في ظل واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم، أدّى رفع الدعم وارتفاع سعر صرف الدولار وشحّ المازوت والتقنين الكهربائي إلى تفكك نظام الرعاية الصحية في لبنان بشكل سريع وجعل صحة المواطن على المحك.
وبعدما وقفت الدولة اللبنانية مكتوفة الأيدي إزاء الوضع الصحي الخطير الذي يمرّ به اللبنانيون، ولم تتخذ أي خطوة إصلاحية بهذا الإتجاه، حلّت بعض الجمعيات مكان الدولة، ورسمت خارطة أهداف وخطط تمكنت من تنفيذها.
في هذا الصدد، أطلقت جمعية "نورج" في لبنان، بشخص رئيسها الدكتور "فؤاد أبو ناضر" بطاقة تأمين إستشفائية، بالتعاون مع شركة التأمين "Bankers Insurance"، وذلك إيمانا من الجمعية بضرورة تثبيت اللبنانيين في أرضهم، من خلال المشاريع الإنمائية والصحية التي تهدف إلى تحسين الظروف الإقتصادية والإجتماعية للبنانيين ، خصوصا في هذه المرحلة الدقيقة التي يمرّ بها البلد.
تثبيت للركائز الاساسية
وفي كلمة له، قال الدكتور أبو ناضر: "يصادف اليوم ذكرى إنطلاق الحرب اللبنانية في 13 أبريل/ نيسان 1975 مع إطلاق نورج للبطاقة الإستشفائية شعلة أمل جديدة في ظروف إستثنائية".
وتابع: "مستمرون بخدمة المجتمع عبر جمعية نورج التي تعمل على تثبيت ركائز أساسية: الانماء لخلق فرص العمل، التربية والحفاظ على المدارس، والصحة، والسعي بالقدرات المتاحة لتخفيف معاناة المواطنين".
وأكد أبو ناضر أن "مبادرة "نورج" و"بانكرز"ليست الأولى بل سبقتها البطاقة التمويلية التي أنجزت منذ أشهر وغطت 300 عائلة على مدى 6 أشهر، وكانت مبادرة ناجحة ومتواضعة مقارنة مع الخطابات الرنانة والوعود التي سمعناها من الوزراء المتعاقبين، ولم نرَ منها شيئًا، وفشلت معها الدولة في حفظ الحد الأدنى من شبكة الأمان الاجتماعي للمواطنين، حتى بات ما يقارب 80% منهم في حالة الفقر، وفق تقارير البنك الدولي".
وبيّن أنه "حتى قبل انهيار مقومات الدولة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2019، كانت التقارير تشير إلى أن حوالى 30% من المواطنين هم من دون تغطية صحية، وبالتالي معاناة المواطن وعدم قدرته على الدخول إلى المستشفيات دفعنا للتفكير بآلية تأمين واحدة، وهي حصول المواطن على الرعاية الطبية، وهي من أهم حقوق الإنسان التي تحدثت عنها الشرائع الدولية، لذلك فكرنا بحل يسمح لأي انسان الحصول على التغطية بإمكانيات مناسبة".
التغطية الصحية
أما المنسق العام للمشروع، طوني بريدي فقال بدوره: "بعد غيابي 30 سنة عن بلدي الحبيب لبنان اتخذت قرار العودة، وكان الهدف الأهم مساندة جمعية نورج، خصوصا في هذه المرحلة الصعبة". وكان الهدف إيجاد حل لمشكلة التغطية الصحية في لبنان، فتم التواصل مع 11 شركة تأمين وصناديق تعاضد وفي النهاية تم إختيار شركة تأمين تلبي أهدافنا وهي "Bankers Insurance".
أما مدير عام شركة "best Assistance" لإدارة المطالبات الطبيّة، جورج عبد المسيح، فأكد "أن الشراكة انطلقت مع جمعية نورج من خلال طرحها لمشروع البطاقة الإستشفائية من الناحية الإجتماعيّة وليس من الناحية الماديّة أو التجاريّة"، وبعد العديد من المباحثات التي أجريت مع الدكتور أبو ناضر وطوني بريدي، تم ّالتوصل إلى خلق منتج مخصّص لطلبات وإحتياجات "نورج"، حيث يكون المنتج بالحدّ الممكن والمقبول بمتناول اليد وبأسعار مدروسة، ومخصّصة لإكتفاء المواطنين بتغطية طبيّة ضمن بيئتهم وقراهم".
وختم عبد المسيح : "الحدود المالية للتغطية الطبية هي 100,000$ أميركي لحالات الإستشفاء و1,500$ دولار أميركي للفحوصات الطبية الخارجية والمخبرية مع 15% نسبة تحمّل، كما أن الكتيب يشرح تفاصيل التغطيات والحدود المالية والشبكة الطبية والأسعار حسب الفئة العمريّة".
وتتمثل مهمة جمعية "نورج" غير الحكومية في تعزيز سبل عيش اللبنانيين، وخلق فرص عمل وتطوير المهارات كما تقوم بمساعدة الأسر المحتاجة، من خلال تأمين الغذاء والتعليم والرعاية الصحية لها.