بعد العثور على مقبرة جماعية لمقاتلي تنظيم "داعش" في الموصل، بدأت السلطات العراقية في استخراج رفات 85 منهم، بعدما كانوا قد قُتلوا خلال المعارك لاستعادة السيطرة على الموصل في الفترة الممتدة بين خريف 2016 وصيف 2017.
وهذه المقبرة "عُثرَ عليها في محافظة نينوى في مدينة الموصل، مركز ما يُسمّى بالخلافة الإسلامية منذ زمن أبو بكر البغدادي"، بحسب الخبير الأمني العراقي سرمد البياتي، الذي أكد، في حديث لـ"جسور"، أنه سيتم العثور على الكثير من المقابر الجماعية في هذه المناطق، لكن الأمر يتطلب الوقت وعمل مختصين وإجراء فحوصات DNA".
ورأى البياتي، "أنه من السابق لأوانه الجزم بأن المقبرة لداعش وعلينا انتظار نتائج تحاليل الجثث، ولكن هذه المنطقة كانت تحت سيطرة مقاتلي ما يسمّون أنفسهم تنظيم الدولة الإسلامية، وقاموا بالإنسحاب بعد القصف الذي شنّته الطائرات العراقية عليهم، ولم يسأل أحد من الأهالي عنهم، ما يشير إلى أنهم ربما ينتمون إلى "داعش" الذي أغلب مقاتليه من خارج العراق".
وأشار إلى أن "هذه المقبرة الجماعية لمقاتلي "داعش" ليست الأولى ولا الأخيرة التي يتم العثور عليها، ولكنها الأكبر من حيثُ عدد المقاتلين الذين دُفنوا فيها، والمقبرة الكبرى فعليّاً تعود لضحايا "داعش"، في حفرة تُسمّى الخسفة في ضواحي الموصل،
وحفرة "الخسفة" عبارة عن منخفض طبيعي كبير، تقع على بعد ثمانية كيلومترات جنوب الموصل، وتعد إحدى أكبر المقابر الجماعية في العراق إثر استخدم الارهابيين لها لتنفيذ إعدامات.
أرض خالية
وتقع المقبرة الجماعية التي تحتوي رفات مقاتلي داعش وتم العثور عليها السبت في أرض خالية خلف مسجد في منطقة سكنية في حي الرفاعي غربي المدينة، بحسب مدير الطب العدلي الدكتور حسن واثق العنزي.وقال: "رفعنا في اليوم الأول 35 جثة واليوم الثاني 50 جثة ولا يزال العمل مستمرا" دون أن يتمكن من تقدير عدد الأشخاص الذين دفنوا في هذا الموقع. وأضاف: "سنأخذ كافة الإجراءات حسب قانون الطب العدلي وفحص الحمض النووي لمعرفة مطابقة هذه الجثث".
وتابع: "قُتل هؤلاء ودُفنوا في هذا الموقع أثناء القتال بين عامي 2016 و2017، إلا أنه غير قادر على تحديد الظروف التي ماتوا فيها."
من جهته، أكد مسؤول في الدفاع المدني في محافظة نينوى أن "موقع المقبرة كان معروفا لدى السلطات، لكن الطب العدلي باشر فتحها السبت".