افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمشاركة السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند مسجد الحسين بعد أعمال التجديد الشاملة للمسجد بما في ذلك المقصورة الجديدة لضريح الإمام الحسين الذي ساهم السلطان في ترميمه وتجديد مقامات آل البيت وعدد من المساجد المصريّة التاريخيّة.
فمن هي طائفة البهرة المعروفة بثروتها الكبيرة والتي تبرعت لصندوق "تحيا مصر"وتساهم على الدوام بترميم مساجد مصر الأثرية؟
هي إحدى الطوائف المنتمية للمذهب الإسماعيلي الذي أسّس أتباعه الدولة الفاطمية
في مصر، حينما توفى الخليفة المستنصر بالله، عام 1094م (487هـ)، نشب خلاف بين ابنيه المستعلي ونزار. تحول الخلاف إلى شقاق مذهبي، نتجت عنه طائفة الشيعة النزارية، وطائفة المستعليّة التي ينتمي إليها البهرة. وما زال الخلاف بين الطائفتين مستمراً إلى اليوم. ينقسم البهرة إلى الدوادية في الهند وباكستان ومركزها في مومباي، والبهرة السليمانية ومركزها في اليمن. أتباع البهرة موجودون في مصر الإمارات ومنطقة نجران بالسعودية. والبهرة لفظ هندي قديم، بمعنى "التاجر"، انتقلوا إلى مصر خلال فترة الستينات من القرن الماضي حيث يُعد مسجد الحاكم بأمر الله الفاطمي هو القبلة الأساسية التي يذهبون إليها لأداء طقوسهم. وبدأ قادة البهرة في التواصل مع القيادات المصرية منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إذ استطاع سلطانهم برهان الدين لقاء عبد الناصر والتنسيق معه لرعاية أبناء الطائفة والسماح لهم بممارسة طقوسهم.
ولكن انطلاقة البهرة الحقيقية في مصر جاءت مع الرئيس الراحل أنور السادات، حيث التقى بسلطان البهرة محمد برهان الدين، وتبرع الأخير بعشرات الملايين لصالح تسديد ديون مصر، والإنفاق على ترميم عشرات المساجد والأضرحة.
تختلف شعائر البهرة عن أهل السنة والجماعة، ومن بين اعتقاداتهم أنّ المهدي المنتظر سيُبعث من داخل أحد آبار مسجد الحاكم بأمر الله، كما يتولد لدى العديد منهم أنّ الحاكم بأمر الله على قيد الحياة.
يستخدم البهرة تقويما قمريا إسلاميا بصيغة خاصة، جرى تطويره منذ زمن الفاطميين يعتمد على حسابات فلكية لتحديد بدايات الأشهر، لذا فهو ثابت ويختلف بفارق يوم أو يومين عن التاريخ الإسلامي المعتاد.