر مطلع أن لقاءًا جرى بين زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، مع رئيس تحالف تقدم، محمد الحلبوسي، مؤكداً أنه كان "إيجابياً"، وأن نسبة التفاهم بينهما مرتفعة جداً، وقد تتوج بتحالف يؤدي إلى تشكيل حكومة "أغلبية وطنية" بعيداً عن تحالف الإطار التنسيقي.
ويعتبر محللون عراقيون أن الانقسام لا يقتصر على البيت الشيعي فقط، بل ينسحب إلى البيتين السني والكردي أيضاً، فالخلافات كبيرة وقد تؤدي إلى تشكيل "حكومة ترقيعية" تضم نصف الأكراد ونصف السنة أيضاً، فيما قد يذهب زعيم تحالف "دولة القانون" نوري المالكي، باتجاه الثلث المعطل مما قد يؤخر تشكيل الحكومة.