بغصب وحزن، يشيّع العراق الخميس ضحايا قصف حمّلت بغداد تركيا مسؤوليته، وأودى بحياة تسعة مدنيين في منتجع سياحي في كردستان، في حدثٍ من شأنه زيادة التوتر بين البلدين الجارين.
وجددت تركيا نفيها القاطع لتنفيذ أي هجوم على مدنيين في محافظة دهوك شمال العراق حيث أسفرت ضربة جوية عن مقتل تسعة مدنيين، بينهم طفلان، وجرح زهاء 33 شخصا مشيرة إلى أن السلطات العراقية يجب ألا تسقط في هذا "الفخ".
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن العمليات العسكرية التركية في العراق تستهدف دائما حزب العمال الكردستاني المحظور، وأن الهجوم على دهوك نفذه "إرهابيون"، معتبرا أن التقارير التي تحمل تركيا مسؤولية الهجوم ما هي إلا محاولات من جانب حزب العمال الكردستاني لـ"عرقلة جهود أنقرة في مكافحة الإرهاب."
وعن توقيت قصف دهوك، اعتبر الباحث العراقي في الشأن الأمني والسياسي مخلد حازم أن "تركيا تستهدف مناطق في العراق متزعمة ملاحقة حزب العمال الكردستاني، على الرغم من وجود اتفاقيات مشتركة بين الطرفين تقضي بملاحقة حزب العمال الكردستاني ضمن مسافة معينة ووفق أصول محددة الا أن تركيا تنتهك هذه القوانين وتلاحق الحزب بطريقة عشوائية."
وشدد في حديث لـ"جسور" على "ضرورة ردع القوات التركية بأسرع وقت ممكن
عمليات دقيقة
وعن نفي تركيا القاطع لتنفيذ أي هجوم على مدنيين في دهوك، رأى حازم ان "عمليات تركية دقيقة جدا لأن الجيش التركي يستهدف الأماكن البعيدة من المواطنين لكي يتجنب قتل المدنيين، ما قد يعرضها الى مساءلة من مجلس الأمن والجهات الحكومية الدولية".
وتابع "بما أن تركيا تنفي تورطها في قصف دهوك، ينبغي عليها اثبات براءتها من خلال المساعدة في الكشف عن هوية مرتكب هذه الجريمة ودعم التحقيق العراقي.
ورغم أن تلك العمليات التركية تثير توترا مع الحكومة العراقية، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يزال يعتزم معالجة مسألة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق".
تنديد عراقي
وإثر القصف، ندّد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بارتكاب "القوات التركية مجدداً انتهاكاً صريحاً وسافراً للسيادة العراقية وحياة المواطنين العراقيين وأمنهم باستهداف أحد المصايف السياحية في محافظة دهوك".
كما أضاف في تغريدة أن "العراق يحتفظ بحقه الكامل بالرد على هذه الاعتداءات، وسيقوم بكل الإجراءات اللازمة لحماية شعبه وتحميل الطرف المعتدي كل تبعات التصعيد المستمر".
وتشن تركيا بشكل متكرر غارات جوية على شمال العراق وأرسلت قوات خاصة لدعم عملياتها الهجومية في إطار حملة طويلة الأمد في العراق وسوريا ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية السورية. فيما تصنف أنقرة الجماعتين ضمن المنظمات الإرهابية.